البيشمركة تُسلِّم مواقع في جنوب كركوك حرّرتها من داعش عام 2014

كركوك / مروان العاني

فيما يسود الترقب داخل مدينة كركوك ومحيطها على خلفية التوتر العسكري الاخير، أكدت قوات البيشمركة انسحابها عن بعض المواقع جنوب المحافظة سيطرت عليها بعد ٢٠١٤، مشددة على رفضها خوض حرب مع القوات الاتحادية.
يؤكد اللواء رسول قادر، قائد المحور الرابع، مسؤول غرفة عمليات البيشمركة في مناطق جنوبي كركوك، في تصريح لـ(المدى) أمس، أنّ “قوات البيشمركة تحركت باتجاه مناطق جنوبي كركوك على خلفية تحركات القوات العراقية”، لافتاً إلى أن “الأوضاع طبيعية ومسيطر عليها ومستقرة في هذا المحور”.
وأوضح قادر أنّ “مناطق جنوبي كركوك تحت حماية المحور الرابع لقوات البيشمركة، فيما تقوم شرطة حماية المنشآت النفطية التابعة لوزارة الداخلية بحماية آبار النفط الاربع المتواجدة بتلك المناطق”.
وفي سياق متصل، قال جعفر شيخ مصطفى، قائد قوات 70 التابعة لوزارة البيشمركة، في تصريح لـ(المدى)، إن “قوات البيشمركة استطاعت أن تحرر بعض المناطق من قبضة داعش الإرهابي أثناء دخوله مشارف كركوك في 2014، وشيدت بعض السواتر لمواجهة التنظيم ومنعه من الهجوم على المنشآت الصناعية حينها”.
وأضاف شيخ مصطفى أن “قوات البيشمركة وبحسب خطة تكتيكية عسكرية قد انسحبت من هذه المواقع إلى مواقعها الأصلية”. وأوضح القيادي في البيشمركة “إننا لا نريد الحرب أو الاقتتال، لأننا وقفنا معاً مع القوات العراقية في مواجهة تنظيم داعش، ولكننا لن نسكت في حال حاولت بعض الاطراف الاعتداء علينا، ونتعهد لأهالي كركوك بأننا سندافع عنهم لآخر قطرة من دمائنا”.
بدوره قال مصدر أمني لـ(المدى) أمس، إن “القوات المسلحة العراقية باشرت حركتها باتجاه استعادة مواقعها قبل أحداث حزيران ٢٠١٤”، مؤكداً أن “محور فرقة الرد السريع كانت حركته بمحاذاة مشروع ري كركوك الذي يقع غرب مدينة كركوك – باتجاه بداية طريق كركوك – تكريت”.
وشدد المصدر الأمني على أن “قوات البيشمركة كانت تمسك المكان حتى منتصف ليلة أمس، فيما تسيطر حالياً قوات الرد السريع على المكان”.
إلى ذلك قال ضابط في الجيش العراقي قرب ناحية تازة، في تصريح لـ(المدى)، “بلا شك إن القطعات العسكرية الاتحادية ستأخذ مكانها المحدد قبل أحداث حزيران العام 2014″، مضيفاً “لابد لقوات البيشمركة أن تنسحب وتعود لخطوطها قبل حزيران العام 2014”.
وأضاف المسؤول العسكري إن “قطعات الفرقة التاسعة انتشرت في محيط تازة الواقعة جنوب كركوك، فيما انتشرت قوات أخرى على طول طريق ناحية الرشاد وسيطرة كركوك ــ تكريت”.
ونفى المصدر العسكري وجود احتكاك بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة في كركوك، مؤكداً أن “قواتنا متواجدة في قصبة بشير وناحية تازة، وليست لدينا نية للدخول الى وسط كركوك في الوقت الحالي”.
وشاهد مراسل (المدى) قطعات الجيش العراقي وهي تنتشر على طول الطريق. وحملت الآليات والمدرعات والدبابات وعربات الهامفي أعلاماً عراقية. وشهدت نقاط تفتيش كركوك الرابطة مع العاصمة بغداد تشديداً في الإجراءات الأمنية.
وسادت حالة من الخوف والتوتر مدينة كركوك، فيما أغلقت أغلب المحال التجارية أبوابها. ويقول متين عبد الله حسن، وهو صاحب فرن صمون، “أنا أغلقت محلي اليوم خوفا من قوع صدام عسكري”.
لكن قائد شرطة كركوك العميد خطاب عمر عارف، يقول لـ(المدى)، إن “الوضع الامني في مركز مدينة كركوك مستقر ولا توجد أية مشاكل تذكر”، لافتاً الى أن “قواتنا وسيطراتنا في مدينة كركوك تقوم بمهامها من دون أية مشاكل والوضع مستقر فيها”.
وعلى خلفية التطورات العسكرية، وافقت وزارة الداخلية على إعادة 577 ضابطا وشرطيا للعمل، بحسب العقيد أركان المساري، مفتش عام وزارة الداخلية في كركوك.
وقال المساري لـ(المدى) إن “وزارة الداخلية وافقت على مباشرة والتحاق 577 ضابطا وشرطيا في كركوك”، مؤكدا أن “المعادين للخدمة سيستدعون الأحد الموافق ١٥/١٠ الى أكادمية شرطة كركوك من أجل إعادة تنظيمهم وتدريبهم وتشكيل فوج طوارئ لهم والتحاقهم بإخوانهم من شرطة المدينة للمشاركة في حفظ الأمن خاصة في مناطق جنوبي كركوك وغربيها” .
وأشار المشرف على أفواج تحرير الحويجة الى أنه “بناءً على توجيهات وزارة الداخلية وقيادة العمليات المشتركة وإدارة كركوك تمت إعادة قسم الدفاع المدني والمتفجرات وقسم المرور وأقسام الجنسية للعمل في قضاء الحويجة والنواحي المحررة حديثاً”، مؤكداً أن “الدوائر باشرت ممارسة أعمالها بشكل رسمي” .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here