ارتفاع الأسعار يعزّز التوقعات بزيادة الاستهلاك العالمي للنفط

 بغداد/ زهراء الجاسم

فيما يظهر مسح نُشِر مؤخراً زيادة في صادرات العراق، فإن التحسن في أسعار النفط خلال الأشهر الأخيرة وتجاوزها في بعض الأحيان مستوى الـ” 55 دولارا للبرميل مع توفر الرغبة لارتفاعها الى مستوى الـ”65 دولاراً ، يفسح المجال أمام وكالة الطاقة الدولية و”سيتي بانك” الاميركي للتوقع بأن الاستهلاك العالمي للنفط قد يرتفع بنسبة ملموسة في العام المقبل، بحسب ما يفيد به خبير في الشأن النفطي.
المسح الذي أجرته وكالة أنباء رويترز، أفاد بأن إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) قد ارتفع الشهر الماضي بمقدار 50 ألف برميل يوميا بفضل زيادة صادرات العراق وارتفاع الإنتاج في ليبيا المعفاة من اتفاق خفض الإمدادات، كما بين المسح أن مستوى التزام أوبك بالتعهدات التي قطعتها على نفسها بشأن خفض الإمدادات انخفض إلى 86 بالمئة في أيلول مقارنة مع 89 بالمئة في آب الماضي، في وقت تواصل السعودية أكبر مصدر للخام في العالم تحمل الجزء الأكبر من تخفيضات أوبك من خلال ضخ إمدادات دون المستوى المستهدف له.
يقول الخبير في الشأن النفطي حمزة الجواهري في حديث لـ”(لمدى)، إن الاوبك والمنتجين الاحرار قاموا بتخفيض الانتاج من أجل رفع الأسعار والسيطرة على السوق النفطية وتقليل الفائض بها، والآن هم بالفعل بدأوا يسيطرون على السوق بشكل جيد، حيث ارتفاع اسعار النفط فوق مستوى الـ”55 فيما ترغب بعض الدول بزيادتها الى 60 و65 دولاراً للبرميل الواحد، ونحن بالفعل الآن على أبواب الـ”60 دولاراً، مما يعني إنه ولحد الان فان خفض الانتاج لدول الاوبك والدول الاخرى من خارج الاوبك هو تأثير ايجابي على السوق النفطية، مستدركا: ويمكن أن يكون أكثر ايجابية مع وجود تقارير للوكالة الدولية للطاقة تؤكد إن الطلب سيرتفع على النفط في العام 2018، كما توقع ستي بنك وهو من أكبر البنوك في العالم أن يرتفع مستوى الطلب على استهلاك النفط سنويا الى 4ملايين و500 ألف برميل، بعد أن كان بمقدار مليون و400 ألف برميل موضحا بالقول في هذا العام وما سبقه كان الاستهلاك العالمي للنفط بمقداره 94 مليون برميل في اليوم، وهذا الاستهلاك يزداد سنويا بمقدار مليون و400 ألف برميل، لكن التوقعات تشير الى امكانية ازدياده الى 4 ملايين و500 ألف برميل سنويا، مردفا: مع اني استبعد ذلك لوجود توسع كبير في انتاج النفط الصخري، وتطور انتاج الطاقة المتجددة من الشمس.
ويرى الجواهري انه بالعودة الى مدى تأثير العراق بمتغيرات أسعار النفط، فهو كان يجب أن يخفض 206 آلاف برميل يوميا، لكنه سجل كخفض في الانتاج خلال الاشهر الاخيرة 250 ألف برميل يوميا، بالتالي فهو الآن حتى وإن أراد أن يرفع انتاجه هو بالحقيقة سيبقى أعلى من الـ” 206 ، الأمر الذي يعني إن العراق لازال ملتزماً بتخفيض الانتاج ولازال يخصم من انتاجه اكثر مما ينبغي، مواصلاً: ومع ذلك نحن نقول وبكل الاحوال فان أي ارتفاع بأسعار النفط لابد أن تكون به فائدة للعراق خاصة من ناحية العائدات المالية، خاصة وإننا الآن لدينا نقص كبير جدا في ميزانية الدولة نتيجة ضعف تلك العائدات.
ويسترسل قائلا: بهذا الارتفاع في أسعار النفط قد يغطي العراق جزءا من هذا النقص، لكننا نبقى نحتاج الى عائدات أكبر بكثير من العائدات الحالية لأننا نعتمد فقط على نفط الجنوب ولدينا حرب واسعة في منطقتين ولدينا أيضاً التزامات مالية في امور كثيرة كرواتب الموظفين والتنمية والإعمار في مناطق النزاع المسلح ، ولدينا ملف النازحين، مع وجود عجز في الموازنة العامة للدولة ومهما ارتفع الآن سعر النفط لن يعوض ذلك العجز.
من جهة اخرى أكد المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد في بيان تلقت (المدى) نسخة منه، إن “معدل الصادرات والإيرادات المتحققة لشهر أيلول الماضي بحسب الإحصائية الأولية الصادرة عن شركة تسويق النفط العراقية (سومو) بلغت 97 مليون و204 آلاف و267 برميلاً وبإيرادات بلغت أكثر من 4 مليارات و882 مليون دولار”.
وأضاف جهاد، إن “المعدل اليومي للصادرات بلغ 3 ملايين و240 ألف برميل”، مبينا أن “معدل سعر البرميل الواحد بلغ 50,225 دولار، موضحا بالقول: أن “الصادرات النفطية جاءت من حقول وسط وجنوب العراق، فيما لم تسجل الإحصائية أي صادرات من حقول كركوك، وان احصائية الصادرات النفطية هذه جاءت من حقول وسط وجنوبي العراق.
وكانت أسعار النفط قد سجلت الخميس الماضي، ارتفاعاً متأثرة بانخفاض الانتاج لبعض أعضاء اوبك ،فيما سجلت أسعار برنت فوق 55 دولاراً للبرميل الواحد، فيما ارتفعت عقود النفط الخام الاميركي للتتداول عند 49.31 دولار للبرميل بارتفاع بلغ 1.01% أو ما يعادل 1.1 دولار ،فيما ارتفعت العقود الآجلة برنت النفط بنسبة 1.49٪ لتصل 55.09 دولار للبرميل .
وكانت منظمة الدول المصدرة للنفط / اوبك / قد ذكرت في 12 ايلول إن الانتاج انخفض بمقدار 79 ألف برميل يوميا ليصل الى 32.76 مليون برميل في آب متأثرة أساسا بانخفاض الانتاج في كل من ليبيا والغابون وفنزويلا والعراق.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here