هل حان الوقت لتحرر الكورد من الهيمنة البرزانية؟

26 عاما’وانت تعيش شبه مستقل عن بقية اراضي العراق’والتي كانت تقبع تحت اقسى انواع الحصار
بينما انت ومن تحكمهم في امان واستقرار
’تصلك حصتك كاملة دون اية معوقات’
وذلك لانك كنت تحت حماية اقوى دولة في العالم!
ثم 14 عاما وانت تتحكم في العملية السياسية وتقود دولة داخل دولة
استغليت ضعف حكام العراق’الجدد وتفاهتهم ابشع استغلال
سايرتهم في مؤامراتهم’وفسادهم وعقدت معهم صفقات مشبوهة’
خصوصا عندما ساندت نوري المالكي’
والذي اغتصب الحكم في دورته الثانية’
وكلها من اجل حصد اكبر كمية من الغنائم غير المشروعة
اشرفتم على كتابة الدستور
’وتجاوزتم على حقوق بقية العراقيين’وضمنتموه فقرات تجعله رهن ارادتكم’ومسايرلمصالحكم
عندما فرضتم رفض اية فقرة او قانون ان رفضته اغلبية ثلثي ثلاثة محافظات!
وذلك توصيف لمحافظات كردستان الثلاثة
14 عاما وانتم تشاركون الحكومة’اعلى المناصب السياسية والادارية’خصوصا رئاسة الجمهورية’اضافة الى وزارات حساسة سيادية’
كالخارجية والمالية’والتي ترأسها خالك’السيد هوشيارالزيباري
خصوصا الخارجية والتي جعلت السفارات العراقية وكأنها تمثل دولة كردية14
عاما’والمواطن العراقي غيرالكردي’لايستطيع الدخول الى كردستان العراق
’الا بعد الحصول على اذن
وهواصعب من اجرائات منح فيزا من دولة مستقلة
ناهيك عن عدم امكانية ممارسة اي مسؤول عراقي لمهامه ومسؤولياته على ارض كردستان
هناك الكثير مما يمكن ان يقال وصفا للحالة التي كنتم تعيشونها
لكن ما اود قوله هو ان جنون العظمة مرض عضال
قتل صدام ودمرشعبه
وهو نفس مرض السيد مسعود البرزاني
لقد طغى’وخرج عن الواقع وحلق في اجواء سحرية وفضاء غير موجود الا في مخيلته
تمرد على واقع وهرب الى الامام
’وكلها من اجل ان يغطي على وضعه الغير رسمي والشاذ
اذ لازال يفرض نفسه رئيسا على كردستان العراق
’رغم انه’رسميا قد انتهت فترة رئاسته منذ 20اب 2015’
ومنذ ذلك الوقت وهو يفرض نفسه بمنطق القوة’وعلى اساس انه برزاني’
وكأن البرزاني لقب مقدس’لايقهرولاينافس ولايجوز محاسبته
والمفارقة انه يترأس حزبا اسمه الحزب(الديموقراطي الكردستاني!)
فأية ديموقراطية تلك التي تجعلك تفرض نفسك وتحكم خارج اطارالدستوروالصلاحيات التي منحها لك’يا كاكا مسعود؟
بل وتلغي البرلمان وتمنع رئيسه من الدخول الى اربيل!؟
لم تتعض بمافعله صدام قبلك مدفوعا بجنون العظمة

ونرجسيته المفرطة’وذلك عندما تحدى العالم كله
وفرض ارادته في الكويت’ ’
وهاهي النتيجة

