في مواجهة الخطاب الطائفي ..!

بقلم : شاكر فريد حسن

لا جدال انه في ظل غياب مشروع تنويري عقلاني مناهض للطائفية البغيضة وللخطاب الطائفي ، خلق فراغاً كبيراً تمدد فيه هذا الخطاب المذهبي الخطير واتسعت رقعته حتى بات يعصف بالمنطقة العربية كلها ، وفرض نفسه كخطاب مهيمن على المشهد السياسي العربي ، وساحة الأحداث في ظل انظمة سياسية فاسدة ومستبدة ، وأمام ” ثقافة طائفية ” يشكل الخطاب المذهبي الطائفي مظهراً من مظاهره ، ويجد تجسيداً له في الاقتتال الداخلي والمعارك الاهلية ونمو المليشيات الطائفية المتصاعدة ، التي اخذت تعمق الشروخ والانقسامات ، وتغذي الصراعات والنزعات المذهبية والاقليمية التي قادت الى أزمة الانظمة السياسية واخفقت في معالجة أي مشكلة من المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية .

ما من شك ان الطائفية تمثل تهديداً للديمقراطية التي تعد احد شروط سيادة السلم الأهلي المجتمعي ، وتقلص التناقضات بين ابناء وفئات الشعب الواحد .

ان تراجع الوعي الاجتماعي ونكوص العقل اوجدا تربة خصبة لتنامي الخطاب الطائفي المقيت ، الذي يعمق الهوة الاجتماعية ، وكل الانظمة السياسية الدكتاتورية الشمولية تعمد الى تغذية هذا الخطاب المذهبي والمشروع الطائفي لزيادة حدة التوتر والحقد والكراهية بين مكونات وشرائح المجتمع الدينية والعرقية والفكرية ما يسهل عليها الاحتفاظ بالسلطة أكثر ، في حين ان الاتجاه الآخر الذي يغذي هذا الخطاب هو المؤسسة الدينية الساعية الى فرض هيمنتها ونشر خطابها ومشروعها الفكري .

لا مناص من مواجهة الخطاب الطائفي بتفكيكه وكشف مصادره وآلياته وطرح البديل له ، بخطاب آخر مغاير ومختلف مناهض ومناقض للطائفية ، وهو خطاب العقل والتنوير المتنوع والمتعدد الالوان القزحية ، الذي يسعى ويصبو الى تأسيس وانشاء الدولة المدنية الديمقراطية ، وسيادة الحريات الفردية والعامة .

ان دموية الاحداث واتساع نطاق الخطاب الطائفي في الاعلام كشف ورقة التوت عن عجائز الكثير من ادعياء الثقافة والفكر ، واماط اللثام عن الاقنعة الزائفة من الاقلام الارتزاقية المإجورة التي تكتب ” بحبر الدولار ” و” مداد اونصات الاصفر الرنان ” ..!!

ان مواجهة خطاب الحقد والكراهية هي احد مهمات منظمات المجتمع المدني والنخب الفكرية ، وما تبقى من مثقفين نخبويين علمانيين ، للعمل معا لاجل التصدي لهذا الخطاب الخطير الذي يهدد مستقبل مجتمعاتنا العربية ، وتنوير العقول المنغلقة ، وايقاف مقصلة الدم عن الاستمرار في الذبح والقتل ..!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here