بسم الله الرحمن الرحيم
السياسية هي صفقات.. اعطيك مقابل ماذا؟؟ واذا اردت شيء قدم مقابله شيء.. واذا ليس لديك شيء تعطيه، فعلي ان افاوض من يمنح وليس فقط من ياخذ.. اليس كذلك؟
ولكن ان تتحالف معي ثم تتركني بوحدي بوجه التحديات..تحت عنوان فك العلاقة .. هذا ما لا يمكن قبوله.. والادهى تستغلني للوصول لغايتك ثم لا تكتفي بتركي بنص الطريق ولكن تشوه صوري وتتحالف مع اعدائي؟ وتريد ان تنسحب لاظهار كل السلبيات بي فقط رغم انك شريك اساسي معي لسنوات بل لم تؤسس اي عملية سياسية ببغداد الا بوجودك ، فهذه الخيانة والغدر.. هذا لسان حال الشارع الشيعي بمنطقة العراق.. تجاه الكورد، ولسان حال الكورد بنفس الوقت تجاه الشيعة.. وهذا ما يطلق عليه سوء التفاهم.. الذي يؤدي للوي الاذرع وكسر الاخر..
فعليه احد اسباب رفض الشيعة لاستقلال كوردستان وتسليم كركوك لهم، انهم وجدوا انفسهم مضحوك عليهم، ويخرجون من المعادلة بلا اي نفع، فيعتقد الشيعة انهم من منحوا اقليم كوردستان كل المكاسب التي جعلتهم دولة غير معترف رسميا مؤهلة للاستقلال، فسلم الشيعة 17% من الميزانية لاربيل، التي لا يسمح بدخول جندي او شرطي تابع لبغداد لكوردستان، وهيمنة الكورد على النفط والموارد، وسلموهم وزارات سيادية كالخارجية والمالية، جعلتهم يفتحون اشبه بالسفارات الكوردية بالعالم وبالدول المؤثرة خاصة..وهذا ما لم يحلم به الكورد طوال تاسيس ما يسمى الدولة العراقية ببداية القرن الماضي، وحتى قبل ذلك بالعهد العثماني.
ليطرح سؤال (عن اي شيعة تحالف معهم البرزاني وكوردستان)؟ هل يقصدون الشيعة العرب، ام المرجعية، ام القوى السياسية المعارضة قبل عام 2003 والحاكمة بعد عام 2003.. فهذه القوى السياسية مدعومة من ايران منذ البدء ويعلم البرزاني ذلك.. ويمثلون اجنداتها، واجندات ايران ترفض اصلا استقلال كوردستان.. فماذا كان يتوقع البرزاني من ردة فعل شيعة السلطة (شيعة ماما طهران)، ببغداد بدعمهم بالحكم ورئاسة الوزراء، وماذا توقع الشيعة من التحالف مع الكورد وهم يحلمون بحقهم بالاستقلال بدولة، وهم اكثر المكونات وضوحا باهدافهم ولا يخفونها.. ليتبين بانه تحالف بين (شخوص) وليس بين مكونات.. وهذا هو الخلل.
وكما ان الشرق الاوسط القديم التي رسمت خرائطه بما يعرف باتفاقية سايكيس بيكو الانكلو فرنسية بمباركة روسية قيصرية ببداية القرن الماضي واتفاقيات لوزان وغيرها.. رسمتها بالمحصلة القوى الكبرى وضمن صفقات، كذلك اليوم لا يمكن رسم خرائط جديدة بدون موافقة القوى الكبرى الحالية، تاخذ بنظر الاعتبار القوى المحلية الموجودة على الساحة، فعليه المكون الشيعي العربي من مصلحته ان تعقد صفقة، يتم بموجبها منحهم الاحساء والقطيف وحتى الاحواز، مقابل الموافقة كركوك لكوردستان واستقلالها.
