غزل سياسي (٦) برنار هنري ليفي هنري كاسنجر الجديد

صادق القيم

هنري كاسنجر عراب الحروب و مهندس السياسة الامريكية، شغل مناصب كثيرة، وكان مستشار ألامن القومي الامريكي أبان حكم الرئيس نكسون، ووزير خارجية في حكم الرئيس جيرلد فورد، لعب دور مهم في الصراع العربي الاسرائيلي، حيث كان صاحب سياسة الخطوة خطوة، حيث أنه يعتقد بحلحلة الامور التدريجية هي أفضل الطرق للمكاسب السياسية.

هانز كاسنجر يهودي الماني هربت عائلته الى أميركا عندما كان صغيرا، خوفا من النازية وغير اسمة الى هنري، وأدعى أنه مسيحيا وخدم بالجيش الامريكي، وحصل على جائزة نوبل للسلام كأفضل مفاوض بعد مفاوضات اميركا مع فيتنام، الذي أنتهت بوقف أطلاق النار، رغم تورطه بانقلاب على الرئيس التشيلي وقتله في نفس العام.

مفاوضات العرب مع أسرائيل، التي أنتهت باتفاقية كامب ديفيد كان لكاسنجر الجزء الاكبر في تنفيذها، والتي تنص على أبرام معاهدة سلام بين مصر وأسرائيل في حكم السادات، وبناء علاقات دبلوماسية بين البلدين، وأنسحاب أسرائيل من سيناء، والسماح للبواخر الأسرائيلية بالمرور عبر السويس، وأعتبار ممر تيران ممر دولي.

يعتبر كاسنجر صانع ومهندس الحرب الباردة، بين الغرب والشرق والعرب واسرائيل، حيث كان السياسي الاول في العالم وكانت له حركة مكوكية، ويعتبر من أهم أسباب أنهيار الأتحاد السوفيتي ولو بعد حين، والأنفتاح على الصين وجعل الدول العربية والأسلامية تعترف بأسرائيل الواحدة تلو الاخرى.

برنار هنري ليفي الفرنسي المفكر والفيلسوف عراب الثورات العربية، كان مخطط الثورات في تونس ومصر وسوريا وليبيا واليمن، وكان مهندس الحرب على ليبيا له علاقة قوية مع اللوبي الاسرائيلي، وكلف بمهمة زعزعت أمن الدول العربية.

ليفي الأب جزائري يهودي سافر إلى باريس بعد ولادة برنار بأشهر، درس الأبن الفلسفة في الجامعات الفرنسية، وعمل مراسل حربي، وكتب مؤلفات ضد الأشتراكية ووصفها ببؤرة فساد، وعمل مع أسرائيل لتنفيذ خطة رعاية الأقليات ودعمها.

هناك وثائق نقلتها “صحيفة الشرق” صادرة عن الجمهورية العراقية، موقعة من عبد حمود سكرتير صدام، تتحدث عن تعاون ليفي في مطلع القرن الحالي مع مسعود البرزاني، لتأسيس جماعة التوحيد والجهاد الارهابية التابعة لتنظيم القاعدة في العراق، والقيام بعمليات تنسب لهم..

سعى ليفي مؤخرا لدعم أقليم كردستان، في أنشاء دولة كرديه في شمال العراق، كان الراعي والمخطط لها اللوبي الأسرائيلي، معتمد على حليفهم السابق مسعود البرزاني، وبنفس الأسلوب ولنفس الأسباب، زعزعت أمن دول المنطقة وأشغالهم بأمنهم الداخلي.

هناك تشابة كبير بين الشخصيتين، وأسلوب تعاملهم مع الحكومات، حيث كان الاول مهندس للحروب، والثاني مهندس للربيع العربي والثورات، وكأنهم أنهوا صلاحية الأول ليوظفوا الثاني بديل عنه، المعطيات تقول أننا مقبلين على كامب ديفيد جديد، خصوصا بعد التصريحات الأمريكية اليوم، التي هددت بضرب قوات الدول الثلاث،ما أن أستخدمت القوة ضد كردستان.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here