رؤية احتمالية لاحتمالات التغيير بالعراق!

كاظم حبيب
رؤية احتمالية لاحتمالات التغيير بالعراق!

وصلتني الرسالة التالية من الأستاذ الفاضل والكاتب عبد الرضا حمد جاسم.
عبد الرضا حمد جاسم
الأستاذ الفاضل كاظم حبيب
تقول : [إن العقلاء والديمقراطيين العراقيين والعراقيات من العرب والكرد وغيرهم، وليس المجانين والمهوسين بالشوفينية والطائفية الذين اجتمعوا يوم أمس (04/10/2017) بطهران ليقرروا اتخاذ إجراءات قاسية مع بغداد ضد الشعب الكردي، سيعملون من أجل معالجة الموقف عن طريق التفاوض وحل المعضلات بالطرق السلمية والديمقراطية والعودة إلى اللحمة الاجتماعية التي تساعد على تطور العراق وتقدمه في ظل نظام سياسي مدني ديمقراطي علماني يرفض الشوفينية والعنصرية والطائفية السياسية، كما يرفض التمييز والتهميش والإقصاء ويعمل على تحقيق المصالحة الوطنية والتفاعل الإيجابي بين مكوناته القومية وأتباع دياناته ومذاهبه العديدة ويعترف بحق الشعب الكردي في تقرير مصيره بنفسه. ] انتهى
أسأل لطفاً : كيف و متى و اين سيتم ذلك و تحت اي ظرف؟
و من هؤلاء العقلاء و ما حجم تأثيرهم؟ وكم من الوقت يحتاجون لذلك العمل الجبار؟
انتظر مع من ينتظر فعلهم هذا متمنياً لهم النجاح في مساعيهم
……………….
اكرر التحية
نشر في الحوار المتمدن، العدد 746742 بتاريخ 05/10/2017
وقد أجبت المتفضل عليً! بالسؤال بما يلي:
الأخ الفاضل الأستاذ عبد الرضا حمد جاسم المحترم
تحية طيبة
شكراً على استفساركم الرصين وتكرار تحياتكم الطيبة، وابعثها لك ثانية.
هناك، على وفق تقديري، ثلاثة احتمالات فيما يجري بالعراق في الوقت الحاضر، ولا استطيع أن أتكهن بأي وجهة ستسير الأمور، رغم أني اعمل مع الآخرين بالاتجاه الأول.
والاحتمالات الثلاثة كما اراها هي على النحو التالي:
1) النضال الدؤوب من أجل تغيير ميزان القوى لصالح القوى الديمقراطية واللبرالية واليسارية والجماعات والشخصيات المتدينة والمتنورة التي تفصل بين الدين والدولة والسياسة وتناضل من أجل إقامة دولة مدنية ديمقراطية علمانية وبالطرق السلمية والديمقراطية. وهو طريق طويل دون أدنى شك في ضوء واقع المجتمع العراقي ووعي الفرد والمجتمع وضعف القوى التي تسعى لتحقيق مثل هذا التغيير الجذري السلمي والديمقراطي في النظام السياسي الطائفي المحاصصي القائم. ولكنه يبقى أحد الطرق الذي تلتزم به القوى العاملة من أجل التغيير بالعراق.
2) احتمال قيام انتفاضة شعبية تقودها قوى سياسية ترفض الوضع الراهن، سواء أكانت في الجيش أم في أوساط المجتمع، والتي لم تعد قادرة على تحمل ما جرى ويجري بالعرق وبشكل خاص بسبب استمرار التمييز والتهميش والإقصاء وبسبب الفساد السائد كنظام معمول به من قبل الدولة بسلطاتها الثلاث والمجتمع وبسبب الإرهاب الذي يقتل البشر يومياً وبأعداد كبيرة. وهو أمر ممكن في ظروف بلدان عديدة حين يصل الوضع إلى الحالة الثورية التي يعجز الحكام عن فرض إرادتهم على المجتمع ويرفض المجتمع هذه الفئة الرثة من الحكام وقوانينها. وهي حالة محتملة لا يمكن تقدير متى وكيف ومن سيقوم بها!
3) احتمال وقوع انقلاب عسكري من داخل القوى الحاكمة لأسباب ترتبط بالصراعات القائمة والتي يمكن أن تقود إلى اتجاهات أخرى لم يحسبها الحكام ولا أصحاب الانقلاب ويخرج الوضع من أيديهم. وهو أمر محتمل في أوضاع العراق. ويمكن حينذاك أن تنشأ ظروف وشروط معينة يتجه الانقلاب صوب قوى أخرى غير التي قامت به بفعل حركة جماهيرية مناهضة للطائفية والطائفيين السياسيين.
أعرف بوجود الحشد الشعبي وعلاقته بإيران والمليشيات الشيعية المكونة لهيكله العظمي وأغلب لحمه وشحمه، وما له من دور في واقع العراق الجديد وبعد الانتهاء من داعش، ولكن هذا الواقع يمكن أن يتغير في ظروف وحالات معينة لا يمكن التكهن بتفاعلاتها.
لا يمكن لأي فرد أن يقدر ما يمكن أن يحصل بالعراق خلال السنوات القادمة وعلينا أن نتوقع الكثير من الأمور، فالحكام الحاليون يوغلون في استغلال الشعب ونهب أمواله والضحك على ذقون الناس، ولكن إلى متى ستستمر هذه الحالة، فالظلم إن دام دمر، وبالتالي لا بد من أن تصل الحالة إلى الدرجة التي يمكن ان ينفجر كل شيء في وجه الحكام الحاليين.
شكراً لاستفساركم مرة أخرى وهي إجابة اجتهادية، يمكن أن تكون صائبة أو ربما خاطئة.
كاظم حبيب
المتفضل الدكتور كاظم حبيب المحترم
Friday, October 6, 2017 – عبد الرضا حمد جاسم

عمراً مديداً لكم…مع تمام العافية
اغرقتني كرما فذاك حميد
باجتهادك النير السديد
بما سطرت من مفيد
اتمنى ان تزيد لنستفيد

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here