واشنطن بوست: اشتباكات القوات العراقية والبيشمركة تمهد “لمعركة” بين حلفاء أميركا

قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، الاثنين، إن تحرك القوات العراقية لاستعادة حقول نفط وقاعدة عسكرية قرب مدينة كركوك تخضع لسيطرة الكرد، يمهد الطريق لنشوب معركة بين حليفين للولايات المتحدة.

ولفتت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته اليوم (16 تشرين الأول 2017)، إلى إن الاشتباكات الجارية بين القوات العراقية والبيشمركة تمثل معضلة عصيبة للولايات المتحدة، إذ قامت الأخيرة بتدريب وتسليح القوات العراقية الحكومية التي تضم نخبة من قوات مكافحة الإرهاب وقوات البيشمركة على الجانب الآخر.

وأضافت “واشنطن بوست”، أنه “الحشد الشعبي المقرب من إيران تساند القوات فى وقت تثير فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، صخباً حول الحد من النفوذ الإيراني فى المنطقة”، مستشهدة “بالعقوبات التي فرضتها واشنطن على قوات الحرس الثوري الإيراني الأسبوع الماضي”.

وأشارت إلى أن القوات العراقية توغلت فى مدينة كركوك المتنازع عليها عقب تحركات استمرت ثلاثة أيام، سعياً وراء استعادة السيطرة على مواقع كانت تخضع لسيطرتهم قبل عام 2014، أي قبل فرارهم من مواجهة تنظيم داعش، لافتة إلى أن “هذه المواقع تخضع منذ ذلك الحين لسيطرة القوات الكردية”.

وأفادت الصحيفة، أن “تاريخ الصراع بين كردستان وحكومة العراق على الأرض والنفط يمتد إلى عقود، بيد أن استفتاء كردستان للاستقلال في شهر أيلول الماضي أدى إلى تفاقم حدة التوترات، إذ عارضت الولايات المتحدة وتركيا وإيران جميعا هذا التصويت”.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن القوات العراقية، قولها إن “لديها تعليمات بتجنب العنف، فيما يقول سكان كركوك أنه تم سماع الطلقات ودوي التفجيرات في المدينة خلال الساعات الأولى من صباح اليوم، وأفادت وسائل الإعلام الكردية بأن آلاف المقاتلين الكرد المتطوعين اندفعوا إلى حمل السلاح، ونسبت إلى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، القول أنه أمر قواته “بحماية جميع المواطنين”.

وبينت أنه بينما تحذر السلطات الكردية من وقوع هجوم، حاول العبادي نزع فتيل التوتر، وأكد فى تغريدة كتبها على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي أن القوات العراقية “لا يمكنها أن تهاجم مواطنيها”.

وأعادت “واشنطن بوست” إلى الأذهان أن القوات الكردية فرضت السيطرة الكاملة على مدينة كركوك المختلطة عرقياً ودينياً بعد فرار الجيش العراقي من مناطق واسعة من شمال العراق عام 2014 فى مواجهة اندفاع تنظيم داعش، واستولت على حقول النفط التى كانت تديرها بغداد وتضخ مئات الآلاف من براميل النفط يومياً، والآن تريد الحكومة استعادة انتشارها على أراضيها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here