بغداد تطالب باستعادة السيطرة على مطار عسكري وآبار النفط في كركوك

بغداد / وائل نعمة

مايزال التوتر يخيم على أطراف محافظة كركوك، فيما تقف القوات الاتحادية والبيشمركة وجهاً لوجه في جنوب غرب المدينة منذ عدة أيام.
وحتى الآن يلتزم الجانبان أعلى درجات ضبط النفس، ويؤكد كل منهما أنه لن يكون البادئ في إطلاق النار على الآخر. وكانت القوات الكردية قد أخلت، الجمعة الماضية، عدداً من المواقع في محيط كركوك من دون قتال، لكنها قالت بأنها “لن تنحسب أكثـر من ذلك.
وتشترط الحكومة الاتحادية تراجع “البيشمركة” الى مواقعها قبل ظهور “داعش” في صيف 2014، وانتشار قواتها في مؤسسات حيوية منها مطارات وآبار نفط في المحافظة.
ولاتمانع أطراف كردية دخول القوات الاتحادية الى تلك المواقع، مشترطة العودة الى الاتفاقيات السابقة التي أبرمت بوجود القوات الامريكية، التي تفرض إدارة مشتركة للمحافظة.
وفي محاولة لتطويق الازمة عقد القادة الكرد، أمس، اجتماعاً في السليمانية، بحضور رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني وقادة الاتحاد الوطني الكردستاني، لبحث تداعيات الاستفتاء وإيجاد حلول للأزمة بين بغداد وأربيل.
وتزامن الاجتماع مع قيام قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بزيارة الى الإقليم منذ عدة ايام. وقال أمين عام الوزارة الفريق جبار ياور، في حديث صحافي، إن “سليماني موجود منذ يوم السبت الماضي، وقام بزيارة قبر الرئيس الراحل، جلال طلباني، وما زل موجوداً في أربيل”. وأضاف ياور “أنه من الممكن أن يكون سليماني قد عقد اجتماعات مع السياسيين والعسكريين لنقل وجهه النظر الإيرانية إلى الحكومة في كردستان”. وتابع ياور أن “زيارة سليماني تأتي في الوقت الذي تعقد فيه اجتماعات منذ يومين في محافظة السليمانية”، ولم يؤكد أو ينفي مشاركة سليماني في لقاءات المسؤولين الكرد التي يشارك فيها الرئيس العراقي فؤاد معصوم.
استعادة مواقع حيويّة
بدوره يتوقع شوان الداودي، النائب عن الاتحاد الوطني، في اتصال مع (المدى) أمس، أن “يخرج اللقاء بقبول الحوار ورفض لغة التصعيد والتحشيد العسكري”.
وتطالب الحكومة بحسب نائب عن كركوك بـ”السيطرة على 3 منشآت حيوية سيطرت عليها البيشمركة في حزيران 2014″.
ويقول حسن توران لـ(المدى) ان “الحكومة تريد فرض السيطرة على معسكر كان تابعاً للفرقة 12/جيش عراقي، بالاضافة الى مطار كركوك وآبار النفط”.
وتتهم أطراف سياسية “شيعية” القوات الكردية باستغلال انهيار القوات الاتحادية في 2014 خلال الهجوم الواسع لتنظيم “داعش” على جنوب وغرب العراق، لفرض سيطرتها بشكل كامل على مدينة كركوك الغنية بالنفط.
ويقول الداودي، وهو نائب كردي عن كركوك، إن “الاطراف الكردية لاتمانع دخول القوات الاتحادية الى تلك المواقع الحساسة، على وفق الاتفاقيات السابقة المبرمة بين الطرفين بوجود طرف ثالث”. ويشير الى ان “تلك الاتفاقات أبرمت بوجود القوات الامريكية، وأكدت على ادارة مشتركة”.
بالمقابل يستغرب الداودي من “لغة التصعيد” ضد القوات الكردية، ويقول إن “المناطق التي تريد بغداد العودة اليها لم تطردهم البيشمركة منها، وإنما تركتها القوات العراقية بعد احتلالها من داعش”. ويضيف “بدلاً من أن تشكر بغداد قوات البيشمركة لأنها حافظت على أمن كركوك بعد انهيار القوات الاتحادية، تقوم بالتهديد”.
ويؤكد الداودي ان “قوات البيشمركة ملتزمة بضبط النفس، ولن تبدأ بالقتال”، لكنه يرى أن تصعيد بغداد بانه “نابع من استمرار نشوة انتصارها على داعش”.
“لا للحرب”
وحتى بعد أن ساءت العلاقات بين بغداد وأربيل إثر الاستفتاء يؤكد رئيس الوزراء حيدر العبادي انه لا يريد حرباً ضد الكرد.
ومن أجل تفادي التصعيد، أمهلت القوات العراقية قوات البيشمركة 48 ساعة انتهت فجر يوم الأحد للانسحاب وتسليم مواقعها للحكومة الاتحادية.
لكنّ المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء نفى، أمس، إعطاء مهلة لانسحاب قوات البيشمركة من محافظة كركوك.
وقال المتحدث باسم المكتب سعد الحديثي، في مقابلة تلفزيونية، “لا يوجد أي شيء يؤكد أننا أعطينا مهلة ، وهذه أحاديث تطلق من قبل قيادات في البيشمركة”.
وأضاف الحديثي أن “القوات العراقية الاتحادية يجب أن تعيد انتشارها، وهي تفعل ذلك في هذا الوقت بمحافظة كركوك والمناطق التي كانت تتواجد فيها قبل 10 حزيران 2014، أي قبل سيطرة داعش على
هذه المناطق”.
وكانت قيادات في البيشمركة قد نفت لـ(المدى) تلقيها أي خطاب رسمي من الحكومة حول مهلة الـ”48 ساعة”.
وحتى الآن تؤكد مصادر مقربة من العبادي أنّ إلغاء نتائج استفتاء إقليم كردستان ما زال شرطاً لأي حوار مع إقليم كردستان.
ويؤكد النائب محمد ناجي، رئيس كتلة بدر في مجلس النواب، ان “الحوار مع الأطراف الكردية يجب ان يكون وفق الدستور ورأي المرجعية الدينية”، مؤكداً أن “القوات الاتحادية لن تهاجم، لكنها سترد إذا تعرضت لنيران من البيشمركة”.
وكانت تسريبات قد تحدث مؤخراً عن وجود حوار يجري بعيداً عن الأضواء، بين رئيس منظمة بدر هادي العامري ونجل الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني.
وينفي النائب ناجي، في حديثه أمس مع (المدى)، علمه بتفاصيل الحوار مع بافال طالباني، لكنه يقول “هناك مشتركات مع حزب الاتحاد الوطني، ويمكن أن يخرج بنتائج إيجابية”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here