قيادي في البيشمركة: لا تنسيق لانتشار القوّات الاتحاديّة في 4 محافظات

 بغداد / وائل نعمة

أكد مسؤول رفيع في قوات البيشمركة عدم وجود اتفاق سابق مع القيادة العسكرية العراقية يتضمن انسحاب القوات الكردية من المناطق التي سيطر عليها بعد تاريخ 10 حزيران 2014.
وكشف المسؤول أنّ الانتشار الأخير للقوات الاتحادية، في أطراف حدود إقليم كردستان، تجري بشكل فوضوي ومن دون تنسيق مع البيشمركة.

وأوضح المسؤول الكردي أنّ القوات الاتحادية مستمرة بـ”التمدُّد” في تلك المناطق وتقترب من ترسيم الحدود السابقة في عهد النظام البعثي، نفاياً وجود أي لجنة لرسم مناطق التماس بين الطرفين أو إدارة المناطق المتنازع عليها.

من جهتها أكدت الحكومة العراقية العمل على وفق قاعدة دستورية توضح حدود سلطة الإقليم على مناطق شمال البلاد، بالاضافة الى وجود اتفاق سابق يؤكد أنّ حركة القوات الكردية في الحرب ضد داعش مؤقتة.
ودعا المتحدث باسم الحكومة العراقية القوات الكردية الى التعاون في إدارة المناطق المختلطة، مؤكداً أنّ بغداد لاتنوي التصادم مع البيشمركة.
وأعلنت القوات العراقية، أمس الأربعاء، أنها أكملت عملية “فرض الأمن” في كركوك، الأمر الذي أتاح استعادة السيطرة على مناطق كانت بيد قوات البشمركة الكردية في كل من كركوك وديالى ونينوى.
وأكد بيان عن قيادة عمليات فرض الأمن في كركوك “إكمال فرض الأمن لما تبقى من كركوك وشملت قضاء الدبس وناحية الملتقى، وحقل خباز وحقل باي حسن الشمالي وباي حسن الجنوبي”.
وأضاف “أما باقي المناطق، فقد تمت إعادة الانتشار والسيطرة على خانقين وجلولاء في (محافظة) ديالى، وكذلك إعادة الانتشار والسيطرة على قضاء مخمور وبعشيقة وسد الموصل وناحية العوينات وقضاء سنجار وناحية ربيعة وبعض المناطق في سهل نينوى في محافظة نينوى”.
وبدأت القوات الحكومية ليلة الأحد/ الإثنين عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على مناطق متنازع عليها مع الجانب الكردي الذي سيطر عليها بعد حزيران 2014. وحددت القوات الاتحادية عدة أهداف، أبرزها استعادة الحقول النفطية ومطار وقاعدة عسكريين.
واندفعت القوات الاتحادية سريعاً الى داخل مدينة كركوك ما دفع القوات الكردية الى الانسحاب من مواقعها، بعد اشتباكات عنيفة عند المدخل الجنوبي للمدينة.
واعتبر رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، الثلاثاء، انسحاب قوات البيشمركة من كركوك بأنه جاء “نتيجة لقرار انفرادي” اتخذه بعض الأفراد التابعين لجهة سياسية داخلية في كردستان.

