يوميات القبطان 20

يوميات القبطان 20
عبر سفرة سريعة مررت بمطارين اولهما في قطر,مطار حمد الدولي ومطار صوفيا الدولي عبلا مطار بغداد.
الواقع كان مطار الدوحة شيئاً مذهلاً وجميلاً لا يوصف وان قد مررت بمطارات عديدة طيلة سنوات عدة لكنني وتذكرت مطارات العراق البائسة,مطار بغداد الذي هو الافضل بين مطارات العراق لكنه ليس افضل من مطار صغير في اليونان في مدينة صغيرة اسمها ثلاسونيكي,وتذكرت مطار الناصرية ووقت افتتاحه وما جرى بعد ذلك حيث لا مسافرين ولا هم يحزنون.مطاراتنا تنعدم فيها أبسط الخدمات ولكنه مملوء بعمال من بنغلادش والذين ينتظرون البخشيش من المسافرين او من يريد ان يذهب الى دورة المياه,ومطار بحجم بغداد السكاني يُفترض ان يكون اوسع من مطار الدوحة وبافضل الخدمات,لكن من يدير المطارات له حصة ولحزبه الذي عينه من وارادات تلك المطارات وما المشاكل حول مطار النجف إلا مثالاً محزناً على هذا الامر.فكيف سوف تكون الخدمات في مطار الرمادي وواسط والانبار والتي وعد بها السيد الوزير؟كل الوزراء والمدراء والمسؤولين عن هذا الامر كانوا ذهبوا الى العالم عبر مطارات تكاد تكون في اعلى المستويات من التكنولوجيا والخدمات,ألم يتعلم هؤلاء مما شاهدوه لينقلوا تلك التجارب الى بلدنا؟ماذا نفعل بمطارات عديدة وفي مستويات ضحلة من الخدمات والتكنولوجيا؟ماذا نفعل بمطارات عديدة ليس لها ضرورة على الاطلاق بينما يمكن للسيد الوزير الحالي او القادم ان يوسّع شبكة السكك الحديدية وبخدمات أفضل وأسرع وان يحسنوا كل الخطوط لتتلائم مع ما موجود في العالم؟
ثمانية أيام في عاصمة بلغاريا (الفقيرة) قياساً الى دول اوروبا الشرقية الاخرى رأيت العمل والاعمار وان كان بطيئاُ لكنه مستمر.شوارعهم مخطط لها منذ ان كانت دولة اشتراكية واسعة جداً,مطارهم كبير وبخدمات جيدة, واكيد لا يُضاهي مطار الدوحة لكنه فعلاً مطار عالمي ومجهز باحدث انواع الاستعلامات والمعلومات على الشاشات المنتشرة في الصالات, كما في باقي مطارات العالم .وانا هناك سمعت خبراً عن طرق الفساد التي تصاحب وفودنا المتعددة الى هذه الدولة أو تلك,فسمعت ان احد الوفود المهمة جاءت الى احدى دول اوروبا الشرقية لشراء اجهزة وقضايا اخرى خطرة عبر هذه الدولة المعنية لكن انتاج هذه الاجهزة في دولة اوروشرقية اخرى,المترجم يسأل رئيس الوفد لماذا لا تذهبون للدولة نفسها وتشترون ما تريدون مما تحتاجون له,فيجاوبه رئيس الوفد “لعد من إنحصّل على الكومشينات” وتقدّر بملايين الدولارات,كما سمع الجميع ايضا وبنفس الطريقة عن اتفاقية الاسلحة الروسية وما رافقها من فساد مالي اضطر بوتين لاقالة قائد القوة الجوية لديه وهو مثال على صحة ماسمعت من فساد أعلاه.
مازالت بغداد تُعد من أوسخ مدن العالم وأكثرها فوضوية في بناءها الجديد,حيث ماعادت البلديات تفتش عن إجازة بناء أو إن فتشت فمسألة بسيطة تُحل ببضعة “اوراق” وقسمت الدور الى أصغر من 50 متر مربُع وخلت البيوت العامرة من الحدائق لتصبح كتل شققية صغيرة حتى غير صحية وليس هناك رقابة على أي بناء.أما شارع ابي نؤاس وحدائقه فهي محزنة الى حد الالم,الارصفة في أكثر من مكان محتل من قبل باعة يأتون بعد الدوام في الدوائر الحكومية, كما أصحاب التاكسيات الصفراء والبيضاء,ويضعون اجهزة لا تعمل من الفريزات أو صناديق خشبية على الارصفة وهذه ما يشوه المدينة والتي هي أصلاً شُوّهت,أما القناني البلاستيكية والزجاجية فقد ملئت كل الارصفة وليس هناك من يراقب او يرفع تلك التجاوزات او حتى تنظيف هذه الاماكن.أما مديرية الكهرباء فقد كتبنا ولمرات عديدة عن الاعمدة التي خرجت من العمل وبقت “شامخة” بجانب الاعمدة التي نُصبت ,ولكن بعض الاعمدة القديمة قد مالت أو تقطعت وبقت الاسلاك الكهربائية متدلية أو فوق الارض.أنها حالة خطرة وليس هناك من متابعة.البلدية تقول هذا شغل الكهرباء والكهرباء يقول الرصيف للبلدية ,وتبقى مسألة ايهما الاول الدجاجة ام البيضة.؟
د.محمود القبطان
20171014

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here