يا أبا تحسين الصالحي .. أيها القناص..

فؤاد المازني

لم أتشرف بمعرفتك ولقائك حيآ لكنني تشرفت بمجالسة رفقائك في الجهاد وقدمت لمواساة أهلك ومحبيك وعشيرتك بعد شهادتك وتشرفت بحضور مأتم تشييعك ومجلس عزائك الذي تزامن مع وفاة الرئيس العراقي السابق .. فبحثت في أجواء تشييعك والعزاء بفقدك لأرى ماذا إدخرت لك الطبقة السياسية (من طأطأ الى السلام عليكم) لتكافئك على بطولاتك وشهامتك وشجاعتك وتضحياتك وشهادتك وإن كنت أنت في غنى عنها .. فرأيت حقيقة مرة كمرارة العلقم مطعمة بنفاق ملئه الخزي والعار .. فهم
لم يؤبنوك ولم يعلنوا الحداد على روحك ثلاث أيام.. ولم يحترموا دمك مثل أي أمة محترمة تحترم قطرة دم شهيدها بل سيتناسوها كما تناسوا مئات الآلاف من الشهداء مادمتم تستشهدون وهم باقين محافظين على مناصبهم وإمتيازاتهم مهما علا سقف فسادهم .. مشكلتك إنك قتلت (350 ) داعشيآ ولم تسرق ملايين أو مليارات بعدد من قنصتهم ببندقيتك ..مشكلتك إنك لم تجعل البصرة قدسك مثلما جعل الرئيس الإسطورة ( كما يدعي المتزلفون) كركوك قدسه وكان ينادي بإلحاق كركوك بكردستان منذ سنة 1992 وإن لم يبح بها حين وثب مع الواثبين على كرسي الرئاسة لغاية في نفس يعقوب ، فتلك المدينة التي حميتها أنت بدمك لم تكن قد وطئتها قدمك من قبل لكنك إندفعت لتحريرها حبآ لوطنك وإمتثالآ لمرجعيتك الرشيدة .. أبا تحسين
لم تأتي طائرة تحمل جثمانك من الحويجة الى بيتك الإيجار مثلما حملت الطائرة جثمان الرئيس الميت منذ أربع سنوات من المانيا إلى بلده الثاني الذي إنفصل عنه إلا بالهوية والمكاسب … ولم يرثيك حزب ولا وزير ولا سفير ولا مدير ولم ينكس العلم الذي كنت ساريته بنفسك وبتضحيتك وشهادتك لأنك فقير ومعدم ومكرود وشيعي وبصري إضافة لكل هذا إسمك علي…!! ولم تضع العراقية صورتك على شاشتها أو أي علامة حداد عليك لأنك لست من السادة المسؤولين كالرئيس والزعيم والمختار والقائد والحكيم ولاتنتمي لأحد رموز الغربية ولا من شبكة هيوا عثمان.. ولم تجد مدنيآ يقول إنك صمام أمان للعراق ضد أعتى تنظيم إستحل الدماء والأعراض ولم تراهم يترحمون عليك مثلما ترحموا على مام دولار الطالباني قدست قصوره وعقاراته ورواتبه وشركاته ..ولم يعزفوا النشيد الوطني في جنازتك وأنت شريان الوطن بل يعزفونه في جنازة من لايقيم وزنآ للوطن.. سيبدأ العد لمكوك أيتامك في المراجعات لإستلام تقاعدك ليسدوا به رمقهم أو ربما سيقطعون راتبك بحجة التقشف وتسكن عائلتك العشوائيات وأنت صاحب المال والأرض بينما سيهبون القصر لزوجة الرئيس ويبقون على راتبه التقاعدي البالغ ٢٠٠مليون فقط مع حمايته الذين سيبقون منسبين يحيطون قبره..!! لن يكتب عنك سوى الفقراء الذين لايسمع أحد صوتهم عندما يندبوك بينما سينشغل بعض الكتاب بتأليف الكتب والأطاريح والمآثر والقصائد للرئيس..!! ستتنافس المتاحف على نظارة الرئيس وينسون نعالك وقناصك الذي يعادل كل رئيس قبل وبعد سقوط البعث.. أيها الشهيد الحي مشكلتك الكبرى أنك إبن البصرة فسنعلن الحداد عليك وانت علي وفي لواء علي ومثواك الآن قرب علي وستبقى أنت الخصم للذين سلطوا الطغاة علينا وعلى علي وباعوا مبادئ وعدالة علي بإسم علي ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here