(رفض الشيعة لاستقلال الكرد..والاقاليم) لنفس السبب (لرفض السنة بزمن صدام) يريدون بلع العراق

بسم الله الرحمن الرحيم

ما السبب الذي يدفع الشيعة لرفض استقلال كوردستان؟؟ ولماذا على الكورد ان لا يسعون للاستقلال اصلا؟؟ ولماذا السنة العرب لم يطرحون الاقاليم كنظام فدرالي للحكم بزمن حكم صدام او حتى قبل وصول البعث للحكم؟؟ ولماذا الاحزاب المحسوبة شيعيا طرحت الاقاليم بكتابة الدستور ثم تراجعت عنه وخاصة بعد هيمنة المالكي على كرسي رئاسة الوزراء لفترتين، واستشعروا بان السلطة الشبه مطلقة اصبحت لهم ؟ وتناسوا بان قوة الحاضر الانية زائلة..

ولماذا قبل بروز تنظيم الدولة داعش بالموصل.. وكانت بغداد لا تملك الا الجيش المركزي المنخور بالفساد والفضائيين، ولم يكن هناك (الحشد).. لم يطالب الشيعة باخضاع كوردستان والبشمركة لبغداد، بل هم قبل غيرهم.. تنازلوا لكوردستان عن كثير من صلاحيات بغداد والجيش المركزي لاقليم كوردستان والبشمركة بالمناطق المتنازع عليها وكركوك وغيرها، ولماذا بعد اضعاف داعش، وبروز الحشد مع الجيش المركزي يطالبون باخضاع كوردستان، وكأنهم كانوا ينتظرون من البرزاني ان يقوم بذلك.. وكأن البرزاني ادرك بان ما بعد الموصل.. سيأتي دوره من قبل بغداد، فاراد ان ياكلهم قبل ان ياكلونه.. ولماذا الشيعة لا يتعظون من التجارب السابقة لمن حكم منطقة العراق وحروبه الداخلية والخارجية؟

فيستشعر المتابعين بان الشيعة يريدون استغلال ازمة الاستفتاء، لاخضاع كوردستان لهم مجددا، واولى خطواتها اخضاع البشمركة لبغداد، واسترداد كركوك، وتجريد الكورد من كثير من صلاحياتهم اولها بدءوها بالمطارات.. وبنفس الوقت تم شن حملة ضد الاطراف السنية العربية التي تطرح الاقليم السني، حتى لا يفقد الشيعة صلاحياتهم على المحافظات السنية العربية، وحتى لا يكون المثلث السني كاقليم كوردستان حيث يصورنها سكين خاصرة لشيعة السلطة ببغداد بالمنطقة الخضراء المقربين من ايران، وحتى لا تفقد ايران احلامها بممر بري امن لها من طهران للمتوسط.. فلا يريدون اقليم كوردستان حاجزا امام مشروعهم.. ليضاف لها الاقليم السني العربي..

ولماذا يصر الشيعة على المركزية وشعار وهم العراق الواحد، رغم اعترافهم هم قبل غيرهم بالفشل الامني والاقتصادي والسياسي، والعراق بظلهم اعلى معدلات الفساد وسوء الخدمات والوضع الامني المزري.. وبغداد الاسوء بالعيش.. والازمات لا تتوقف بل تتفاقم…. يسقط صدام تأتي القاعدة والزرقاوي، تضعف القاعدة تأتي داعش والبغدادي، تضعف داعش ينفتح ملف مدن السنة المهدمة وملايين النازحين،، واستفتاء كوردستان للاستقلال، والازمات دائما تتجاوز حدود منطقة العراق.. ولا ننسى عدم التعايش السلمي بين المكونات، ومطالبة المكونات بالاقاليم، واستشعار دول الجوار كايران وتركيا بضعف كياناتهما الداخلية، مما جعل طهران وانقرة تتقاربان وتتحالفان ضد كوردستان.

