العطية: بغداد تطالب أربيل بالمعابر الحدودية في حين أنها لا تسيطر على منافذ العراق الجنوبية

أكد المفكر والباحث السياسي العراقي، غسان العطية، ضرورة وجود وساطة دولية لحل المشاكل العالقة بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية، مشيراً إلى أن بغداد تطالب أربيل بالمعابر الحدودية في حين أنها لا تسيطر على منافذ العراق الجنوبية.

وقال العطية بشأن إعلان ترمب اعتزامه عدم المصادقة على التزام إيران بالاتفاق النووي‎ وتداعيات ذلك على الأوضاع في كركوك: “ليس لقرار ترمب علاقة مباشرة بالأوضاع في كركوك الآن، ولقد كان متوقعاً إلغاء الاتفاق النووي مع إيران ولكن تحت ضغوط أوروبية وانقسام الإدارة الأمريكية فضل ترمب أن يأخذ حلا وسطاً بإعطاء الكونغرس مدة شهرين لمراجعة الاتفاقية لإثبات أن إيران ملتزمة بروح الاتفاق بأن تكف يدها عن شؤون المنطقة، كما أن ترمب لم يعتبر الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية بل وضعت وزارة الخزانة الأمريكية قيوداً صرامة تجاهه، في حين أن إيران تعتبر القرار مجحفاً وأن ترمب ليس له الحق في إلغاء الاتفاق من طرف واحد وتتمسك بأن وكالة الطاقة الذرية أكدت أن إيران ملتزمة بالاتفاق أما ما يتعلق بروح الاتفاق فهذا أمر قابل للنقاش وليس في صلب الموضوع”.

وأوضح أن التشدد الإيراني الأمريكي “قد يؤدي إلى مشاكل خاصة أن وزير الاستخبارات الإسرائيلي أعلن أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى حرب مع إيران، والسؤال هو من له مصلحة بهذه الحرب وكيف ستكون هذه الحرب فأمريكا لا تمتلك حدوداً معها فهل ستكون عن طريق البواخر أم تستخدم العراق لمواجهة إيران؟ هذا يزيد التوتر في المنطقة خلال الشهرين المقبلين وتجعل كركوك وكوردستان تحت الرادار الإيراني والأمريكي”.

وبشأن احتمالات نشوب حرب مرتقبة في كركوك، قال العطية: “ليس من مصلحة كل العراقيين الانزلاق إلى صراع مسلح وهو يخدم العناصر المتطرفة، فالحرب ليست لعبة، والعراق والكورد دفعوا ثمناً باهضاً، في العراق والتحدي الأكبر هو كيف نتجاوز الأزمة الحالية، المشكلة هي أن سبل الحوار بدأت تضعف، لكن زيارة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم إلى كوردستان لطرح أفكار جديدة قد تخفف من أجواء التوتر، وليس من مصلحة الدول الجوار جميعاً أن ينزلق العراق إلى حرب وتحوله لساحة لتصفية الحسابات، وأزمة كركوك لا تحل إلا بالحوار، بل يجب أن تبرز قوى الاعتدال وتدلو بدلوها الآن”.

وأشار إلى أن “أي صدام مسلح لا يخدم العراق ولا القوى المعتدلة بل يزيد الطين بلة، والخروج من الأزمة يحتاج إلى وساطة دولية والولايات المتحدة هي الأقدر على لعبها وهذه الوساطة يجب أن تكون على الأرض لا عبر وسائل الاعلام، والحرب لا تصب في مصلحة أحد، لأنه من السهل إشعال فتيل الحرب لكن الصعوبة تكمن في إخمادها، ومن الضروري وجود مبادرة برعاية أممية تحفظ ماء الوجه لأربيل وبغداد دون أن يشعر أي طرف أنه تنازل للآخر”.

وشدد على أنه “لا يسمع صوت من يمثل موقع الاعتدال ويؤمن بالديمقراطية والتعايش ويرفض الطائفية والفساد”، متابعاً أن “كوردستان مطالبة بأن ترتب بيتها وأن تؤكد على ممارستها الديمقراطية والشفافية وكذلك بغداد مطالبة بذات الأمور والابتعاد عن الطائفية والفساد”.

وبشأن قرارات الحكومة الاتحادية ضد إقليم كوردستان، قال العطية إن “بغداد تطالب أربيل بالسيطرة على المنافذ الحدودية في الشمال، في حين أنها تسيطر على منافذها في الجنوب في الشلامجة وغيرها التي هي مجال للتهريب وليست تحت سيطرتها فعلاً”، لافتاً إلى أن “المشكلة هي أن الأطراف المعتدلة العراقية ضعيفة وصوتها لا يسمع لكن الأزمة فرصة للإدلاء بدلوهم والبحث عن القاسم المشترك لنزع فتيل الحرب”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here