تقارب العلاقات العراقية-السعودية كذبة!

شاهدنا وسمعنا في الاشهر الاخيرة تقارب العلاقات بين جمهورية العراق والمملكة السعودية وتبادل الزيارات بين البلدين فالاول بعث بقادة الموقف السياسي “الشيعي” اما الاخر فبادر بزيارة افتتاحية رسمية مثلها وزير خارجية السعودية.
الكرة رُميت شرقاً نحو العراق من قبل الرياض التي ارسلت بوزير خارجيتها عادل الجبير اواخر شهر شباط الماضي الى بغداد “السياسية” التي رحبت بتلك الحركة واستقبلت الكرة بكل حفاوة. ثم شرعت لعبة التقارب بين البلدين حيث زار مقتدى الصدر -احد ابرز زعماء الشيعة في العراق- والتقى بولي العهد محمد بن سلمان – كابتن سياسة السعودية الحالي- وتباحثا العلاقات الثنائية بين البلدين رغم ان الصدر لا يشغل منصب في خارطة العراق الحكومية سوى انه زعيم شيعي وقائد لمجاميع سرايا السلام العسكرية (جيش المهدي سابقا).
بعد زيارة الصدر بايام وصل وزير داخلية العراق قاسم الاعرجي الى الرياض والتقى ايضا بمحمد بن سلمان. الاعرجي الذي بحث مع الداخلية السعودية العلاقات الامنية بين البلدين وكذلك ناقش ملف فتح منفذ عرعر الحدودي بين البلدين هو ينتمي الى منظمة بدر وعاش في كنف ايران سنوات عدة. بعد هاتين الزيارتين وما سبقتهما من زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للرياض ايضا نجد ان الحكومة العراقية تلحق الكرة عند المرمى السعودي التي تعيش حالة حرب نفسية بينها وبين ايران.
الحكومتان السعودية والعراقية غير جادتان بما يسمى تقارب علاقات, لان السعودية التي تحالف امريكا تحاول الاقتراب من القادة الشيعة المؤثرون في الوسط الشيعي لاضعاف موقف ايران في العراق “شيعياً” رغم ان العدد الاكبر من قادة الشيعة لا يزالون يحتضنون سياسة ايران.

محمد حسب
بغداد
[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here