التحالف الدولي يبذل مساعيه للتقريب بين بغداد وأربيل

 ترجمة / حامد أحمد

كشف مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، أمس، أن الولايات المتحدة قد تدرس قراراً بإيقاف برنامجها الضخم لتدريب وتجهيز القوات العراقية إذا ما استمر الجيش بهجماته ضد القوات الكردية شمال العراق.

وكانت القوات العراقية المدربة والمسلحة أميركيّاً قد دخلت، صباح الإثنين، مدينة كركوك رداً على الاستفتاء الذي أجرته حكومة الإقليم في 25 أيلول الماضي. ووردت أنباء عن حدوث تبادل إطلاق النار بين قوات البيشمركة والقوات العراقية أثناء تقدم الاخيرة صوب كركوك.
وأصدرت قيادة قوات التحالف ضد داعش في العراق بياناً، الإثنين، حثت فيه أطراف النزاع باللجوء الى الحوار وعدم التصعيد. في حين صدر بيان عن السفارة العراقية في واشنطن ذكرت فيه “أن نشر بغداد لقواتها الاتحادية في كركوك هو إجراء قانوني ودستوري اتخذ بالتنسيق مع القوات الامنية المحلية لمدينة كركوك”. وقال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل روب ماننغ إنه “لم تكن هناك أي مشاركة للقوات الأميركية في عمليات كركوك رغم أن مستشارين عسكريين أميركان كانوا متواجدين الى مقربة من المدينة، وهم متواجدون هناك منذ أشهر لمساعدة القوات العراقية في حربها ضد داعش”.
وأضاف الكولونيل ماننغ ان القادة الاميركان في العراق ينسقون مع القوتين العراقية والكردية في محاولة لجلبهما الى طاولة التحاور، لكن إذا لم تخفف القوات العراقية من هجماتها فهناك احتمال يمكن ان يحدث وهو إيقاف الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للقوات العراقية من تدريب وتجهيز. واستدرك بالقول “أنا لا أنظر بالتحديد لهذا الخيار، ولكن أقول بأننا ننظر في جميع الخيارات التي لدينا”.
ويتواجد حالياً في العراق أكثر من 5 آلاف جندي آميركي بضمنهم المستشارون العسكريون الذين يقومون بتقديم المشورة والمساعدة لوحدات القوات العراقية المتواجدة عند خطوط القتال الامامية مع داعش، فضلاً عن الإسناد الجوي والاستخباري الاميركي الذي كان عاملاً أساسياً في القضاء على داعش في الموصل في وقت سابق من هذا العام.
واستناداً لمعلومات جمعها مركز رصد المساعدات الأمنية، وهو برنامج تابع لمركز السياسة الدولية، فإن مبيعات الأسلحة الاميركية للعراق منذ 11 أيلول 2001 وطوال عام 2015 وصلت الى ما يقارب من 26 مليار دولار. وأعلن عن صفقات بيع أسلحة بمبلغ 4.8 مليار دولار خلال عامي 2016 و2017.
من جانبه، حذر رئيس لجنة الخدمات العسكرية في الكونغرس السيناتور الجمهوري جون مكين، في بيان له أمس، من حدوث “عواقب وخيمة” إذا ما كانت الأسلحة المجهزة للعراق من قبل أميركا لمحاربة داعش أن يسوء استخدامها من قبل القوات العراقية في صدامات مع القوات الكردية في شمال العراق.
وقال مكين إن “الولايات المتحدة قد وفرت للحكومة العراقية تجهيزات عسكرية وتدريب من أجل محاربة داعش وحماية بلدها من التهديدات الخارجية، وليس لمهاجمة جهة ضمن حكومة إقليمية في أرضها التي تعتبر أيضا حليفاً وشريكاً حيوياً للولايات المتحدة لا يمكن ارتكاب خطأ في هذا المجال، ستكون هناك عواقب وخيمة إذا ما استمررنا برؤية سلاح أميركي يساء استخدامه بهذا الشكل”.
وتقول الخبيرة راشيل ستوهل، من مركز ثينك تانك للتحليلات، ان هناك مخاطر محسوبة عندما تكون هناك تجهيزات عسكرية اميركية لحليف يخوض حرب مكافحة
إرهاب.
وقالت ستوهل في حديث لصحيفة ديفينس نيوز الأميركية: “إنه وضع معقد جدا. لأنه إذا أعطيت أسلحة لبلد أو مجموعة فإنك لاتستطيع ان تسيطر على اختيارهم في كيفية استخدامها. قد نكون أعطينا أسلحة لجهة تحارب الإرهاب، ولكن اذا حصل صراع مسلح آخر فإنه من المحتمل ان يستخدموه في هذه الحالات”.

 عن: صحيفة ديفينس نيوز

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here