معصوم حمل إلى بغداد مقترحاً لنشر “الفوج الرئاسي” في محيط كركوك

بغداد / وائل نعمة

عاد الهدوء الى مدينة كركوك، أمس الثلاثاء، بعد يوم واحد من الاحداث المفاجئة والسريعة التي انتهت بانسحاب قوات البيشمركة وانتشار القوات الاتحادية داخل المدينة.
وحلّت أفواج من الشرطة الاتحادية والمحلية بدلاً من القوات الكردية، في وقت استغلت مجاميع من داعش انسحاب البيشمركة لشن هجوم محدود على بلدة تقع شمال غرب كركوك.
وكسر التنظيم المتطرف معتقلات البيشمركة في قضاء الدبس ليفرج عن المئات من مسلحيه الذين سلّموا أنفسهم الى القوات الكردية بعد فرارهم من الحويجة.
ولم يتضح حتى الآن مصير إدارة كركوك بعد الاحداث الاخيرة التي شهدتها. ويؤكد قيادي في البيشمركة ان العملية العسكرية الاخيرة تجاوزت الأهداف المعلنة من بغداد.
وكانت بغداد قد أعلنت، قبل عملية الانتشار في كركوك، بأنها تريد عودة قوات البيشمركة الى حدود ما قابل 2014. وسيطرت القوات الاتحادية، يوم الإثنين، على مبنى محافظة كركوك من دون اشتباكات بعد استعادتها مواقع مهمة بينها حقول نفطية.
انتشار الشرطة المحليّة
ويؤكد نجاة حسين، عضو مجلس كركوك، أن “الاوضاع هادئة في المدينة، وأن الكثير من العوائل الفارة قد عادت”.
وقال المسؤول المحلي، في تصريح لـ(المدى) أمس، إن “بعض الجهات بثت الرعب بين السكان الكرد بعد دخول القوات الاتحادية مما أدى الى خروجهم من المدينة”.
وعلى الرغم من التطمينات الحكومية لأهالي كركوك إلا أن أغلب الاحياء الكردية قد خلت من السكان. وشوهدت، يوم الاحد، طوابير طويلة من العوائل الفارّة على مداخل مدن إقليم كردستان.
ودعا محافظ كركوك وكالة راكان الجبوري، يوم الإثنين، العوائل التي غادرت المحافظة الى العودة الى منازلها. وشدد على ضرورة تكثيف دوريات الشرطة للحفاظ على الامن.
بدوره قال أحمد خورشيد، وهو قيادي في الحشد العشائري غرب كركوك، في اتصال مع (المدى) ان “القوات الاتحادية والشرطة المحلية تنتشران الآن في كركوك بدلا من قوات البيشمركة”.
وكانت مديرية شرطة كركوك قد أعلنت، مساء الإثنين، عن فرض حظر مسائي للتجوال انتهى بحلول صباح أمس الثلاثاء.
من جهته يؤكد وستا رسول، القيادي في البيشمركة، انسحاب القوات الكردية بالكامل من مدينة كركوك.
وقال القيادي في البيشمركة في اتصال هاتفي أمس مع (المدى) انه “لم تصدر أوامر حتى الآن بعودة قواتنا
الى كركوك”.
مستقبل كركوك
ولم تتكشف حتى الآن الطريقة التي تنوي بغداد ستتعامل بها مع ملفّ إدارة مدينة كركوك بعد الاحداث الاخيرة. ويقول وستا رسول ان “القوات العراقية تجاوزت حدود ما قابل 2014 وصارت قريبة من الخطوط السابقة مع نظام صدام”.
بدوره يقول النائب عرفات كرم، رئيس كتلة الديمقراطي الكردستاني البرلمانية، “لانعرف كيف ستكون الاوضاع في كركوك، نطمح إلى أن نجري حوارات مع بغداد لحقن الدماء ورسم صورة المرحلة المقبلة”.
ويؤكد كرم، في حديث لـ(المدى) يوم أمس، أن “هناك رغبة دولية تدفع الى إجراء الحوار”، لكنه يقول إن “بغداد لم تنتظر حتى قراءة رسالة رئيس الجمهورية وقامت باقتحام كركوك بالتواطؤ مع بعض قيادات حزب الاتحاد وبقيادة الحرس الثوري الإيراني”.
وكانت القيادة الكردية، بحسب مسؤول كردي مطلع تحدث لـ(المدى) أمس، تنتظر رد بغداد على النقاط الخمسة التي حملها رئيس الجمهورية فؤاد معصوم الى الحكومة، وليس لاستقبال قوات عسكرية.
وأوضح المسؤول المطلع، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن اجتماع دوكان، الذي عقد قبل ساعات من دخول القوات الاتحادية الى كركوك، “كان قد دعا إليه حزب الاتحاد الوطني، وقال بافل طالباني نجل الرئيس الراحل جلال طالباني في الاجتماع، بأن هناك اتفاقاً مع هادي العامري برعاية قاسم سليماني بالعودة الى حدود ما قبل 10 حزيران 2014”.
وأضاف المسؤول المطلع أن “طالباني غيّر كلامه في الاجتماع وقال، بعد سؤاله عن كيفية إجراء حوارات منفردة مع العامري من دون بقية القوى الكردية، بانه (اقتراح وليس اتفاقاً)”.
ويؤكد المسؤول الكردي المطلع ان “رئيس الإقليم مسعود بارزاني لم يكن يعارض ترك البيشمركة لمواقعها، لكنه طلب وضع ترتيبات لمراسيم التسلّم والتسليم”.
وكانت الورقة التي أرسلت بيد رئيس الجمهورية، ولم تصل الى بغداد، تحمل آليات مقترحة لإجراء التسليم.
هجوم الدبس
وعن تفاصيل الورقة التي أرسلها اجتماع دوكان، قال المصدر المقرب من القيادات الكردية ان “الرسالة كانت تقترح قيام الفوج الرئاسي بالانتشار في مواقع البيشمركة ، لكن الهجوم على كركوك سبق كل شيء”.
في هذه الاثناء، استغل تنظيم داعش الفراغ الامني الذي أعقب انسحاب البيشمركة المفاجئ من كركوك، لاسيما في المناطق القريبة من الحوجية التي تحررت مطلع الشهر الجاري.
وقال مزهر العاصي، القيادي في حشد الحويجة، إن “نحو 15 عنصراً من داعش هاجموا قضاء الدبس، مساء الإثنين، لكن العشائر استطاعت صد الهجوم وقتل أغلب المهاجمين”
وأوضح القيادي في الحشد، في اتصال مع (المدى)، ان “المسلحين كانوا مختبئين في بعض المناطق الرخوة في قضاء الدبس، وهناك مسلحون آخرون فروا من المعتقلات الكردية بعد انسحاب البيشمركة”.
وبعد وقت قصير، وصلت وحدات من قوات مكافحة الارهاب، واستطاعت إعادة السيطرة على القضاء بالتعاون مع العشائر. لكن العاصي يحذر من وجود “مسلحين لداعش ما زالوا طلقاء ممن هربوا من السجون”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here