بدء الهجوم الأخير على الرقة السورية مع خروج مقاتلي الدولة الإسلامية

قالت قوات سوريا الديمقراطية لرويترز يوم الأحد إنها شنت هجومها الأخير على الرقة السورية يوم الأحد بعد أن غادرت قافلة من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية المدينة تاركة قلة من مقاتليها للمواجهة الأخيرة.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف من مقاتلين عرب وأكراد تدعمه الولايات المتحدة، في بيان إن المعركة ستستمر حتى يتم تطهير المدينة بالكامل.

وقال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية لرويترز يوم الأحد إن 275 من مقاتلي الدولة الإسلامية السوريين غادروا مدينة الرقة بموجب اتفاق للانسحاب وتركوا خلفهم ما بين 200 و300 مقاتل معظمهم أجانب.

وقال المتحدث طلال سيلو إنه تم توفير ممر آمن لجميع المدنيين تقريبا في الجيب الذي تسيطر عليه الدولة الإسلامية في الرقة في إطار الاتفاق.

ويبدو الآن أن سقوط الرقة في قبضة قوات سوريا الديمقراطية أصبح وشيكا.

وقال الكولونيل رايان ديلون المتحدث باسم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الذي يدعم قوات سوريا الديمقراطية في الحرب على الدولة الإسلامية، ”لا نزال نتوقع قتالا ضاريا“.

وكانت الرقة أكبر مدينة سورية كبيرة تقع في يد التنظيم المتشدد خلال اجتياحه لمناطق من سوريا والعراق في 2014 وأصبحت مركزا للعمليات الخاصة بالهجمات في الخارج وشهدت بعضا من أسوأ أعمال التنظيم الوحشية.

ويتكبد تنظيم الدولة الإسلامية هزائم منذ نحو عامين‭‭ ‬‬وخسر مساحات من الأراضي في البلدين وأجبر على التقهقر إلى منطقة آخذة في التقلص في وادي نهر الفرات.

وقال مصطفى بالي وهو متحدث اخر باسم قوات سوريا الديمقراطية إن الدفعة الأخيرة من المقاتلين الذين وافقوا على الرحيل غادرت المدينة ليل السبت. وأضاف أن المعركة ضد المقاتلين المتبقين مستمرة.

وذكر بالي أن القافلة ضمت مقاتلين سوريين فقط. لكن عمر علوش المسؤول في المجلس المدني لمدينة الرقة، الذي أسسته قوات سوريا الديمقراطية وحلفاؤها لإدارة المدينة، قال إن بعض المقاتلين الأجانب غادروا أيضا.

* دروع بشرية

ذكر علوش يوم السبت أن القافلة تتجه إلى المنطقة التي لا تزال خاضعة للتنظيم في جنوب شرق سوريا.

ووصف بالي المدنيين الذين غادروا مع مقاتلي الدولة الإسلامية في القافلة بأنهم دروع بشرية. وقال إن مقاتلي التنظيم رفضوا إطلاق سراح المدنيين بمجرد مغادرتهم للمدينة بموجب الاتفاق لكنهم أرادوا إبقاء المدنيين معهم حتى يصلوا إلى مقصدهم لضمان سلامتهم.

وأصبح انسحاب المقاتلين مع مجموعات من المدنيين من الأمور الشائعة في الحرب الأهلية السورية الدائرة منذ أكثر من ست سنوات كوسيلة تستخدمها القوات التي تفرض الحصار لتسريع وتيرة سقوط المناطق المأهولة بالسكان التي تخضع لسيطرة المتشددين.

وفي عمليات الإجلاء السابقة، ومنها إجلاء لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، كان المدنيون المرافقون عادة هم أسر المقاتلين.

وقالت القوات يوم السبت إن مجلس الرقة المدني وشيوخ العشائر توسطوا في الاتفاق من أجل تقليل الخسائر بين المدنيين. وقال قادة العشائر في الرقة إنهم سعوا لمنع إراقة الدماء بين المدنيين المحاصرين في المدينة.

جاء قرار قوات سوريا الديمقراطية بتسريع وتيرة معركة الرقة من خلال سماحها لمقاتلي التنظيم بمغادرة المدينة على عكس الرغبات المعلنة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن الذي يساند قوات سوريا الديمقراطية بضربات جوية وقوات خاصة.

وقال ديلون يوم الأحد إن التحالف لم يشارك في عملية الإجلاء لكنه أضاف ”قد لا نتفق كلية مع شركائنا في بعض الأحيان. لكن علينا أن نحترم قراراتهم“.

وأمضت القوات أسابيع في شهر أغسطس آب الماضي في منع قافلة تضم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الخارجين من جيب على الحدود السورية اللبنانية من الوصول إلى أراض يسيطر عليها المتشددون في شرق سوريا.

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية بدء معركة الرقة يوم السادس من يونيو حزيران بعد حملة استمرت شهور لعزل المدينة المطلة على الضفة الشمالية لنهر الفرات.

إعداد لبنى صبري للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here