أهالي البشير النبلاء يردون الجميل الى شهيد من البصرة الفيحاء

فؤاد المازني

في خطوة رائعة تنم عن أخلاق قمة في النبل ومكمن واضح لزخم الخصال الحميدة العالية التي يتمتع بها أهالي قرية البشير التركمانية ويحملونها بين أضلعهم ويتعاملون بها بعيدآ عن مفردات الأنانية وحب الذات والسطوة بالرغم من تعدد مشاربهم وتنوع إنتماءاتهم من جانب وما تعرضوا له أبان إحتلال قريتهم من قبل عصابات داعش الإرهابية لأكثر من عام ونصف وتوابع ذلك وإنعكاساته على حالتهم النفسية والجسدية ونتائجه على مجمل أوضاعهم المادية والمعنوية من جانب آخر . إذ أجمع أهالي هذه المدينة الباسلة على توحيد الكلمة في سابقة جميلة ورائعة وبديعة تحمل بين طياتها كل معاني الكرم والشجاعة وسحق للأنانية وحب الذات والغيرة والحسد لرد الجميل الى مقاتل جاء لهم من أقصى الجنوب من البصرة الفيحاء ملبيآ لنداء المرجعية الرشيدة في فتواها الجهادية المباركة لمساعدتهم والذود عن عوائلهم والدفاع عنهم وتحرير أرضهم ، فبالرغم من التضحيات التي قدمتها عوائلهم من الشباب والكهول ومن النساء والأطفال حين هجمت عليهم خفافيش الظلام في ليل موحش ليردوهم مجزرين أضاحي في بيوتاتهم أو أجبرتهم الأحداث المروعة على ترك منازلهم للبحث عن ملاذ آمن لهم تاركين ورائهم كل متاع الدنيا للنجاة بأرواحهم ومن بعدها إلتحاقهم ومشاركاتهم المستميتة جنبآ الى جنب مع معظم فصائل الحشد الشعبي وفي مقدمة تلك الفصائل فرقة العباس (ع) القتالية لتحرير البشير من بطش الإرهابيين وإستشهد العديد من ابنائهم طيلة فترة المواجهات حتى تحقق النصر الكبير وتحررت أرض البشير بفضل دماء الشهداء وبسالة المقاتلين المرابطين ، إلا أنهم إتفقوا على أن يكون المقاتل البصري الجنوبي الشهم والمجاهد المقدام القائد الشهيد طاهر البديري هو العنوان وهو الرمز وهو المحرر وهو البطل الذي يستحق أن يكون بفخر وإعتزاز بطل البشير لما لمسوه من هذا المجاهد المغوار من خلق رفيع وتفاني وإخلاص في تقديم المساعدات للجميع والشجاعة والبسالة في المرابطة مع فرقة العباس (ع) القتالية والتضحية حتى الشهادة .. فبادروا الى وضع يافطة كبيرة تحمل إسمه ورسمه على بوابة الدخول الى مدينتهم وكما ثبتوا في داخل المدينة حيث مكان إستشهاده مع رفقائه الشهداء متحفآ يحوي بعض مقتنياتهم التي وجدت معهم بعد شهادتهم ويتوسط المتحف قبر رمزي لهم .. مبادرة نبيلة من أهل البشير النبلاء لشهيد من البصرة الفيحاء ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here