خبير أميركي: مصير اقتصاد إقليم كردستان مرتبط بسياسة تركيا

قال السفير الأميركي السابق لدى العاصمة الأذرية باكو، ماثيو بريزا، إنّ إدارة إقليم كردستان، لا تملك منفذاً آخرًا غير تركيا لتصدير وبيع نفطها، مشيرا إلى اعتقاده بأن أنقرة ستستخدم أوراقها “بشكل فعلي” عقب تهدئة الأوضاع بشأن استفتاء الاستقلال الذي أجرته أربيل، مؤخرا.

وأضاف بريزا، الذي يشغل حالياً منصب عضو وخبير في إدارة شركة “توركاس” التركية للبترول، في تصريح صحفي، الأربعاء (11 تشرين الأول 2017)، “اعتقد بأنّ تركيا ستستخدم أوراقها بشكل فعلي عقب تهدئة الأوضاع وانتهاء المناقشات حول الاستفتاء الباطل”، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.

وأوضح أنّ “أنقرة ستكون الطرف الرابح في هذه الأزمة، لا سيما أنّ القيادة السياسية بتركيا تُدرك جيداً أنّ مصير اقتصاد الإقليم، مرتبط بها، وهذا الأمر يعزز من قوة الموقف التركي من الاستفتاء”، مشيرا إلى أنّ إجراء الاستفتاء في الإقليم تزامن مع التطورات المتتالية الحاصلة في سوريا والعراق، خاصة فيما يخص مكافحة تنظيم داعش.

كما لفت الخبير الأميركي، إلى أنّ “تبني القوات الكردية أدواراً مهمة في مكافحة تنظيم داعش بالمنطقة، كان له تأثير قوي في المرحلة التي انتهت بالاستفتاء”، مبينا أن “إجراء رئيس الإقليم مسعود بارزاني، للاستفتاء بهذا التوقيت بالذات، كان بمثابة خطوة استباقية، لأنه كان يعلم أنّه لو تأخر في ذلك، فإنّ الولايات المتحدة الأميركية ستمارس ضغوطاً على إدارته لإلغائه”.

وأردف في ذات السياق، قائلًا “بفضل الاستثمارات الموجودة في محافظة كركوك، يستمر إنتاج النفط في هذه المدينة، وأنا على ثقة بأنّ العلاقات بين تركيا وإدارة الإقليم، ستعود إلى سابق عهدها عاجلاً أم آجلاً، وأعتقد بأنّ تصدير منتجات كركوك النفطية سيستمر عبر تركيا”.

وأوضح بريزا أنّ “النفط المُنتج في إقليم كردستان، له تأثير ضعيف على أسواق النفط العالمية التي لم تتأثر كثيراً من التصعيد الذي حصل بين إدارة الإقليم وتركيا، وهذه الأزمة أدّت إلى ارتفاع بسيط في أسعار النفط”.

واستطرد بأنّ “النفط الموجود في المناطق الخاضعة لإدارة الإقليم، لا تلبّي إلّا نسبة ضئيلة من الطلب العالمي، موضحًا أنّ العالم يستهلك يومياً نحو 100 مليون برميل، وأنّ النفط المصدر من شمال العراق لا يعادل واحد بالمائة من هذه الكمية”.

وذكر الخبير الأميركي، في هذا السياق، أنّ تصدير نفط الإقليم إلى الأسواق العالمية عبر الأراضي التركية، يستحوذ على أهمية بالغة من حيث تحسين علاقات التعاون بين أنقرة وبغداد وإدارة الإقليم على المدى البعيد، موضحا أن “تركيا ستحافظ على قوتها الاستراتيجية، لأنّ الموقع الجغرافي لتركيا يجعلها من أهم بلدان المنطقة من ناحية تصدير المنتجات النفطية وتجارة الطاقة”، حسب قوله.

وقد أجرى إقليم كردستان، يوم 25 أيلول الماضي، استفتاءً على الاستقلال عن العراق، وسط تصاعد التوتر مع الحكومة المركزية. وكانت أنقرة أعربت مراراً عن رفضها للاستفتاء، وأعلنت على لسان عدد من مسؤوليها بأن الاستفتاء “سيعرّض مستقبل الكرد في العراق للخطر، وستكون له نتيجة سلبية جدا”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here