في ” سيولة ” مشاريع المؤتمرات حول سوريا

في ” سيولة ” مشاريع المؤتمرات حول سوريا
صلاح بدرالدين

ازاء السجال الدائر الآن بين مجموعات من المعارضة السياسية والهيئة التفاوضية وهي تشكك للمرة الأولى بالنيات التركية حول ادلب ومحيطها وسكتت عن كارثة حلب والبعض من فصائل تعتبر نفسها من الجيش الحر تدافع عن الموقف التركي نقول : سبق وأن أكدنا ” أن تركيا بصدد ليس التخلي عن ادلب كما نفضت يدها من حلب بل ببيعها للنظام السوري عبر عقد الصفقة مع الطرفين الروسي والايراني مع من فيها من مدنيين وفصائل الجيش الحر بأبخس الأثمان لمصالحها الخاصة ..” ونضيف : مقياس الوطنية الحقة والحرص على الثورة يكمن في مدى تقبل هؤلاء – المختلفين – أن الوضع بأمس الحاجة الى العودة للشعب من خلال مؤتمر وطني جامع لمراجعة ماحصل خلال ستة أعوام ومساءلة المسببين وطرح البرنامج السياسي الجديد وانتخاب المجلس السياسي – العسكري لقيادة المرحلة القادمة … نعم هذا هو المقياس .
معلوم للجميع أن ماتسمى ( الهيئة التفاوضية العليا ليست من افرازات الثورة السورية بل من صنيعة النظام العربي الرسمي الذي بدوره رضخ لمشروع المحتل الروسي بما في ذلك قبول النظام بكل مؤسساته بمافيها رأسه وكانت السعودية كراعية – للهيئة – آخر من انضمت الى الركب الروسي خلال زيارة مليكها الأخير لموسكو وفي دعاية تضليلية رخيصة يصر بعض موظفي ( الهيئة ) وأعضاؤها ومستشاروها الذين مازالوا يستلمون رواتبهم على أن انقاذ الثورة واعادة احيائها يمران عبر مؤتمر الرياض 2 الى درجة أن الوقاحة بلغت بأحدهم ليقول ” كل من يعتبر نفسه وطنيا وثوريا يجب أن ينضم الى تلك الهيئة ” أي بعبارة أوضح كل من يبقى خارج ( الهيئة ) فلن يكون وطنيا وثوريا بهذه الحالة واذا ما أمعنا النظر قليلا لنتساءل : ماهو الفرق من حيث المضمون السياسي والموقف من الثورة والنظام والاحتلال بين توجهات وأجندات مشاريع مؤتمرات : الرياض 2 وحميميم ودمشق ؟ .
وأكثر من ذلك نقول ومن دون أن نتجاهل ولو للحظة أن مشاريع روسيا حول كل مايتعلق ببلادنا ماهي الا من مخرجات دولة محتلة لنظام تسلطي يحمي نظاما آخر استبدادي أن ما تتسرب من معلومات حول خطط وبرامج مؤتمري ( حميميم ودمشق لاحقا ) أقرب الى مزاج السوريين من كل ماصدر من وفود الهيئة الى جنيف وغيرها من وعود متبخرة وتصريحات كلامية فارغة من أي مضمون فعلي على الأرض فشعبنا فقد الثقة كليا بكل هذه المعارضات وفي مقدمتها الائتلاف وقبله المجلس وتاليا الهيئة الذين ارتدوا عن أهداف الثورة وعملوا على أخونتها وأسلمتها وحرفها وتسببوا في تشتيت الجيش الحر وأخفقوا في تحقيق السلام بالمقاومة أو المفاوضات وفوق كل ذلك لم يرجعوا الى الشعب عبر المؤتمر الوطني الجامع ولم يمارسوا أية مراجعة أو نقد ذاتي أو اعتراف بالأخطاء والخطايا على الأقل وحتى لو كان من باب التكتيك والتضليل فان الروس يقترحون دستورا لسوريا قد يكون معظم بنوده مناسبا للحالة السورية المشخصة .
ومايجري منذ أيام في كردستان العراق من أحداث الذي يقف وراءها الحاكم غير المتوج رسميا في العراق وسوريا ولبنان ( الجنرال قاسم سليماني ) يحصد الآن مازرعه منذ ستة أعوام بدءا من انطلاقة الثورة السورية ولم يغفل أبدا أهمية – حاكميته – الكردية لتجييرها ضد الحلم الكردي ومصالح محور طهران – دمشق – بغداد الذي أصبح اضافة الى مهامه السورية طرفا في الساحة الكردستانية ضد الجناح الوطني الديموقراطي المعتدل على بقعة تبدأ بقنديل وتمربالسليمانية ولاتنتهي بمطار القامشلي انه المهندس الفعلي لعزل كرد سوريا عن الثورة ووضع الكمائن والأفخاخ للاقتتال الكردي – الكردي بين الأحزاب والجماعات حول سنجار أو كركوك أو مناطق ومدن أخرى مرشحة في قائمته الاحتياطية انه الوحيد الذي بامكانه جلب عينة من مسلحي – ب ك ك – الى أية بقعة ومن ثم اعادتهم بعد أداء المهام .
وكلنا نسمع أوامره – قائد فيلق القدس – اليومية غير المباشرة بخصوص الاستفتاء والمصير الكردي العراقي ومصير مدينة كركوك حيث تلتزم به ليس الجماعات والميليشيات الشيعية العربية الموالية لولاية الفقيه والتركمانية الموالية لتركيا بل بكل أسف السنية المروضة في الحكم وخارجه والبعض من الكردية نعم مايجري في كردستان العراق له علاقة عضوية لمايطبخ لمصير سوريا والسوريين حيث لم تسمع ولاكلمة واحدة تضامنية مع رئاسة اقليم كردستان التي تضامنت مع كفاح الشعب السوري وفي حدود اقليمها الكردستاني أكثر من 300 ألف نازح سوري واستقبلت خلال سنوات ماضية عشرات وفود المعارضة .
كيانات هذه المعارضة السقيمة المذكورة أعلاه ( وهنا أستثني الكثير من الأصدقاء العرب السوريين الوطنيين والديموقراطيين في صفوف المعارضة ) واضافة الى موقفها السلبي العام من القضية الكردية في العراق كما ذكرنا فانها لم تحسم الموقف النهائي من قضايا الكرد السوريين بل وكأنها تحاول سد الفراغ هذا باستحضار حفنة من الأحزاب الكردية الفاشلة على شاكلتها في عضوية الائتلاف ووفد التفاوض وهي تعلم علم اليقين أنها لاتمثل الشعب الكردي السوري ولاتمثل طموحاته مثلها كمثل أحزاب ومسميات – ب ي د – التي تدير سلطات الأمر الواقع في المناطق الكردية قسرا وعن طريق القوة فشعبنا وخلال سنوات اختباره لأحزابه لست سنوات مضت أنجب العديد من المناضلين الشباب الذين انضموا الى جيش الوطنيين المستقلين ومنظمات المجتمع المدني والذين جميعا يشكلون سوية الكتلة التاريخية الغالبة التي ستقود عملية الانقاذ والتجديد واعادة البناء .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here