معصوم: الاستفتاء أحدث انقساماً بين قوى إقليم كردستان

اعتبر رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، أمس، أنّ بسط السلطة الاتحادية على المناطق المتنازع عليها لايتنافى مع الطبيعة الدستورية لمهام قوات البيشمركة في حفظ الامن. وأكد معصوم أن قرار الاستفتاء، الذي وصفه بـ”الأحادي”، تسبب بأزمة خطيرة بين بغداد وأربيل فضلاً عن الخلافات التي أثارها بين القوى الكردستانية. وقال معصوم، في كلمة متلفزة أمس وتابعتها (المدى)، إن “محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها، شهدت خلال الساعات الماضية أحداثاً عسكرية وسياسية استثنائية إثر قيام القوات الأمنية الاتحادية باستعادة السيطرة على المواقع الستراتيجية العسكرية والنفطية والمؤسسات الحكومية الرئيسية في المحافظة والتي كان معظمها تحت إشراف قوات البيشمركة طيلة السنوات اللاحقة لتصديها المشهود في حزيران من عام 2014 لعصابات داعش الإجرامية”.

وأضاف رئيس الجمهورية إن “استمرار الإشراف الأمني لقوات البيشمركة على كركوك، لم يكن يتعارض مع الدستور، باعتبارها جزءاً رئيسياً من المنظومة الدفاعية الوطنية العراقية على وفق الدستور ومكلفة بدعم القوات العراقية للدفاع عن سيادة وأمن البلاد، إلى جانب مهمتها الأساسية في حماية إقليم كردستان”. واستدرك معصوم بالقول “بيد أنّ إجراء الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان عن العراق أثار خلافات خطيرة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، كما بين القوى السياسية الكردستانية ذاتها، أفضت إلى عودة القوات الأمنية الاتحادية إلى السيطرة المباشرة على كركوك، من دون أن يعني ذلك تغييراً في الطبيعة الدستورية والوظيفية لقوات البيشمركة ومهامها باعتبارها جزءاً من المنظومة الدفاعية الوطنية العراقية”. وتابع رئيس الجمهورية “إننا ومن هذا المنطلق، بذلنا خلال الفترة المهمة الماضية محاولات مضنية وجهوداً جسيمة، من أجل التوصل إلى حل أو على الأقل تخفيف، الأزمة الخطيرة التي اندلعت بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، بسبب إصرار الأخيرة من طرف واحد على إجراء الاستفتاء وقد واجهنا بقوة جميع التحديات والتجاوزات، مؤكدين على تمسكنا الثابت والقوي بأولوية الدستور وبوحدة وسيادة العراق”.
ودعا معصوم، إلى”أننا إذ نهيب بأبناء شعبنا في كركوك احترام سلطة القانون والدولة وندعوهم إلى العودة إلى ممارسة أعمالهم وحياتهم الطبيعية مع التمسك بضبط النفس في هذه الظروف، ونوجه قواتنا الأمنية كافة إلى عدم المساس بحقوق وكرامة أي من أفراد البيشمركة والموظفين والسكان الكرد أو سواهم في كركوك والإسراع بتوفير ضمانات عودة سريعة وكريمة وآمنة للمواطنين الكركوكيين من الذين اضطروا إلى مغادرة بيوتهم بسبب الأعمال العسكرية ومترتباتها”.
وشدد رئيس الجمهورية، على “لزوم مضاعفة الجهود من أجل عودة أطراف الخلاف إلى حوار عاجل ومخلص لحل المشاكل السياسية والإدارية المترتبة عن هذه التطورات على أساس التمسك بالدستور والقانون بما يحفظ حقوق الجميع”، محذراً من “خطورة ترك الخلافات تتفاقم إلى نزاعات أشد وأعمق مما سيضرّ الجميع من دون استثناء، فضلاً عن نتائجها المدمرة على مستقبل العراقيين جميعاً”.
واختتم رئيس الجمهورية كلمته “إذ نثمّن بتقدير بالغ دعوة سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني إلى الالتزام بالدستور نصاً وروحاً والاحتكام إليه لحل جميع الخلافات الداخلية، نأمل واثقين أن يراعي الجميع كل ذلك وأن يسعوا معاً من أجل عمل جاد ومثابر على ضبط النفس لإتاحة الجو المناسب لحوار سلمي ديمقراطي ودستوري”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here