هل السيد مسعود البرزاني هو قائد فذ ورمز كردستاني حقا؟ (تعقيبا على مازعمه السيد كفاح كريم محمود)

في تدخل له’من خلال نشرة اخبار قدمتها محطة فضائية عربية
وصف السيد كفاح محمود كريم السيد مسعود البرزاني
بأنه قائد تاريخي ورمز لنضال الشعب الكوردي!
كنت قبل عدة سنوات قد سمعت نفس الوصف(قائد تاريخي’ورمزوطني) وذلك من قبل النائب هيثم الجبوري
وكان يتحدث عن رئيس الوزراء نوري المالكي!
مقاربة رأيت ان اشير اليها’وعسى ان اكون قد وضحت’بعض مما يعتمل في رأسي
فيا استاذ كفاح
ارجو ان تقرأ ويتسع صدرك لرأيي
والذي يختلف تماما عما تفضلت به
وتمنياتي ان اسمع منك ردا مستندا الى واقع حال
فأنا شخصيا’لست كرديا’لكن
لاشك عندي في عدالة القضية الكردية
’فقد كنت ولازلت اؤمن بحق الكرد في العيش في كردستان مستقلة
خصوصا وان الشعب الكردي اثبت من خلال نضاله الطويل
وتضحياته الكبيرة
’انه مصرعلى تحقيق ذلك’وبكل الوسائل
وكان من الممكن ان يحقق اهدافه’
أومعظمها
’فيما لوكانت هناك قيادة كردية عاقلة رزينة خبيرة بامورالسياسة’
قادرة على التعامل مع الواقع’وتفهم مبدأ اساسي في قاموس السياسة
’بأنها فن الممكن
ولكن من سوء حظ الكورد انهم ابتلوا بقيادات لاتمتلك اية من تلك الصفات المذكورة
ولهذا السبب
’عانى الشعب الكردي خاصة والعراقي عامة’كثيرامن تبعات التفكيرالغيرناضج والغيرواقعي’
للقيادات الكردية المتعاقبة
’خصوصا ’عائلة البرزاني
’والتي للاسف انتهجت طريقا
ملتويا’عنوانه ’الغاية تبررالوسيلة
تعاونت مع كل اعداء العراق’وسهلت لهم الاعتداء على حقوق الشعب العراقي’
ومكنتهم من تنفيذ مخططاتهم العدوانية’
مما تسبب في الحاق اذى كبيربالشعب العراقي
’بكل اطيافه ومكوناته
ودون ان يعود بفائدة على الشعب الكردي’
بل بالعكس’كان ذلك الشعب المظلوم ضحية تلك المخططات
وقد عاني من قتل وتشريد وتعذيب وانتهاك مستمر لكل حقوقه الانسانية
وقد دفع بالكثيرين من شبابه الى اتون محارق
’ماتكاد تطفأ ’حتى تعود اقوى من السابق’
وفقد امنه واستقراره ’ولم يستفيد من ذلك الاأعداء العراق
حيث حقق لهماهدافهم
خصوصا فيرعام 1975’
حين تسبب التمرد الكردي المدعوم ايرانيا
باجبارالعراق على الرضوخ الى اطماع الشاه
والتنازل له عن اراضي عراقية وحقوق الملاحة في شط العرب
وذلك في ماعرف بمعاهدة الجزائر75’
والتي وقعها انذاك
نائب رئيس مجلس قيادة الثورة صدام حسين مع شاه ايران بوساطة جزائرية’
وما تلا ذلك من تداعيات ادت الى نشوب حربا طاحنة بين العراق وايران
راح ضحيتها الملايين من ابناء الشعبين’ومئات المليارات من اموالهم’
والتي خلالها دفع الكورد اثمانا باهضة جدا’
حيث ارتكبت ضدهم ابشع انواع الجرائم السادية’
خصوصا فضائع الانفال’وحلبجة’
كما ان نتائج تلك الحرب المجنونة كانت كارثية’اذ تسببت تداعياتها في
قضية احتلال الكويت وماتبعها من حصار
وماتسسب عنه من دمار’
واحتلال اجنبي ’
ومانتج عنه من مئاسي واهوال’.