مما يتبين بان عدم الثقة المتبادلة التي ذكرناها ببداية الموضوع.. اذا لم يتم معالجته بسرعة.. يتفاقم لصراعات، ستكون بلا ناقة ولا جمل لاحد الطرفين.. فقط لاشباع رغبات الحاقدين الذين يتمنون صراعا شيعيا كورديا لتصفية حسابات اطراف وقوى سياسية ليس من مصلحتها استقلال الكورد وبنفس الوقت ليس من مصلحتها استقرار الشيعة ببغداد. ويمنع بروز اقليم للمكون الشيعي العربي بوسط وجنوب من جهة ثالثة.
ولنوضح ما سبق بطرح سؤال.. لماذا يرفض الشيعة (ضم المناطق المتنازع عليها وكركوك لكوردستان).. (ويعترفون بان كوردستان مستقلة منذ 1991) وانها عالة على الشيعة.. وان من مصلحة الشيعة استقلال كوردستان، بزيادة نسبة الشيعة بمنطقة العراق وعدم مشاركة الكورد بنفط الشيعة، ويعترفون ايضا ان كركوك هي محطة صراع بين التركمان والكورد والسنة، وليس هناك من يقول انها شيعية او عربية، هل هو حسد وغيره من الشيعة تجاه الكورد.. ولماذا يدافع شيعة ماما طهران عن عراق سايكس بيكو والتي ليس من مصلحة ايران اقامة دولة للشيعة العرب بالمنطقة لانها قائمة على نهب نفط الشيعة العرب بالاحواز، وانها جعلت الشيعة العرب مجرد مرتزقة لمصالح ايران القومية العليا بممر بري امن لها من طهران للمتوسط.
وهنا نبعث رسالتنا للشيعة العرب فاوضوا الكورد والعالم .. نوافق على استقلال كوردستان مع كركوك. مقابل منحنا المنطقة الشرقية والاحواز والبحرين، لتاسيس لدولة الشيعة العرب الكبرى من البحرين لسامراء مع بادية كربلاء النخيب وديالى، وتشمل الاحواز.. فكما ان الامة الكوردية 40 مليون، امة بلا دولة، كذلك نحن الشيعة العرب من 35-40 مليون شيعي عربي بالمنطقة، امة بلا ودولة ولنا الحق بان يكون لنا دولة ضمن خرائط الشرق الاوسط الجديد التي ترسم.
وليدرك الشيعة العرب بان المسؤولين عن التفجيرات التي تستهدفكم يا شيعة بالارهاب، هو من رفض قيام اقليم للشيعة العرب وسط وجنوب، وهم كذلك من يسرق ثرواتكم فسادا وتعانون منه من سوء الخدمات والوضع الامني المزري والبطالة واهمال القطاعات الصناعية والزراعية والخدمية.. وهم من دمجوا شعيط ومعيط كضباط دمج سلموهم اجهزة امنية فنخروها من داخلها لمصالح ايران..المسؤول .. هم القضاء الفاسد الذي يسرح بظله الفاسدين والارهابيين والمجرمين كيفما شاءوا.. مؤمنين من العقاب الحقيقي..المسؤول هي الاحزاب والقوى السياسية الفاقدة لاي قضية تنطلق من هموم ومصالح ابناء وسط وجنوب..المسؤول هو من لم يقم بطرد الاجانب من المصريين وغيرهم من الناصرية الذين جلبهم صدام و البعث .. ضمن التلاعب الديمغرافي انذاك ضد الاكثرية الشيعية واختراق الشيعة..
المسؤول من سمح بعشرات المليشيات التي تعلن جهارات ولاءها لزعيم اجنبي ونظام اجنبي.. (خامنئي وولاية الفقيه الايرانية).. فهل تقبل ايران ان تؤسس مليشيات داخلها تعلن ولاءها لاردوغان او نظام باكستان؟؟ !! ويدعون بعد ذلك (هي عقيدة لديهم).. اي عقيدة الخيانة والعمالة..
