ماذا يريدون من سوريا ..؟!

بقلم : شاكر فريد حسن

منذ أكثر من ست سنوات وسوريا الشام الحبيبة تنزف بغزارة من دماء أبنائها الذين سقطوا نتيجة المعارك الضارية الطاحنة الدائرة ببن قوات الجيش السوري ، وبين مليشيات الجماعات الارهابية المسلحة المتطرفة من ” داعش ” و” جبهة النصرة ” و” المعارضة السورية المسلحة ” ..!

لقد حولت الامبريالية الامريكية والقوى الاستعمارية والانظمة العربية المتآمرة المتأمركة سوريا الى أكثر من حرب استنزاف طويلة الأمد ، وذلك لتحقيق عدداً من الأهداف ، وعلى رأسها اسقاط القيادة الوطنية السورية بزعامة بشار الاسد ، وتدمير البنى التحتية لسوريا ، فضلاً عن تدمير الجيش العربي السوري ، وابادة الشعب السوري وضرب وحدته الوطنية سعياً لتقسيم الدولة السورية الى كانتونات طائفية ومذهبية ، وابعادها عن محيطها العربي ، وتحييدها من المعركة الوطنية في التصدي ومقاومة مخططات محور الشر الامريكي – الصهيوني – التركي – الرجعي العربي الخليجي .

ان سوريا تدفع ثمن ثباتها على مواقفها الوطنية والقومية ، والتزامها المبدئي والأخلاقي تجاه القضايا القومية المصيرية لشعوبنا العربية ، فهي لم تتخل عن دعمها للمقاومة الفلسطينية واللبنانية على حد سواء ، ولم تتنازل عن شبر واحد من الارض السورية المخضبة بالدماء، ورهنت تحرير الجولان السوري بعد فلسطين ، انطلاقاً من المنظور العربي الشامل الحقيقي والموقف الجذري بتحرير الارض الفلسطينية من ربقة الاحتلال الاسرائيلي .

انهم يريدون من سوريا ان تتخلى عن دورها ، وان تستسلم وترفع الراية البيضاء ، وترضخ للشروط والمطالب الامريكية والاسرائيلية ، ولكنها ترفض ذلك بشدة ، وهي تتصدى بكل اباء وشموخ وعناد وقوة لآلة الحرب العسكرية المدمرة ، وللمؤامرة الامبريالية التي تستهدف محاصرة وخنق سوريا واشغالها بأزمة داخلية عميقة ومستديمة ، ومنع توجهها نحو القضايا العربية الاقليمية .

ان سوريا البطلة متمسكة بمبادئها والتزاماتها ، وفهمت أهداف اللعبة مبكراً ، ولهذا بادرت الى بناء التحالف الاستراتيجي الأقوى في العالم ، المحور الروسي الصيني الايراني .

وقد افشلت سوريا تثبيت المشروع الأمريكي في العراق ، حيث رفضت أن تكون حارساً على الحدود العراقية ، ولم تتنازل قط عن الدعم السياسي والمعنوي للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة .

لقد تحطمت المؤامرة الامبريالية الاستعمارية والرجعية على صخرة الصمود السوري ، وذلك يعود الى تماسك الجيش السوري ، والتفاف الشعب السوري وراء قيادته ، نتيجة وعيه وادراكه وفهمه لخيوط المؤامرة وأهدافها ، ومكر وخبث الآلة الاعلامية الصهيونية وأدواتها في المنطقة .

انهم واهمون ، فسوريا لن تركع ، لا هي ، ولا شعبها ، ولا جيشها ، ولا قيادتها ، فهم متماسكون وملتحمون وموحدون خلف قيادتهم السياسية ، وهم على استعداد لتقديم المزيد من الشهداء في سبيل سيادة واستقلال الوطن السوري .

عاشت سوريا أبية صامدة وموحدة ، وهي المنتصرة في نهاية المطاف ، رغم الدمار والخراب .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here