ولا ننسى بان الارهاب يستمر بعقر دار الشيعة، والفساد يتفاقم.. وان المثلث السني مقبرة للشيعة، كوردستان تريد الاستقلال.. وان العراق مشروع اسسته بريطانيا بخرائط الشرق الاوسط القديم سايكسبيكو.. أي عراق رسم حدوده وأنشأه الاستعمار القديم.. ونكرر سؤالنا لماذا الشيعة لا يتعضون من حكم السنة قبل عام 2003 الذين استمروا بحروب لا تنتهي وصراعات من اجل الحكم، ضد الكورد والشيعة، وماسي الانقلابات العسكرية والحروب الداخلية والخارجية.. التي كلها تثبت بان العراق ليس فقط مشروع لدولة فاشلة، بل مشروع لدولة لم تتحقق منذ عام 1921 لحد يومنا هذا.

الجواب عن كل ذلك وببساطة:

ان السنة العرب قبل عام 2003 كانوا يعتبرون العراق كله لهم، وهو مختزل بهم.. ولا يحق لاي طيف ان يعبر عن رايه اصلا، وان العراق البوابة الشرقية لوطنهم العربي الوهمي، وهو رافع راية الامة العربية الهلامية، وهو يقاتل نيابة عن الامة العربية، وانه قمع انتفاضة الشيعة وثورات الكورد تحت شعارات وحدة العراق،.. والعراق عراق صلاح الدين الايوبي، واطلقوا اسم صلاح الدين على محافظة مستحدثة رغم ان الايوبي اباد دولة شيعية فاطمية من الوجود.. وان كل من يخالف حكم السنة فهو عميل خائن، عرب الجنسية فارسي ايراني…

وهذه النزعة السنية ايضا هي التي وراء الارهاب بعد عام 2003 حيث يستشعرون بان ملك شرعي لهم قد ضاع ويجب استرداده على جماجم الشيعة.. يدفعهم ويشجعهم على ذلك، الضعف الشيعي وفقدان الشيعة العرب لاقليم لهم بمنطقة اكثريتهم.. فالسنة يدركون بان المركزية هي جسر عودتهم للحكم مهما طال الزمن، وبدون المركزية لن يرجعون للسلطة.

واليوم الشيعة بنفس الشعارات ولكن بتغيير العناوين، فالعراق الشيعي مقرب من ايران ولاية الفقيه، هو بنظرهم ساحة وجبهة لمحور المقاومة، ورافع راية الممانعة والمقاومة، وهو يقاتل نيابة عن الامة الاسلامية والعالم.. ويقف ضد جبهة الانبطاح.. وانه يحافظ على وحدة العراق ضد الكورد والسنة وغيرهم.. دعاة الاقاليم والانفصال حسب وصفهم، وان العراق عراق الحسين والعباس (ترجمتها عراق الشيعة).. واي شيعة بالطبع يقصدون شيعة ولاية الفقيه الايرانية.

وان كل من يخالفهم داعشي ناصبي بعثي… (علما عراق الحسين من الفاو لسامراء) اما المثلث السني وكوردستان فليس لهم علاقة بمفهوم عراق الحسين حسب قوانة الشيعة، علما الائمة الحسين وائمة سامراء والكاظمية.. غرباء عن العراق اصلا وهو مقبرة لهم.. باعتراف الشيعة عند زيارتهم مثلا لائمة الشيعة بالكاظمية، يبدأونها بنعي الغريب أي الغريب عن العراق ويقصدون الامام الكاظم عليه السلام.. وحتى الامام الحسين جاء للعراق من الحجاز وقتل بمعركة الطف.

نصيحة للشيعة العرب:

السنة راهنوا على المركزية على حكم منطقة العراق قبل عام 2003 فعندما زال حكمهم زالوا.. في حين روسيا عندما حكموا الاتحاد السوفيتي عندما زال الاتحاد السوفيتي، لم يزل الروس لتمتعهم بفدرالية حمتهم من انتقام المكونات الاخرى، القصد من كلامي على الشيعة اذا اصروا على حكم العراق من بغداد، فليكن بفدرالية وسط وجنوب .. ومنها يحكمون.. فهذا سوف يؤمن لهم مستقبلهم ويحفظهم من التغيرات… والعاقل يستفاد من تجارب غيره.

……………………….

واخير يتأكد لشيعة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبي (قضية شيعة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:

https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr

………………………

سجاد تقي كاظم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here