على الذين يدفعون الناس الى الحروب والاقتتال والتشرذم ان يستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم

بقلم: الدكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي

يبلغ عمر الأرض ٤.٥ مليار سنة وهي لم تكن موجودة قبل بينما سبقها الكون بالوجود بما لايقل عن عشرة مليارات سنة ولم تكن هي شيئاً يذكر. وقد سكن الأرض العديد من الكائنات التي انقرضت قبل ان يعمرها الانسان ومنها الداينصورات التي انقرضت بفعل نيزك ضرب الأرض قبل ٦٠ مليون سنة في حين ان عهد الانسان فيها حسب الدراسات العلمية الموثقة لايزيد على ٤٠ الف عام على اكثر تقدير.

تخبرنا الكتب السماوية ومنها القران الكريم ان الله سبحانه وتعالى عندما قرر ان يجعل الانسان في الأرض حصل بينه وبين الملائكة نقاش ان صح التعبير حيث تساءلت الملائكة كيف ان الله يخلق الانسان ليسفك الدماء ويفسد في الأرض؟!. ويبدو ان الملائكة كانت مطلعه على مخلوقات بشرية تماماً كالانسان الأرضي وكانت تسكن كواكب أخرى بعيدة عنا او ربما حتى تم تدمير كونها وانتهت قيامتها مما دفع الملائكة للتساؤل حول انسان اخر في ارض أخرى بنتيجة مشابهة بسبب اطلاعها على ذلك مسبقاً! الا ان الله سبحانه وتعالى اخبر الملائكة بأن هناك أسباب لايعرفونها واثبت ذلك لهم باختبارهم حين عرض عليهم نفر من هؤلاء البشر الذين جادلوا فيهم فلم يعرفوهم بينما اخبرهم آدم بأسماء هؤلاء …. ويبدو من سياق الايات والقصص القديمة ان هذه الأسماء تخص نفر من البشر معدودون بهم يعبد الله حق العبادة وهم يحملون مباديء تلك العبادة الصادقة.. هنا نشأ العداء بين آدم وبين (عزازيل) ! اذ ان الله سبحانه وتعالى امر الملائكة ان يسجدوا لادم بعد ان اخبرهم بالاسماء أي ان هناك حلقة وصل ما بين هذه الأسماء والسجود لادم فسجد الملائكة الا (عزازيل) وكان من الجن ولكنه عبد الله لالاف السنين مع الملائكة حتى انه كان يبدو منهم … أصيب بالغرور فرفض امر الله بالسجود لادم او بالأحرى للذين ذكرت أسمائهم….. عند ذاك ابلس من رحمة الله ومن جنته فسمي (ابليس)…

توعد ابليس بعد ان امهله الله البقاء الي يوم الدين ان يغوي الانسان ويقعد له كل طريق ويوقع بين البشر العداوة والبغضاء والفساد والفقر والتشرذم والكراهية والحروب والقتل والغرور والشرك بالله والشذوذ وكل أنواع الشر والبعد عن رحمة الله …. وهكذا منذ ان وجد الانسان على هذه الأرض ما انفك ابليس يغويه ويكيد له المكائد احياناً ويداهنه احياناً أخرى وجاءه من حيث لايحتسب. حتى عندما يختار الانسان طريقاً يعبد به الله فان ابليس يقعد له هناك وان عجز عنه ادخل في قلبه الغرور بعبادته وجعله يزكي نفسه ويكفر غيره ويدخل من يشاء الجنة ومن يشاء النار وكأن عبادته جعلته وكيلاً عن الله جل وعلا.

ابليس لايغيب عن ما يجري وما جرى في العالم من حروب وقتل وخلافات مستعصية … هو له وكلاء من البشر يحثهم ويشحذ هممهم ليخوضوا الحروب والانقسام والتمرد والفساد والتسلط والغطرسة والبعد عن الوازع الأخلاقي والديني الصحيح. وما يجري في العراق لايختلف عن ذلك منذ الانظمة الغابرة وحروبها حتى اليوم. ابليس قد يدفع بعض الناس لكي يشنوا حروباً باسم الدين كما هو اليوم وكما هو الماضي البعيد والقريب … وافضل ما حصل عليه ابليس هو الحروب باسم الدين (الحروب المقدسة).. وخير مثال على ذلك اليوم داعش وقبلها القاعدة واشباههما .. وقد رأينا حروباً كان فيها الطرفين والقاتل والمقتول يخوضان حرباً مقدسة وكل واحد يدعي ان قتلاه شهداء في الجنة وكل طرف يوزع اما مفاتيح الجنة او اوسمة الجنة .. والماضي القريب شاهد على هذه المفاتيح وتلك النياشين والدماء التي سالت والمقدرات خربت كل يحملها الاخر ولكن كلاهما مسؤؤل … وكلاهما دفعه ابليس …

نحن لانفهم بالضبط كيف يكون ابليس وما هو ولكنه بالتأكيد موجود يبعث باشاراته كما يبعث الستلايت بموجاته ليلتقطها الملتقط ويحولها الى صور وحركات واصوات بلغات متعددة … ولذلك يحتاج ابليس الى مستلمات موجودة عند كل شخص داخل نفسه هي مستلمات الشر والسوء عند ذاك يستطيع كلاهما ترويض الاخر بالاتجاه نحو البث المطلوب بينما تحقق عبادة الله خلاف ذلك خاصة الاستعاذة كلما تم التقاط موجة ابليسية وشعر بها الفرد (الاستعاذة بالله من الشيطان الغوي الرجيم).

وعلى الذين يدفعون بالشعوب نحو التشرذم والحروب والقتل والدمار ان يستعيذوا بالله من الشيطان الذي يوسوس لهم ويتخذ منهم عضدا بل وعبيدا له ….. وانا نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم الى يوم الدين والحليم تكفيه الإشارة ….

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here