غزل سياسي (٧) ترامب الخطأ الأمريكي الأكبر على سياستها الخارجية

صادق القيم

تسلسلت أمريكا تدريجيا حتى وصلت الى أن تكون الدولة العظمى الأولى في العالم، وخاضت خلال فترة أثبات وجودها صراعات ومؤامرات عديدة، مع دول الأستعمار المتمثلة بالأنكليز والفرنسيين والأسبان.

بداية كانت أميركا أرض الأحلام للقراصنة والمستعمرين، حيث تسابقت على بلوغها الأمبراطوريات، وكان الجميع يحاول وضع قدمة على أراضيها وأستغلالها، لكن بعد نشوء الولايات المتحدة وتكوين حكومة فيدرالية، أصبحت كيان مستقل متحالف مع الانكليز.

بسطت أمريكا سيطرتها على أراضي دول جوارها، وأستحوذت بالقوة على جزء من أراضي المكسيك وهاواي وكوبا، وكان من أهم المميزات بعد أمريكا عن العالم، الذي منحها حصانة من الحروب، حيث شاركت بالحروب العالمية كحليف وقاتلت خارج أراضيها.

لم تتأثر أمريكا ولم يصبها الدمار في الحروب العالمية الأولى والثانية، لكن بنفس الوقت تدمرت كل من أسيا واروبا، وبقى على الساحة أقوى كيانين هم الأميركان والسوفيت، وبسبب ترسانتهما النووية بقى العالم بقطبين قوة.

أدارة الازمات العالمية وصناعتها جعل من أميركا متحالفة ومتسيدة على أكثر من ثلث العالم، في نفس الوقت بداية فشل النظام الاقتصادي السوفيتي الذي أثر على دورهم العالمي كثيرا، حتى أحداث الحرب الباردة التي أنتصر فيها الأميركان وخسر السوفيت، وتدمر أقتصادهم بسبب صرف ثلثي الواردات على التسلح والمختبرات العلمية.

ظهور شخصيات أمريكية كانت ذات بصمة في صناعة التأريخ الأمريكي، أمثال كاسنجر و ونكسون الذي صنعوا مجدا للولايات المتحدة، وحولت الى حلم من أحلام الشباب ووجهة الهجرة العالمية، كل هذا النجاح والتقدم يقف عند قدمي ترامب ليركلة خارج البيت الأبيض، وينتهج نهج أحادي الجانب، رفض من الكونكرس الأمريكي والأتحاد الأوربي.

يقف اليوم الأتحاد الأوربي وبريطانيا بعد أكثر من خمسين عاما من التحالف بوجة ترامب، رافضين تنصلة من الأتفاق النووي مع أيران، وصرح بشكل رسمي “ليس من حق أي أحد الخروج من الأتفاق، ويجب أن يثبت أن أيران لم تطبق الشروط”، وكذلك غير قاعدة اللعبة الأمريكية، وأعاد مساعدة دول أعدت أرهابية مقابل أن يدفع لأمريكا.

تعيش أمريكا اليوم عصرا من التراجع السياسي، حيث بعد أدارتها وأنتصارها بالحروب الباردة، وتسيدها العالم وتحالفها مع دول أوربا مدة أكثر من نصف قرن، يذهب تدريجيا وما أن أستمر ترامب بسياستة الهوجاء، وكياسة العدو اللدود بوتين، سوف يكون هناك تغير في توازن القوى، وتغير في المواقف العالمي، وهذا يؤثر على الأقتصاد الأمريكي ويقوض من نفوذها السياسي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here