واهم مسالة ادراك بان الناس اعداء ما جهلوا، فيجب ازالة الغشاوة عن عيون الشيعة العرب حول حقيقة من وراء تاسيس العراق كدولة، والغبن التاريخي الذي تعرض له الكورد والشيعة العرب معا من حرمانهم من حقهم بدول لهم بالمنطقة..وغيرها من القضايا..
فالغبن ضد الشيعة لم يكن وليد صدام فهل كانوا غير مغبونين بزمن العثمانيين؟؟اليس هم مغبونين ايضا بكل الاتجاهات امنيا واقتصاديا وخدميا بعد صدام ايضا.. فلماذا تدافع المرجعية عن كل شيء ييسيء للشيعة العرب.. ففتوى المرجعية بالدفاع عن العثمانيين الذين قتلوا بوحشية مئات الاف من النساء والاطفال والرجال والشيوخ من الشيعة العلويين بالانضول وكذلك من المسيحيين الارمن
.. وهي من اصدرت فتوى بانتخاب هؤلاء الفاسدين المدعومين ايرانيا بعد عاام 2003 بدون ان تعطي البديل عنهم ثم سدت الباب بوجههم ولكن لم تعمل على مقاضاتهم واسقاطهم، فلماذا المرجعية تبنت موقف ايران برفض استقلال كوردستان، وتمسكت بخرائط المستعمرين خرائط الشرق الاوسط القديم سايكيس بيكو، هل لاصولها الايرانية لان استقلال كوردستان يعني استقلال الاحواز الشيعية العربية بالمحصلة.. فمهما اختلفت المرجعية بالنجف مع نظام طهران ولكن ما يجمعهم الوقوف ضد حق الشيعة العرب بدول لهم بالمنطقة.
فايران قائمة على نهب نفط الشيعة العرب ، والمفروض من المرجعية ان توعي الشيعة العرب بان غبنهم نتيجة سايكيس بيكو التي حرمتهم من دولة للشيعة العرب ،، مقابل تاسيس 20 دولة عربية سنية، ودولتين عجميتين شيعيتان اذربيجان وايران.. ودول للاتراك بتركيا واسيا الوسطى.. فلماذا يحرم الشيعة العرب والكورد من حقهم بدولة. وهذا ما خلق عدم التوازن وبالتالي ولد الارهاب والدكتاتورية واظمة الفساد والعمالة لايران..
ننبه بان المرجعية تسبب بنكسة العشرين ولكن لم تقدم اي بديل شيعي عربي بعد النكسة، بل دعمت حاكم سني عربي مستورد من الحجاز.. فسنت بعد ذلك سنة سوء بحكم السنة لبغداد حتى وصل صدام، وبعد عام 2003 ايضا لم تقدم المرجعية اي قضية ومشروع سياسي للشيعة بمنطقة العراق، بل تركتهم لمصير مرعب ومجهول.
وحتى المعارضة المحسوبة شيعيا بزمن صدام كانت موالية لايران وتفتخر بذلك، وتمثل صراع بين مرجعيات وعوائل مراجع متوفين واحياء مع نظام البعث ليس من اجل مصالح المكون الشيعي العربي المظلوم، بل لاستبدال نظام صدام والبعث الطغاة بنظام شمولي اجنبي نظام ولاية الفقيه الايراني للخامنئي والخميني زعماء ايران..الطامعين بحكم منطقة العراق.. وضمه للامبراطورية الايرانية التي ذكرها يونسي المسؤول الايراني.. للوصول للمتوسط ومضيق باب المندب ايضا بتحريك اجندات ايران بالمنطقة على حساب جماجم الشيعة العرب الذين هم الخاسرين الوحيدين من السياسات الايرانية القذرة..
……………………….
واخير يتأكد لشيعة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:
https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr
………………………
سجاد تقي كاظم
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط