مقترحات لحل ازمة الاستفتاء الكردي

بقلم: الدكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي

لاشك بان هناك صراع بين بعض الأحزاب والقيادات الكردية وبين الحكومة المركزية وسعي من قبل هذه القيادات للانفصال عن البلد الام وتشكيل دويلة صغيرة محاطة بمخاطر كبيرة. الاستفتاء الذي أجرته هذه القيادات أدى الى عواقب كبيره تنتظرها عواقب اكبر واخطر والدليل هو ما يجري في كركوك وغيرها.

اليوم تتعالى أصوات من كلا الجانبين لكي تؤجج الوضع بدعوتها للحرب واستخدام القوة وهذا ليس خطأ جسيماً فحسب بل هو عين ما يريده الأعداء المعروفين.

هناك طرق عديدة لحل الخلافات والتي تقسم بناءاً على نتائجها الى أربعة أنواع حسب ما يجنيه الطرفين وهي: المكسب/الخسارة وفيها طرف يكسب والأخر يخسر والخسارة/المكسب والتي ينعكس بها الامر والخسارة/الخسارة وفيها يخسر الطرفين والمكسب/المكسب وفيها يكسب الطرفين. ومن الواضح هو ان الحرب هي ما يؤدي الى أسوأ النتائج المرتبطة بنوع الخسارة/الخسارة والتي يخسر بها الطرفين والشعبين وهي التي يقع بها الذين يستخدمون جزء من ادمغتهم الخاص بالعاطفة اكثر من الجزء الذي يمنح التفكير والحكمة والاستنباط والتواصل الصحيح.

ان حل الخسارة/الخسارة لايحتاج الى شيء فهو ببساطة ينتج عن التعنت ودفع الناس للاقتتال وعدم التراجع عن الأسباب والمسببات وعدم تحكيم العقل وتغليب العاطفة والانا الكارثية التي قد تجلب المصائب للأشخاص والشعوب. اما حل المكسب/المكسب فهو الذي يجب ان يسعى اليه الطرفان وهو لايمكن ان يتم الا بتقديم التنازلات خاصة تلك التي تسببت بالازمة وعلى الجانب الاخر مراعاة تحقيق ذلك المبدأ للجانبين اذ يجب ان لايكون طرفاً خاسراً واخر رابحاً بل الاثنين رابحان. هذا النوع من الحلول ليس سهلاً ولكنه حين يبدأ بالنضوج ويستشعره الطرفان يزداد نحوه الحماس ويتسارع بالارتقاء نحو تحقيق النصر لكلا الطرفين وهنا نعني بالطرفين الاكراد وغيرهم من عراقيين كالعرب والتركمان وغيرهم.

اننا نقترح مايلي لحل هذه الازمة:

أولا: عدم استخدام تلك الازمة لتحقيق مكاسب من طرف على الطرف الاخر

ثانيا: إيقاف التصريحات العدائية واستبدالها بتصحيح الذات من الداخل لكلا الطرفين

ثالثاً: عدم الدعوة للتدخل الخارجي لانه سيزيد المشكلة تعقيداً ولابأس من تدخل اطراف داخلية من العراق

رابعاً: ان الانا والشيطان والاعداء سوف يدفعون للتعنت بالتمسك بالاستفتاء وهو الذي تسبب بتفعيل الازمة

خامساً: ان كل من الحكومة المركزية وحكومة الاقليم استأنست بتدخل مرجعية السيد علي السيستاني وهو تدخل يمكن تفعيله من قبل تلك الأطراف الثلاثة لخدمة الصالح العام

سادساً: بعد كل هذا الدخول بمباحثات تعتمد الأسلوب الذي ذكرناه (المكسب:المكسب) ويشمل كل شيء ويعتمد على مبدأ التكاتف وذلك بالاعتراف بالاختلافات وكيفية توضيفها لتحقيق الربح للطرفين

سابعاً: على الحكومة المركزية تقع مسؤولية محاربة الفساد الذي أوصل الحالة لما هي عليه كسبب رئيسي

ثامناً: في الاختلافات تحكيم الدستور والقضاء ومن خلالهما وضع خارطة طريق فاذا كان الدستور يقر الاستفتاء او القضاء تم اخذه واذا كان العكس تم رفضه باتفاق الطرفين

تاسعاً: تركيز الحكومة علـى إعادة الاعمار في انحاء البلد في مرحلة ما بعد داعش الوشيكة بما في ذلك إعادة الاستقرار والمهجرين لديارهم

عاشراً: التوجه ولو التدريجي لالغاء مبدأ المحاصصة الطائفية التي هي الأخرى تسببت بهذه الكوارث

هذا وعلى الشعب العراقي ان لاينجر للاقتتال سواء منه الشعب الكردي او العربي لانه سيكون الخاسر الأوحد وسوف يدمر ما بناه مرة أخرى … وعلى الشعب ان يعيش في وطن واحد دون مسميات مذهبية او عرقية او قومية وان يفهم ان التنوع قوة وليس ضعفاً فالدول العظمى اليوم هي تلك التي تمتلك مكونات متعددة تعيش بشكل متكامل وسلمي مع بعضها البعض

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here