عاصفة هوجاء تمر وتنتهي

ما جرى قد جرى، ووقع كل ما لا يتمناه شعب كوردستان..
وانا اعتبر ماحدث، نكسة جديدة تحل بنا، ولا بد من تجاوزها بكثير من التحمل والصبر.
لا اريد الخوض في التفاصيل، انما اريد ايصال رسالة الى السيد مسعود البارزاني من مواطن بسيط في الاقليم لا انتماء حزبي له ولا ناقة له ولا جمل في الصراعات السياسية.. مواطن يحلم كغيره بالعيش الآمن والرغيد والاطمئنان الى المستقبل له ولاولاده في العيش بكرامة.
سيدي الرئيس:
ليس عندي ادنى شك من اخلاصكم لشعبكم ولقضيته العادلة، واعرف انكم ومن قبلكم أفراد اسرتكم الكريمة ناضلتم وضحيتم كثيرا من اجل كردستان. واعرف انكم متألمون للحالة السائدة الآن وتشعرون كما يشعر الجميع بخيبة أمل كبيرة..
لكن ووفقا للتجارب الكثيرة للحركة التحررية الكردية، فان النكسة تمر والشعب باق ولا بد من استخلاص العبر وتوظيفها من اجل الخروج من النكسة باقل ضرر ممكن والبدء من جديد .
ما اريد اقوله سيدي، انكم محاطون بشلة من الفاسدين وصيادي الفرص والانتهازيين الذين يهمهم الثراء قبل اي شيء آخر. هذه الشلة ومن اجل ادامة مصالحها اصبحوا يشكلون (مافيا) حقيقية من حولكم وينقلون اليكم الاكاذيب ويمارسون التضليل، بل ويعملون من اجل الاساءة الى سمعتكم من خلال عمليات الاحتيال والاستحواذ على المال العام وتسويق الاباطيل .
كان الملتفون من حولك يعملون على ابعاد الاشخاص المخلصين لكم بشتى الاساليب، وينتهزون الفرص لاحاطتكم باشخاص متملقين ولاؤهم ليس للقضية وانما للمكاسب التي يجنونها والثراء الفاحش من الشركات والقصور والمزارع وتلقي الرشوة وغيرها.
هؤلاء جعلوا من الحزب كيانا هزيلا غير منظم يرتبط القائمون على تنظيماته بعلاقات مصلحية لا مجال فيها للتقيم وممارسة النقد وكل الامور المتعلقة بالتنظيم الحزبي المبني على الديمقراطية والنقد الذاتي والمشاركة في صنع القرار والتوجيه الصائب.
لقد كانت الشاشات الفضائية تعج قبل الان بمحللين سياسيين واعلاميين بعضهم يصف مركزه بالقيادي في الحزب الديمقراطي والاخرون بالمقربين منه والناطقين باسمه، يتفلسفون ليل نهار ويسوقون الاكاذيب ويزينون الوضع على انه فصل ربيع دائم لا وجود فيه للخريف او الشتاء عبر اعلام بائس وفاشل يسيطر عليه عدد من المنتفعين وصيادي الفرص من الانتهازيين الذين ينتقلون من هذا الحزب وذاك وينقلون خنادقهم الى من يدفع اكثر.
سيدي الرئيس، ليس الغرض من قولي هذا تحميلكم مسؤولية ماجرى او التنصل منه، ولكن ربما نفع رأيي المتواضع في استخلاص العبر من كل ما حدث.
ارجوكم سيدي، ابدأوا حملة تطهير حازمة في الحزب ومفاصله واطردوا هؤلاء المستشارين والاعلاميين والمحللين الذين خدعونا قبل ان يخدعونكم ، وقودوا شخصيا حملة على الفاسدين ..انها فرصة نادرة لا ينبغي تفويتها من اجل خروج حزبكم وشعب كوردستان موفور الصحة من هذه النكسة التي سبّبها هؤلاء الفاسدون، بتنسيقهم مع عدد من العوامل الدولية والاقليمية والداخلية.
عشتم سيدي قائدا مناضلا لا يساوم على قضية شعبه.
والله من وراء القصد
بقلم: عبد الرحمن رشيد الكوردي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here