محسن عبدالحميد: هيئة علماء المسلمين ضيعت سنة العراق.. و”مشروع المقاومة” أضر بوحدة البلاد

قال السياسي العراقي المخضرم، محسن عبدالحميد، الثلاثاء، إن الموقف الذي اتخذه أمين عام هيئة علماء المسلمين السابق، حارث الضاري، برفض المشاركة في العملية السياسية، “كلف أهل السنة الكثير؛ حيث أخرجهم من المعادلة وتسبب في ضياعهم الذي يعانون منه اليوم”.

وأضاف عبدالحميد، وهو الزعيم السابق للحزب الإسلامي العراقي، في مقابلة صحفية أجريت معه مؤخرًا أن “موقف هيئة علماء المسلمين في العراق الرافض للمشاركة في العملية السياسية تسبب في تهميش السنة تمامًا وأخرجهم من قيادة المشهد الفاعل في البلاد”.

وبين عبدالحميد أن حركة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها، رأت أن “مقاومة المحتل الأميركي من غير أن يشترك في ذلك الشيعة والكرد ستلحق ضررًا بالغاً في مستقبل وحدة الشعب العراقي”، مبيناً أن “الحركة وجدت نفسها في وضع معقد آنذاك ويحتاج إلى موقف إيجابي حكيم من أجل الحفاظ على وحدة العراق وعدم تفتيت نسيجه الاجتماعي”.

وأكد أن “موقف البعثيين ساهم بشكل أساسي في إعاقة توجه أهل السنة العرب في العراق نحو الدخول في العملية السياسية، مفيدًا أن “الأمر كان مرتبًا من خلال حملات التحريض لهم بالابتعاد عن التعامل مع المحتل، في الوقت الذي ينفرد فيه بقية المكونات بملء الفراغ الذي يتركه أهل السنة”.

وتابع قائلاً إن إصرار البعثيين على مواصلة تخوين السنة المنخرطين في العملية السياسية دون استهداف غيرهم من المكونات الأخرى؛ ترتب عليه ضياع حقوق أهل السنة في العراق وخروجهم تدريجيا من المشهد السياسي”.

وحول إصدار فتوى تحريم المقاومة، قال عبدالحميد إننا “لم نصدر فتوى بحرمة المقاومة؛ لأنه لم نجد لنا الحق في ذلك، وبينت للهيئة ولإخوتهم في المقاومة أن يكونوا على ثغر وأن يتركونا على ثغر، وأقنعتهم بالأدلة الشرعية على صحة موقفنا، ولكنهم أصروا على ما كانوا عليه ولم يقتنعوا بذلك وبدأوا بتخويننا واتهامنا بشتى أنواع الاتهامات”.

وبين أن النتائج النهائية التي انتهى إليها أهل السنة في العراق تثبت ذلك بصورة قطعية، ولقد نصحناهم، ولكن لم يُفد، وتدريجيًا ابتعد الكثير ممن شعروا بأن هذا الموقف سُيردي بأهل السنة إلى الهلاك”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here