استفتاء كوردستان يجدد مطالبات سنة العراق بإنشاء إقليمهم المستقل


مابعد استفتاء كوردستان

بعد استفتاء 25 سبتمبر/ايلول الماضي على الاستقلال في اقليم كوردستان تصاعدت الأصوات المطالبة بإنشاء إقليم سني في محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى، أو إقليم الأنبار بمفرده.

وتشير تسريبات إلى أن قادة من السنة يعتزمون بحث هذا الملف مع رئيس الوزراء حيدر العبادي خلال الأيام المقبلة لإقناعه بفكرة تأسيس الأقليم السني والذي من المفترض أن يضم محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وديالى.

ووافقت لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي عام 2015 على إمكانية تزويد قوات البيشمركة والسنة بالمساعدات بشكل مباشر في حال لم تفِ الحكومة العراقية بالتزاماتها بموجب القانون، حيث جاءت الموافقة بعد إلغاء فقرة منه كانت تنص على التعامل مع السنة والبيشمركة على أنهما دولتان.

ويحظى العرب السنة بعلاقات وطيدة مع الإدارة الأميركية خاصة في محافظة الأنبار والتعاون في الحرب ضد داعش، فضلًا عن بناء عدة قواعد أميركية في المحافظة، وهو ما ساهم بخلق علاقات واسعة مع زعماء قبليين من المحافظة التي تشكل مساحتها ثلث العراق .

عراق المالكي والجنرال سليماني

وقال القيادي السني البارز عمر عبد الستار إن فكرة الانفصال وتأسيس إقليم سني هي فكرة متمركزة في عقول العرب السنة، ويزدادوا أيمانًا بها يومًا بعد يوم، بسبب السياسيات الحكومية، والانجرار وراء سياسات نوري المالكي الموالي لايران .

وأضاف عبدالستار في تصريح أنه عندما يُعتقل آلاف الأبرياء وفق قانون 4 إرهاب ويعتقل القادة السنة مثل النائب أحمد العلواني ويطارد طارق الهاشمي ورافع العيساوي، فمالذي يمكن أن يفكر فيه السنة، إلا تأسيس الإقليم لحفظ كرامتهم.

وتابع، بالقول ” أنا لا ألوم الأخوة الكورد على محاولتهم الاستقلال عن العراق، فالبلد محكوم من قبل قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني” ، مضيفًا أن ” الإنسان أقدس من الأرض فأينما تكون الحرية فهذا هو البلد”.

ولم تكن تلك المساعي من السنة وليدة اليوم حيث أنشأ قادة من المكون السني خلال السنوات الأخيرة ممثلية لهم في واشنطن، قالوا إنها لايصال صوتِ الشارعِ العربي السني الحقيقي إلى الولايات المتحدة وصناع القرار فيها ومعالجة الأزمة الحادّة للتمثيل السني.

وقال القيادى السني والأمين العام للمشروع العربي خميس الخنجر ، إن الممثلية تسعى لإيصال رسالتَين محددتين ، الأولى أنّ غالبيةَ العرب السنة يقفون ضد الإرهاب وضد داعش، والثانيةُ أن المليشياتِ تماثل داعش في خطرها ووحشيتها.

سياسات حكومية مشابهة لسياسات المالكي

ورغم أن رئيس الوزراء حيدر العبادي عالج الكثير من تراكمات سياسية من زمن المالكي تجاه المحافظات السنية لمنع المطالبات بالإقاليم، إلا أنها لا ترقى الى مستوى أن تكون معالجات حقيقية وواقعية . ففي الملف العسكري أصبحت المناطق والمحافظات السنية مرتعًا للفصائل المسلحة من مليشيات الحشد الشعبي، في محافظات صلاح الدين والموصل وديالى ومناطق حزام بغداد وجرف الصخر، ورغم مساهمة تلك القوات بتحرير المحافظات من سيطرة تنظيم داعش، إلا أن بقائها في تلك المدن يواجه رفضاً كبيرًا من الأهالي الذين يطالبون بدعم قوات الشرطة المحلية لمسك الأرض وبسط الأمن.

ويرى مراقبون أن العبادي ساهم بتكوين رأي عام بأن الكثير من سياساته تشابهت مع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، فعلى سبيل المثال ما زال الحشد العشائري في بعض المحافظات كالأنبار وصلاح الدين ونينوى لا يحظى بدعم كبير بل هو “ديكور” لإضفاء غطاء على أن مليشيات الحشد الشعبي يضم فصائل مسلحة سنية، لكن في الحقيقية هي بلا صلاحيات أو قدرة على التحرك بمفردها ومسك الأرض كما هوحال الكثير من الفصائل.

صعوبة العيش مع “حكومة ايرانية”

ورغم مشاركة ممثلي السنة في الحكومة العراقية والبرلمان إلا أن الكثير منهم لاتفارقهم فكرة تأسيس الإقليم السني بانتظار الفرصة المناسبة والمناخ الملائم، كما هو حال السياسيين الكورد الذين كانوا مشاركين في الحكومة العراقية والبرلمان لكن مساعي الاستقلال ظلت موجودة وتعززت لديهم مع استمرار بغداد في خرق الدستور والشراكة حتى لم تعد لهما وجود، وكانوا في انتظار الوقت المناسب للخلاص وإعلان الدولة.

وقال النائب عن تحالف القوى العراقية رعد الدهلكي، إن إقامة الاقاليم حق دستوري وقانوني لضمان حقوق المواطنين في حال شعورهم بعدم تحقيقها، لكن الظروف الحالية غير مناسبة لطرح فكرة إقامة “الإقليم السني” حسب قوله .

وأضاف الداهكي في تصريح له إن إنشاء الأقاليم هو حق دستوري وقانوني مبينًا أن “فكرة الاقليم السني طُرحت سابقاً في مناسبات عدة لكن الظروف الحالية لا تجعل الوقت مناسبًا لاعادة طرحها.

من جانبه دعا المتحدث باسم عشائر نينوى، مزاحم الحويت، إلى إنشاء إقليم سني على غرار إقليم كوردستان، فيما عدّ العراق مقسماً، والعرب السنة غير قادرين على العيش مع حكومة “إيرانية”.

وقال الحويت في تصريح نحن كعرب سنة نطالب بإنشاء إقليم سني على غرار إقليم كوردستان باعتبار العراق مقسماً بالفعل ” . مضيفا : “لم نعد نستطيع العيش مع حكومة فاشلة ، إيرانية ، مدعومة من جهات خارجية” وفق تعبيره.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here