الحقيقة ان في مسيرة الحياة دروسا غنية ’
تنقلنا لها تجارب الاخرين’
لكن للاسف قلة من يستعوبون الدرس او يعملون على الاستفادة من تجارب من سبقوهم
وهذا ماحدث في كردستان العراق
اذ ان عناد السيد مسعود البرزاني’
ورغبته غير المشروعة في تسجيل اسمه في سجل التاريخ
جعله يقود شعبه الى ورطة كبيرة
فاليوم وبعد التقدم السريع للقوات العراقية’
واستسلام البيشمركة الواضح وتركه مواقعه’
التي كان قد هدد السيد مسعود بأنها ستكون مقبرة لكل من يحاول تجاوزها
’جعلت البرزاني يعيش في وضع حرج’ولايحسد عليه
ويقينا ان ماادعاه من ان غريمة الاتحاد الوطني الكردستاني قد خان وتنازل
هو امر لايتعدى الضحك على الذات والهرب من الاحراج الذي سببه لنفسه
’وبعد ان تبين لللجميع انه لم يكن الا’نمرمن ورق
فأغلب الظن ان ماحدث
كان بأمروتعليمات من القيادة الامريكية
التي طلبت من القوات العراقية التقدم لاستعادة الاراضي العراقية’
وانذرت قوات البيشمركة من انها ستخسراِن قاومت
ليس عاقلا من يتحدى امريكا’ويتجاوز تعليماتها وارادتها
لقد قالت ,لأ للاستفتاء
وكان على السيد مسعود ان يفهم ويطيع
فامريكا تنفذ في المنطقة خطط واهداف ستراتيجية
قد تسمح للبعض في لعب ادوار صغيرة
لكنها لايمكن ان تتسامح مع من يخرج عن الدائرة المسموح له الحركة داخلها
ويبدو ان السيد البرزاني توهم انه استثناء
وانه مدلل’ويمكن ان يقدم خدمة اكبر للامريكان ان استقل بكردستان وفرض نفسه وعائلته حكاما مطلقين
لكنه لم يفهم انه ليس الا حجرة شطرنج
يمكن لامريكا ان تحركه اين ومتى وكيفما شائت
لقد بين البرزاني بسلوكه غير المنضبط’وعدم فهمه لواقع الحال’
انه لم يكن رجل سياسة ’أو قائد تاريخي للكورد
بل مجرد رقم ومنصب وضع لاملاء فراغ’ليس الا
لكنه يبدو نسى نفسه وطار في عالم الخيال
وما كان من الاسياد’الاأن يمسكوا به وينتفوا ريشه
لقد خدع شعبه بالتضاهر بانه قادر على ان يحقق لهم الاستقلال
فاستدرجهم الى فخ قاتل
ايقظ فيهم المشاعر القومية’واوهمهم انهم على قاب قوسين او ادنى من العيش في دولة كردستانية مستقلة’
ليستيقظوا على وضع كارثي ’مؤلم ومحرج’ومخيب للامال
رأوا ان قوات الجيش العراقي’تتقدم الى مدنهم وقراهم بدون مقاومة
لقد تبين واضحا بأن الاستقلال الكوردي لم يكن وضعا حقيقيا ثابتا اصله قوة القيادة الكردية البرزانية
بل كان مسكنا فرضه واقع الحال بعد سقوط نظام الحكم العراقي’وعدم توفر بديل سريع صالح للامساك بزمام الامور
واهم من يتوهم انه قادرا على عصيان امر دولة هو جزء رسمي منها
خصوصا انه لايحظى باعتراف اي دولة في العالم’والتي كلها تصر على وحدة اراضي العراق
بمعنى ان مافعله البرزاني كان عملية تمرد ادانها العالم برمته
لاادري كيف صدق نفسه واوهم شعبه بانه قادر على السيطرة على نفط كركوك’والذي يشكل 40%من ثروات العراق’ويجعل الحكومة العراقية ترضخ لارادته
بينما هو محاصر’وغير قادر على اقناع اي من جيران الحصار’بالتعاون معه
لانه يعتبر تهديد ستراتيجيا لامن واستقرار دولهم!
وهكذا انتهت لعبة الرزاني قبل ان تبدأ فعلا
اذ بعد اصراره على تنفيذ الاستفتاء
استيقض الشعب على وضع كارثي كابوسي
فجأة توقفت المطارات’وفقد اقليم كردستان الاتصال مع العالم الخارجي
كل دول الجوار هددت بقطع كل وسائل الحياة ومتطلباتها عن الكورد
واصبحوا مهددين بكل انواع المخاطر
ويقينا ان الاستقلال الكوردي والذي تمتع به الاقليم ’لاكثر من ربع قرن’لم يعد له اية امكانية
اذ ان منطق القوة للحكومة المركزية العراقية سوف يفرض على الاقليم طاعة المركز,وتخفيف القيود على باقي العراقيين
هناك الكثير من السلبيات التي ادى اليها اصرار البرزاني على اجراء الاستفتاء وتحدي العالم
لكني اكتفيت بماذكرته
ويقينا ان الاذى المادي والمعنوي والذي سببهالسيد البرزاني للاخوة الكورد’لايمكن السكوت عنه
وان كان هناك حق’وحياة ديموقراطية’وقانون’واحترام لحقوق الانسان
فيجب تقديم السيد مسعود البرزاني الى محاكمة عادلة
كما يجب الطلب من لجان تحقيق دولية
بالبحث في حقيقة الاتهامات التي نسبت الى عائلة البرزاني بالاثراء الفاحش على حساب اموال الشعب
كذلك اجد ان الوقت قد حان لكي يتحرر الشعب الكوردي من سيطرة العائلة الوراثية
التي سيطرت على كل قيادات ومفاصل الدولة
فهل عدمت ارحام امهات الكورد انجاب قادة افذاذ قادرين على خدمة شعبهم
ورفع مظالمهم الى العالم’والنضال في المحافل الدولية
واتباع الوسائل السلمية
بالاعتماد على القوانين الاممية والانسانية التي تعطي الحق للكورد في تقرير مصيرهم؟
لابد ان هناك نساء ورجال كورد ’يستحقون ان يقودواشعبهم’
بعقلية وتفكيروستراتيجية متحضرة
فهل سيصحى البرزاني على حقيقة الامر؟
ويستقيل ويترك للقوى الخيرة’والطنية المخلصة ان تتولى قيادة الشعب الكوردي المظلوم
واكثر من ظلم الشعب الكردي
هم قيادته العشائرية الوراثية
والتي حان الوقت للتحرر من سيطرتها
ويقينا ان الشمس ستشرق على سماء كردستان
ويحصل الكورد على حقوقهم
عندما ستأتي القيادة الحكيمة المخلصة
وتبدأ صفحة جديدة’واسلوب متحضر’في اقناع العالم بحق الكورد بتقرير المصير
ولابد في النهاية من تحقيق اي حلم مشروع لشعب ناضل وضحى ’ودفع اثمانا باهضة على طريق نيله لحقوقه
وعلى اية حال
فالسيد مسعود البرزاني قد انتحر سياسيا

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here