إلى متى يقلّد ضحايانا الحاليون جلادينا الغابرين ويتطبعون بطبعهم القاسي ؟!

إلى متى يقلّد ضحايانا الحاليون جلادينا الغابرين ويتطبعون بطبعهم القاسي ؟!

كإنما بعض ضحايانا السابقين و الحاليين أو أغلبهم المتواجدين في شرقنا التعيس يتطبعون بطبع جلاديهم الغابرين ، فيتطبعون بنفس طبعهم أو أسوأ من ذلك أحيانا ، فيتطبعون سلوكا ، ونهجا ، وممارسة ، و تقليدا للقسوة والطاووسية والنرجسية والفخفخة الفارغة والتشبث بالكراسي المخملية الباذخة ، بل يصّرون إصرارا دائما و متواصلا على ارتكاب ذات أخطاء كارثية مماثلة و مدمرة لحياة البلاد والعباد ، ومن ثم التشبث اللاهث بالعناد المستميت على تصوير الهزيمة انتصارا ، والخراب ازدهارا ، والتسبب بالفجيعة والمآسي والمعاناة للناس و إبرازها و كأنها سعادة ورفاهية وبهجة مطلقة ، و تصوير حالات اليأس والإحباط التي تسببوا هم في إيجادها ، تصويرها وعودا وردية لمستقبل باهر وجميل ، بينما ذلك المستقبل ينذر محمّلا بغيوم كالحة ومعتمة شزرة ، و من ثم المضي قدما في توزيع الأوهام على الناس البسطاء بهدف خداعهم و تضليلهم ليستمروا في تكريس نفس الواقع البائس والممض الخاسئ ، و كل ذلك حفاظا على سلطاتهم و على أمتيازات أفراد عائلاتهم الذين أصبحوا بين ليلة وضحاها من ملوك و أمراء صغار جالسين بقرب مصادر و منابع المال العام ، ليغرفوا منها ما يحلوا لهم ويطلب جشعهم وطمعهم اللذان لا يعرفان حدودا ..
إنه ضرب من ضروب حالات سيكولوجية طاغية أخطر ما فيها إنها تسعى منتشرة لتكاد أن تكون حالة عامة بكل خللها وعطبها ونكوصها الوخيم والخطير ..
و ربما لهذا السبب يمكن القول :
ــ أن طغاة و جلادين قدماء يعودون من قبورهم بين حين و آخر ، ولكن على شكل و هيئة ضحايا قدماء أو جدد لا زالوا أحياء يرزقون نشاطا وتحكما و هيمنة في مواقع سلطة وحكم ، ولكن كمعاول لخراب ودمار.

مهدي قاسم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here