ويصنعون لنا دُماً وحشية

ويصنعون لنا دُماً وحشية

عبد صبري أبو ربيع

ورب الخورنق والسدير

قالوا أمة العرب

عبدة المال والبعير

وقالوا عنا للأكل والسرير

لا خير فينا ونحن للبطون

وغيرنا للعلم والتدبير

وقالوا ينامون

على الديباج والحرير

وشعوبهم تلبس أسمال الأمير

جعلوا من شعوبهم مدجنين

ليستقروا على سلطانهم

من غير تغيير

والأوطان أسيرة

لا كالأسير

والدولار لعبة الأشقياء والأشرار

والخيرات في كل واد ٍ

والذهب تحت أقدامنا بالقناطير

والفقر في كل دارٍ

والفقرُ يسري بين الناس كالسعير

والأجنبي تحت كل أبطٍ

وخونة الدار أمراء الأذلة كالأجير

والسماء حيرى بما أوحت

الى موسى وعيسى وأحمد

أفضل الدساتير

وما محمد إلا سيد التنذير

أتنقلبون بموت سيد التبشير

وقد سار بكم نحو العلا

وصرتم بنبوته

من أفضل العصور

والناس على دين ملوكهم

خوفاً من قطع الأعناق والصدور

والناس نيامٌ والقائمون

غرقى بالبذخ والتبذير

فمن للسقيم والضرير

ومن لساكن الدار من الصخور

وفي كل يوم يتساقطون كالأغصان

والدمعة في عيون البشير

والحاكمون جُلاس

على رؤوس الناس

مُتخمون بالمال والدولار

وجرذان الفلا تنهش

بأبهى مما كان قبلة للزوار

ويلنا وأهلنا من كل حدب

النار تسري في جنوبنا والأبصار

يصنعون لنا دُماً وحشية

وبأسم الدين يلاك اللحم

ونبش القبور

ينكرون الله ويركضون

خلف الفروج وكأس الخمور

ويأكلون الإنسان بلحمه وعظمه

ويحرقون الموت بالبخور

كم من مراقدٍ هُدمت

وكم من كنائس دمرت

بأفعال جهلة العصور

ورب الخورنق والسدير

أستشيط غضباً من جرائم الثغور

كم من الأقمار هوت

وكم سُبيت جميلات كالبدور

وتلك مصيبةٌ ليس لها

إلا الثائرون من الأحرار

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here