«أوباما كير».. وغياب البديل «الجمهوري»

يتعين على «الجمهوريين» أن يبحثوا عن بديلٍ مجدٍ لبرنامج أوباماكير خاصة أنهم يصرون على تغييره وطرح بدائل سيئة له
تاريخ النشر: الأربعاء 04 أكتوبر 2017

ألبرت هانت*

أكرر هنا درساً تعلمته قبل عقدين من «جمهوري» متخصص في استطلاعات الرأي وهو الراحل «بوب تيتر» الذي قال: الحزب الذي يأخذ على عاتقه مسؤولية الرعاية الصحية خاسر. واليوم يواجه كلا الحزبين السياسيين احتمال الوقوع في هذا الخطأ. و«الجمهوريون» الذين يصرون على محاولات متصلبة ولا مبالية لتغيير برنامج أوباماكير يقولون إنهم التزموا أمام الناخبين قبل أكثر من سبع سنوات بأن يلغوه، لكنهم لم يخبروا الناخبين أن ليس لديهم فكرة عن كيفية إحلاله ببرنامج آخر، وهذا منح «الديمقراطيين» تأييداً أكبر في هذه القضية، ولأول مرة، أصبح قانون الرعاية الصحية الميسورة أكثر شعبية لدى الناخبين من بدائله، لكن هناك «ديمقراطيين» يمكنهم نسفه، فهناك السيناتور بيرني ساندرز وعدد متزايد من «الديمقراطيين» يريدون التخلص من برنامج أوباماكير لصالح برنامج رعاية صحية يموله طرف واحد وتديره الحكومة. وقانون الرعاية الصحية ليس فاشلاً كما يتهمه «الجمهوريون»، بل إن الرعاية الصحية اليوم أصبحت أفضل لمعظم الأميركيين مما كانت عليه قبل عقد من الزمن، ومثل معظم التشريعات المهمة، يشوب القانون بعض الشوائب الكبيرة لم يُعالج أيٌّ منها في بيئة حزبية منذ العمل به عام 2010، وهناك فرصة لقيام الحزبين ببعض عمليات التصحيح الحقيقية، و«الجمهوريون» ومن بينهم السيناتور ليندسي جراهام وآخرون يبدون حمقى في محاولاتهم اليائسة للجمع بين أي أشياء متناقضة للقضاء على برنامج أوباماكير، وهذه الخطط ذات الحوافز السياسية من شأنها أن تتسبب في أضرار وخاصة للفقراء وأصحاب الاحتياجات الخاصة. ومعظم الخبراء تقريباً وأصحاب المصالح المتضررة من المستشفيات وشركات التأمين وفريق التمريض والجماعات المدافعة عن المرضى تعارض هذه الإجراءات، وأيضاً يعارضها الجمهور العادي، وأشار استطلاع رأي لصحيفة «واشنطن بوست» أن 56% من الأميركيين يفضلون النظام الحالي في مقابل 33% يفضلون مقترح «الجمهوريين» الأخير. والإبقاء على مقترح «الجمهوريين»، كما يهدد بذلك البيت الأبيض وبعض «الجمهوريين» في الكونجرس، ليس إلا مهمة انتحارية.

لكن الحال لن يكون كذلك، إذا تعاون «الجمهوريون» مع «الديمقراطيين» الذين يدافعون عن تحويل أوباماكير إلى نظام يُدار على مستوى البلاد، وهذا سيكون اختباراً مبدئياً للمرشحين «الديمقراطيين» في الانتخابات النصفية عام 2018 وفي ترشيحات الحزب للسباق الرئاسي التالي، وهذا قد يسمح لـ«الجمهوريين» للخروج من وضعية الدفاع، وبدلاً من اضطرارهم إلى البحث عن مسوغات لفوضى مسعى «الإلغاء والإحلال» يمكنهم أن يهاجموا الزيادة في الضرائب التي تبلغ 30 تريليون دولار التي سيتكلفها نظام الممول الوحيد، مما يعصف بتأمين الناس الذين لديهم تأمين حالياً، وبعض «الديمقراطيين الليبراليين» المحنكين سياسياً مثل نانسي بيلوسي زعيمة «الديمقراطيين» في مجلس النواب ترى أن تركيز الحزب يجب أن ينصب الآن على تحسين قانون الرعاية الميسورة وليس السعي إلى إقرار نظام جديد، وعلى هذا يجب أن يركز الجانبان، ويتعين على «الجمهوريين» أن يبحثوا عن بديل مجد لبرنامج أوباماكير. وهناك بالفعل جهود من الحزبين من سياسيين جادين. وعمل السيناتور «الجمهوري» لامار ألكسندر و«الديمقراطي» باتي موراي على تشريع لتحقيق الاستقرار في أسواق التأمين الصحي حتى سحق هذه الجهود الزعماء «الجمهوريين» بالإقرار اليائس لتشريعهم سيئ الطالع. وإذا أصر «الجمهوريون» الذين يكرهون برنامج أوباماكير على البدائل السيئة له، أو إذا كان هناك ما يكفي من «الديمقراطيين» الذين يريدون التخلص من أهم إنجاز تشريعي في عقود، فإنهم يقعون في الخطأ الذي ذكرته في أول المقال.

*كاتب أميركي
الاتحاد الإماراتية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here