انتشار فردي
من جهته قال الفريق جبار ياور، أمين عام وزارة البيشمركة، إن “عملية انتشار الأخيرة للقوات العراقية تجري من دون لجان مشتركة أو تنسيق معنا”.
وأضاف ياور، في لقاء هاتفي مع (المدى) أمس، “دعوت الحكومة في بغداد، قبل اندلاع الازمة الاخيرة، إلى تشكيل لجنة خاصة لوضع خطوط التماس بين الطرفين لكن ذلك لم يحدث”.
وأكد القيادي البارز في البيشمركة أنّ “القوات الاتحادية تأتي لوحدها الى المناطق المتنازع عليها وتنتشر وتتعامل مع تلك المناطق لوحدها، من دون أي اتفاق معنا”.
وتوجّه أطراف كردية أصابع الاتهام لأحد أجنحة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بتسليم المناطق الكردية الى القوات الاتحادية بالاتفاق مع الحرس الثوري الإيراني.
وبحسب المعطيات الميدانية، يؤكد ياور أن “القوات الاتحادية تتمدد وتكاد تصل الى الحدود التي سبقت عام 2003”.
ويتابع المسؤول في وزارة البيشمركة أن “القوات الاتحادية تتقدم كل يوم في الاراضي المتنازع عليها، وأمس كانت القوات تتحرك في بعشيقة وفي ربيعة باتجاه الحدود ولم تتوقف”.
ويقول المسؤول العسكري إن “ذلك يحدث بصورة غير منظمة، خاصة أن طول الشريط الذي يحدد المناطق المتنازع عليها يبلغ 1000 كم ، يمتد من خانقين الى سد الموصل”. وأبرمت بغداد وأربيل اتفاقا، نهاية العام الماضي، لتنسيق عملية تحرير الموصل بين القوات الاتحادية والبيشمركة. وقاتل الطرفان لأول مرة منذ بداية عمليات التحرير في منتصف 2015، جنباً الى جنب. وعن تفاصيل ما حدث قبل عملية تحرير الموصل، التي انطلقت في تشرين الاول 2016، يقول الفريق جبار ياور “لم يكن هناك اتفاق مكتوب أو موقع من جهات رسمية حول ما سيجري بعد استعادة الاراضي المحتلة من داعش”.
وأضاف ياور “كانت هناك خرائط فقط، وتنسيق عن أماكن انتشار قوات البيشمركة والقوات العراقية”. واستدرك “يوجد اتفاق شفوي على أن تعود المناطق التي تحرر بعد مدينة الموصل الى السلطة الاتحادية”.
ويؤكد القيادي في وزارة البيشمركة ان “الانتشار العسكري الآن يتجاوز مدينة الموصل الى مدن في نينوى وكركوك وصلاح الدين وديالى”.
وقال رئيس إقليم كردستان، في رسالة وجهها الى الرأي العام يوم الثلاثاء، “تحوّل خط التماس الذي تم الاتفاق عليه قبل عملية تحرير الموصل في 2016/10/17 بين بغداد وأربيل الى أساس للتفاهم حول كيفية نشر القوات العراقية والقوات في إقليم كردستان”.
بدوره يؤكد محمد مهدي البياتي، قائد محور الشمال في منظمة بدر، أن “الهدف من انتشار القوات الاتحادية كان لضبط الامن الذي انفلت في كركوك إلى حد ما”.
وأضاف البياتي، في تصريح لـ(المدى) أمس، أن “انتشار القوات في المناطق المتنازع عليها، لم تتجاوز حدود ماقبل عام 2014″، مشيراً الى أن “عمليات دجلة تقود الامن في كركوك، وهناك مقر جوال للجيش في طوزخرماتو”.
وتراجعت قوات البيشمركة بالكامل من كركوك إلى أطراف الطوز. ويقول الفريق جبار ياور ان “مدينة كركوك الآن بيد القوات العراقية ولايوجد اتفاق على كيفية الإدارة السياسية أو الأمنية هناك”.

حدود الدستور
بالمقابل يقول سعد الحديثي، المتحدث باسم الحكومة العراقية، إن “انتشار القوات الاتحادية جاء على وفق المادة 143 في الدستور العراقي التي تحدد الصلاحيات الاتحادية”.
وقال الحديثي، في اتصال مع (المدى) أمس، ان “المادة الدستورية تحدد سلطة الإقليم للمناطق التي كان يشرف عليها قبل تاريخ 19/3/2003، وأي تمدد خارج هذه الاراضي يعتبر غير قانوني”.
وأكد المتحدث الحكومي أن “هناك اتفاقاً سبق معركة الموصل، يؤكد أن أي حركة عسكرية لقوات البيشمركة تعتبر مؤقتة”.
بالمقابل شدد الحديثي على ان “الحكومة لاتريد الصدام مع البيشمركة، ودعتهم الى المشاركة في إدارة المناطق المتنازع عليها”.
وفي تطور تحركات القوات الاتحادية، أكد سعيد مموزيني، القيادي في مكتب الديمقراطي الكردستاني بالموصل، أن “القوات الاتحادية سيطرت على مدينة بعشيقة، وانسحبت البيشمركة الى الجبل عبر منطقة نوران، كذلك سيطر الكرد الإيزيديون على سنجار، والبيشمركة رجعت الى جبل سنجار”.
وكشف مموزيني، في حديث مع (المدى) أمس، أن “هناك إدارة مشتركة لسد الموصل، بينما سلم البيشمركة ناحية ومنفذ ربيعة باعتبارها مناطق عربية”.
إلى ذلك أكد زاهد الدلوي، العضو الكردي في مجلس محافظة ديالى، “انسحاب قوات البيشمركة من ناحية جلولاء وقضاء خانقين”، مشيراً الى “وجود نقاط مشتركة بين القوات الكردية والاتحادية في مخرج خانقين باتجاه كلار”.
وكشف الدلوي، في اتصال مع (المدى) أمس، أن “انتشار القوات الاتحادية في تلك المناطق قابلته عملية نزوح عدد من العوائل خاصة في قضاء خانقين باتجاه مدن كردستان”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here