هل اصبح للوطنية مفاهيم اخرى ؟

محمد الشجيري

في تعريف مبسط للوطنية تجد انها كل ما يتصل بالوطن من فعاليات ونشاطات وجهود يبذلها ابناءه في سبيل بنائه وتطويره والنهوض به والانتقال به الى الواقع الافضل الذي يرغب كل مواطن ان يرى به وطنه ويحلم ان يكون الحضن الذي يضم الجميع فلا خير في وطن لا يحتضن ابناءه ولا خير في ارض لا يلتئم عليها شمل ابناءها.

نعاني في ازمة توصيف الوطنية ومن هو الانسان الوطني فما هو موجود على الساحة شعارات وتوصيفات تطلق على اناس كانوا السبب في خراب ودمار العراق من خلال افعالهم وتوجهاتهم ومن كلا الطرفين طرف السلطة وطرف المعارضة والعكس صحيح بعد عام ٢٠٠٣ فما ان يموت احدهم او يرحل الى العالم الاخر حتى تنطلق مشاعر الرثاء والحزن ( الميت تطول كراعه) ويرتقي مصاف الوطنية من دون ان يترك الراحل اي علامات تدل على وطنيته وافعاله وجهوده العظيمة في خدمة العراق فمنذ عام ١٩٨٠ توقفت التنمية في العراق وانتقلنا من مرحلة البناء الى مرحلة التقهقر والتردي واصبح البلد بلا تعليم يشار اليه بالفخر والاعتزاز ناهيك عن قطاعات الصحة والصناعة والزراعة والقائمة تطول وبالتالي فلا يجب اطلاق اي صفة وطني على شخصية شاركت في هذا الخراب وساهمت وبصورة مباشرة او غير مباشرة في وصول العراق الى هذا الوضع المزري.

من حق شعوب ماليزيا وسنغافورة والامارات ناهيك عن دول العالم الاول المتحضر ان يطلقوا اوصاف الوطنية على قياداتهم فانجازاتهم على الارض خير شاهد ودليل فماهتير محمد ولي كوان والشيخ زايد صنعوا المعجزات والاعاجيب وحولوا بلدانهم الى بلدان متحضرة ومتمدنة بل ووضعوا دولهم على السكة الصحيحةوما نراه اليوم سوى المواصلة في هذا الطريق.

لا يوجد سياسي عراقي واحد يستحق ان نطلق عليه وطني بعد عام ١٩٨٠ وحتى اليوم لانه على مدار هذا الزمن لم نشاهد سوى صراعات وعمالة وخيانة بين الاحزاب الموجودة على الساحة وكل اصبح بطل من ورق على العراقيين المبتلين بهكذا اناس.

رحم الله عبد الكريم قاسم فهو الزعيم الوطني العراقي بحق ومن عمل معه وزامله فقد غادروا هذا العالم بعد انجازات وجهود يشهد لها العدو قبل الصديق ناهيك عن رحيلهم مفلسين نظيفي اليد ولم يملكوا شروى نقير في هذه الدنيا الحقيرة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here