نصر سريع يطيح داعش في الحويجة ويفقده 350 من مسلِّحيه

بغداد/ وائل نعمة

استعادت القوات المشتركة أول من أمس الخميس مدينة الحويجة من تنظيم داعش الذي لم يعد يسيطر سوى على الشريط الحدودي مع سوريا في غرب الانبار.
وظهر داعش متراجعاً بشدة في المدينة التي كانت من أبرز معاقله خلال السنوات الثلاثة الماضية، إذ ترك أغلب المناطق من دون قتال.
ويُقدّر أنّ نحو 400 مسلّح قد قُتلوا خلال عملية تحرير الحويجة، فيما كانت التوقعات قبل بدء المعركة قد أشارت الى وجود 2000 عنصر من داعش.

إعلان النصر من باريس
ومن باريس حيث يقوم بزيارة رسمية، أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، “تحرير الحويجة”، وقال في ختام لقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “أستطيع اليوم أن أزفّ بشرى تحرير الحويجة إلى جميع العراقيين والقوات المسلحة العراقية وجميع محبي السلام وشركائنا في التحالف الدولي ومن عانوا من الإرهاب”.
وأضاف “لم يبق أمامنا إلا الشريط الحدودي مع سوريا”، في إشارة إلى الشريط الذي يضم مدينتي القائم وراوة في الغرب.
بدوره أكد العميد يحيى رسول المتحدث باسم القيادة العسكرية المشتركة، أنّ “مركز الحويجة تحرَّر بمشاركة قوات الجيش والشرطة الاتحادية ومكافحة الإرهاب والحشد الشعبي”.
وأضاف رسول لـ(المدى) أن “عمليات التمشيط مازالت مستمرة في بعض القرى التابعة لناحية الرياض، الواقعة في غرب الحويجة”.
ودخلت القوات المشتركة، الأربعاء الماضي، إلى الحويجة التي كانت تضم أكثر من 80 ألف نسمة.
وقال قائد حملة تحرير الحويجة، الفريق عبد الأمير يارالله قبل ظهر الخميس الفائت، إن “قطعات الفرقة المدرعة التاسعة وقطعات الشرطة الاتحادية والرد السريع وألوية من الحشد الشعبي حررت مركز قضاء الحويجة بالكامل وما زالت مستمرة بالتقدم”.
وكانت القوات العراقية قد بدأت في 21 أيلول الماضي عملياتها العسكرية لاستعادة الحويجة الواقعة على بعد 230 كم شمال شرق بغداد.

استسلام جماعي
كذلك أشاد التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن بما اعتبره انتصاراً “سريعاً وحاسما” في الحويجة بعد “معركة صعبة” ضد المسلحين “الذين استسلم أكثر من ألف منهم”.
وأوضح التحالف أن “أكثر من 41 ألفاً و500 كم مربع قد تمّت استعادته وتم تحرير أكثر من أربعة ملايين عراقي” منذ 2014 منبّهاً إلى أنّ تنظيم “داعش” ما يزال موجوداً في العراق”.
من جهته رفض يحيى رسول المتحدث باسم القيادة العسكرية، ذكر أعداد قتلى التنظيم في الحويجة، مشيراً الى ان البيانات حول المعاركة “ستصدر في وقت قريب”.
وقال رسول إن “داعش ارسل مفارز إعاقة وزرع المناطق بالعبوات الناسفة”.
بدوره أكد آزاد جباري، رئيس اللجنة الامنية في كركوك، أمس لـ(المدى) “مقتل أكثر من 350 مسلحاً في المعركة”.
وأضاف جباري قائلا إن “تنظيم داعش ترك أغلب المناطق في الحويجة من دون قتال”، مبيناً أنّ التنظيم “قاوم في بداية المعارك بالزاب والعباسي، ثم أدرك بعد ذلك بأنه قد خسر المعركة”.
وأعلنت الشرطة الاتحادية، الخميس، عن مقتل 270 “إرهابياً” في معركة تحرير الحويجة جنوب غربي كركوك.
وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت في بيان مقتضب تلقته (المدى)، إن “معركة تحرير الحويجة أسفرت عن قتل 270 إرهابياً، وبسط السيطرة على مساحة 640 كم مربع، وتحرير 141 هدفاً وقرية وقضاء وناحية”.
وكانت “الحويجة” قد طوقت بشكل كامل من جميع المحاور، فيما قال العميد يحيى رسول، إن “الدواعش” حاولوا الهروب باتجاه البيشمركة، لكنهم مُنعوا”.
إلى ذلك أكد المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف الدولي ضد “داعش” بريت ماكغورك، أمس الجمعة، أن “داعش” انهار في الحويجة، فيما لفت الى وجود ما وصفها بأنها “مفاجآت أكثر” بالطريق.
وقال ماكغورك في تغريدة على تويتر، “داعش انهار ومجموعة كبيرة تستسلم للقوات العراقية في الحويجة معقلهم السابق”. وأضاف، إن “مفاجآت كثر في الطريق”.
وفرّ نحو 12500 مدني من الحويجة منذ بدء العملية العسكرية لاستعادتها، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء الماضي.
وقال المجلس النرويجي للاجئين إنّ “أي منظمة دولية لم تتمكن من الدخول الى الحويجة منذ سيطرة التنظيم عليها”.
ومزق السكان الذي احتفلوا مع القوات العسكرية برفع العلم العراقي بتحرير “الحويجة”، اللافتات السوداء التابعة لتنظيم “داعش” في المدينة.
بالمقابل قال رئيس اللجنة في كركوك، آزاد جباري إن المحافظة “منعت دخول عوائل داعش الى مخيمات النازحين في كركوك”.
وأكد جباري أنّ “4 آلاف عائلة من ذوي داعش من الحويجة حاولوا الدخول الى كركوك، لكنّ السماح لهم بالدخول يمثل استفزازاً للعوائل التي لديها ضحايا على يد التنظيم”.
وعلى الرغم من ذلك بيّن المسؤول المحلي أن “المحافظة استقبلت العوائل ثم نقلتهم بالتنسيق مع القوات العسكرية الى مخيم الحاج علي جنوب الموصل”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here