لقد فشلت يا سيادة الرئيس المنتهية ولايته بكل المقايس فعليك الإعتذار والتنحي عن السلطة

إن من يقوم بإتخاذ خطوة مهمة في سبيل إستقلال شعب عانى ويعاني من الغبن وإنتهاك الحقوق وتعرض للأنفالات والإبادات الجماعية وأرضه ممزق بين دول أقل ما يقال عنهم أنهم لا يتمنون الخير للشعب الكوردي لا بد وأن يكون ملما بكل ما سيحدث في حال القيام بخطوة الإستقلال وأن يضع في الحسبان كل الإحتمالات ولذلك من البديهي أن يقوم بالتمهيد لذلك ومن أهم عوامل النجاح هو التلاحم والتكاتف الداخلي ولكنك يا سيادة الرئيس عملت عكس ذلك بتعطيل البرلمان ؛ وعدم الإهتمام بالأمن الغذائي إذ بدونه تلك الخطوة غير ممكنة وخاصة موقع الأقليم الجغرافي المغلق بالأعداء وكذلك غياب التصنيع العسكري وإنتشار الفساد مع ذلك قمت بخطوة الإستفتاء فصوت الشعب بالأغلبية الساحقة وكما كان متوقعا ، والآن وبين ليلة وضحاها فقد الأقليم قلب كوردستان وشنكَار والحبل على الجرار فالآن الشعب يتسائل لماذا أقدمت على تلك الخطوة على الرغم من الموقف المحلي والدولي المعلن ؟ وإذا كانت هناك إتفاقات سرية وفي الخفاء فلنا تجربة مع نكسة ١٩٧٥ وعالقة في الأذهان ، وحتى لو تم إعلان الإستقلال ولكن بدون أسس بقائها فإنها لن تدوم طويلاً وأذكركم بمقال أشرت فيه وحذرت من هكذا خطوة وبتأريخ ١٨ـ٦ـ٢٠١٧ ونشر في صوت كوردستان وصوت العراق وموقع عينكاوة وخبر٢٤وإليكم ما جاء فيه:
الإستقلال ليس لعبة عيال
كثيرا ما يتم الحديث عن الإستفتاء والإستقلال هذه الأيام ، فمن المعروف أن حق تقرير المصير هو مصطلح في القانون الدولي يعني منح الشعب أو السكان المحليين إمكانية أن يقرروا شكل السلطة التي يريدونها وطريقة تحقيقها بشكل حر وبدون تدخل خارجي ـ
من المؤكد أن الأغلبية الساحقة من سكان الأقليم هم مع الإستقلال ولكن لا بد من التمهيد للمرحلة ومن البديهي أن يكون هناك حد أدنى من العوامل والأسس الراسخة لكي نعتمد عليها عند الإستقلال وأهم هذه الشروط :وحدة الصف والكلمة وترتيب البيت الكوردي من الخلافات وهي مسألة في منتهى البساطة لو وجدت النية الخالصة والمخلصة لأماني ومتطلبات الشعب الذي ضحى بالكثير للوصول إلى الهدف المنشود لدى القيادات لبعض
الأحزاب المتنفذة في المنطقة وتخليها عن المنافع الشخصية ولا أقول الحزبية لعدم إيمان تلك القيادات بالأحزاب ولا بالشعب فمن يؤمن بحزب أو شعب لايمكنه أن يستغلهم لمصالحه الشخصية أو مصلحة مجموعة من المقربين والمطبلين وجمع الأموال الطائلة فأي سياسي أصبح ثريا بحكم منصبه فإنه لا بد أن يكون فاسدا ـ
بعد هذه الخطوة يمكن الحديث عن وضع اللبنات الأولى لتأسيس كيان دولة وهو الأمن الغذائي والإكتفاء الذاتي
فأرض كوردستان ومياهها كفيلة بتأمين ذلك لو بدأ العمل الجدي والأمين في هذا الإتجاه ـ
النقطة الأخرى هي الإهتمام بالتصنيع وخاصة العسكري لسد حاجات المواطنين والجيش في حال وقوع حصار كما حدث في دولة قطر مؤخرا على الرغم من الوضع المختلف بين الحالتين فهناك دول تساند قطر ولها منافذ بحرية لا كما في أقليم كوردستان ـ
آفة الفساد وسوء التصرف بالأموال الضخمة التي دخلت أقليم كوردستان من الكمارك وبيع البترول أدت إلى إفلا س الخزينة وحتى عدم دفع رواتب المواطنين أو دفع قسم منها مثل هذه الحالة لا تساعد بإقامة دولة مستقلة وبما تعنيه من كلمة ـ
طبعا هناك حلول لهذه المشاكل لو كان في الأقليم ديمقراطية لكشف الخلل وقانون لمعاقبة وردع المخالفين وحجز الأموال المنقولة وغير المنقولة للمختلسين والفسدة وماوضعوه في البنوك وشراء العقارات في الخارج والتي تقدر بالمليارت ـ
وكذلك كان لا بد من مفاتحة الجهات المتنفذة في السياسة الدولية وعلى الأقل معرفة نواياها من عملية الإستقلال لا أن تقوم بخطوة غير مدروسة نتائجها حتما ستكون عكسية كما نرى الآن أكثرية الدول ذات الصلة والوزن قد أبدت رفضها أو عدم أرتياحها حتى من مسألة الإستفتاء الذي لا معنى له إذا لم يقترن بالإستقلال ـ

هذه الأمور البديهية لإقامة دولة مستقلة هي غائبة عن المشهد الكوردي في الوقت الحاضر فقبل عامين أردت جس نبض أحد المسؤولين الأوربيين قُبَيلَ عقد إحدى المؤتمرات حول الشعب الكوردي ، فقلت له لقد قسمتم أرض كوردستان فقال نعم ، فقلت له وبعد ذلك تؤيدون أحزاب كوردية للحفاظ على ذلك التقسيم ، فأجاب نعم وإثناء الندوة وأمام جميع الحضور قال بأنه في وقته منعنا إقامة دولة كوردية لأنها كانت ستكون قوية جداً !!ـ
فإذا كان الرأي الدولي ضد إقامة دولة كوردية وأحزابنا المتحكمة لا تستطيع ترتيب البيت الداخلي ومنهمكة بجمع الأموال والإحتفاظ بالمناصب والكراسي وليست هناك بادرة واحدة لوضع الحجر الأساسي لبناء الدولة فلماذا يتحدثون عن الإستقلال ؟ هل هي لعبةعيال ؟ ـ
فبدلا من حتى إعلان الإستقلال نخسر كل هذه المناطق وبدون أدنى مقاومة لقد فشلت يا سيادة الرئيس فعليك الإعتذار والتنحي على أقل تقدير ٠
شيرزاد زين العابدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here