وبمراجعة شاملة لتاريخ النضال الكوردي’
نرى انه ومنذ البداية لم يحظى بقيادة واقعية براغماتية
قادرة على التعامل مع الامر الواقع
لاجدال’بأن اهم من ناضل وقاوم وعمل في طريق تحقيق الكرد لاهدافهم
,واقامة كيانهم المستقل
كان المرحوم محمود الحفيد’
ولكنه لم يستطيع تحقيق اي هدف ستراتيجي’
ذلك لان الضرف الدولي وموازين القوى لم تكن تسمح بتحقيق ذلك
ولااعتقد ان الامور تغيرت اليوم كثيرا
ولذلك كان على القيادة الكردية ان اتتعظ به وتستفيد من تجربته
لكن بالعكس كان تاريخ قادة الكورد’من العائلة البرزانية’
وبقيادتهم العشائرية الوراثية يمتاز بتكرارالتجارب الفاشلة
واستمرارالاعتماد على اعداء العراق’
والذين ثبت انهم سخروا الثورة الكردية لتحقيق اهدافهم
لقاء وعود لم تنفذ’ولن تنفذ
حيث من الواضح ان الشعب الكوردي يجني حتى اليوم اية فائدة’
تاريخيا’فأول من خدع الثورة الكردية كان الاتحاد السوفيتي’
بقيادة ستالين
حين اقنع الكورد بأن يؤسسوا دولتهم ووعد بحمايتهم
وكان الملا مصطفى البرزاني هو مهندس الاتفاق
’وتشكلت فعلا اول دولة كردية باسم جمهورية مهاباد’وترأسها قائد محمد
’وذلك بتاريخ 22كانون ثاني(يناير)1946و
تولى قيادتها العسكرية وزيرالدفاع الملا مصطفى البرزاني
’لقد اقدم البرزاني على تحقيق ذلك الامر
باندفاع غير موزون
ودون اية نظرة وتحليل وحسابات ستراتيجية مطلوبة من خلال تنفيذ مثل ذلك المشروع والقرار الخطير
اقدم على تنفيذ ذلك الامر رغم ممانعة القوى العظمى المتحكمة بشؤون العالم انذاك’
خصوصا امريكا وبريطانيا’
وبعد 11شهرا فقط’انسحب الاتحاد الوفيتي من المنطقة وتخلى عن دولة مهاباد’
حيث قام الشاه باسقاطها واعدام الرئيس قائد محمد’
واستطاع الملا مصطفى ان يهرب الى ادربيجان السوفيتية مع 500 من مقاتليه
وبعيدا عن التفاصيل’فقد ثبت ان القيادة الكردية هي التي تسببت بما لحق بالثورة والشعب الكردي
وبعد ان اسقط العسكر حكومة العراق الملكية’وسيطرة الجيش على السلطة
بادررئيس الوزراء عبد الكؤيم قاسم بدعوة الملا مصطفى البرزاني الى العودة الى العراق’ووعده بمنح الكورد حقوقهم الثقافية’ومن ثم الحكم الذاتي’خطوة فخطوة
وعندما عاد استقبل بحفاوة’
ولكنه سرعان مااختلف مع قاسم على بعض التفاصيل’التي كان يمكن تاجيلها والسير خطوة فخطوة نحو تحقيق اهداف واماني الشعب الكوردي
وقاد تمردا مسلحا
كان الاخطر في تاريخ العراق
حيث اليه يرجع سبب عسكرة المجتمع العراقي
وبسببه خسر العراق مئات الالوف من ابناءه وشبابه ومئات المليارات كن امواله
وتأذى الاقتصاد العراقي بشدة
ولم يستطيع البرزاني ان يحقق اي هدف ستراتيجي لفائدة الكورد
’حيث دفع الشعب الكوردي بسبب تخبط وقلة خبرة قادته دماء والام واحزان تكاد تنوء منها الجبال,
كل تلك التجارب لم يستفيد منها البرزانيين
واستمروا في المقامرة بمصير الشعب الكوردي’والسيرفي نفس الطريق الوعر والذي لم يجلب للشعب الكردي الا المصائب
لقد كان امام االقيادات الكردية فرصة كبيرة لتحقيق الحلم الكوردي
وذلك عندما تدخلت امريكا بشكل مباشر’وعزلت المحافظات الكردية الثلاثة’عن بقية اراضي العراق
عام 1991
’ومنعت القوات العراقية من التعرض لها
’وتمتع الشعب الكوردي بحالة تشبه الاستقلال’
وكان يمكن البدء بتشكيل كيان كردي قابل للتطورحتى الوصول الى مصاف دولة’
لكن سرعان ماتغلب الطبع على التطبع’
وبدأت الانقسامات’بين الاحزاب الكردية’والتي تطورت الى صراعات دموية راح ضحيتها الالاف من ابناء الشعب الكردي’
الحديث طويل
لكني اعتقد ان الفكرة وصلت الى ذهن القارئ
فكل الدلائل’واقعيا’وعمليا
تثبت ان قيادة العائلة البرزانية’للكورد’كانت ولازالت
فاشلة
لم تقدم للقضية الكردية’اية فائدة
بل بالعكس كانت وبالا
وهاهو اليوم حال الكورد
بعد ان تسبب عناد البرزاني على اجراء الاستفتاء’وتحديه للعالم
خصوصا’امريكا
والتي بفضلها فقط استطاع ان يحكم اقليم كردستان العراق
وكأنه دولة مستقلة
لقد كفر بالنعمة
وصور له جنون العظمة انه اصبح قادرا على التحدي وفرض رأيه على امريكا’وكل العالم’الذي رفض بشكل جاد وقاطع فكرة الاستفتاء
وتصور انه اصبح ابن امريكا المدلل
وانه قادرا على اقناع امريكا’وبأن يسلمها كل اراضي كردستان العراق لتتكم بها
لقد خدعته اسرائيل’وتمنكنت من ذلك بسهولة
حيث ان هدفها الاول هو استمرار الحروب والقلاقل في المنطقة
نفذ ماعاند على فعله
وتلقى الجواب المناسب بسرعة لم يكن يتوقعها
لالشيء’الا لانه قصير نظر
ولاخبرة له بشؤون السياسة
لقد خسرعرشه
ورأى بام عينيه اعلام كردستان ’تهان امام كامرات الاعلام ’دون ان يحرك ساكنا!
بل يكتفي بالقاء اللوم على اليكتي
والان وباصراره الغير مدروس والغير منطقي على تحدي ارادة العالم
فقد
افقد الكورد الكثير مما منحتهم اياه امريكا من استقلال وثقة بالنفس
وكرر نفس اخطائه واخطاء والده
واثبت انه لايمكن ان تحقق القضية الكردية اي نجاح وتقدم
مادام هو وعائلته’
فارضين انفسهم قادة مطلقين ووصايا على الشعب الكردي
فهل تريدنا ان نصدق بأن السيد مسعود البرزاني
,هو القائد التاريخي ورمز نضال الشعب الكردي يا استاذ كفاح محمود كريم؟!

مازن الشيخ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here