القلادة القرمزية

القلادة القرمزية

فضيلة مرتضى

منذ مئة عام_

تتساقط اللآلئ القرمزية

على جبين التاريخ

وفي قلب النار يشق شعب_

حجب الظلام

والحلم بالأجفان يأبى_

أن ينام

كي يشهدوا عرس الأرض

عليهم أن

يعلقون على صدرها_

عقدآ من دم الشهداء

وأرقامآ من الأنفال

ودموع حلبجة _

وسلسلة من أحزان التراب_

بعيد الزمن

يأتون اليها ومعهم_

لمعان العيون التي_

حفظت الأرض شبرآ_

شبرآ

يحدقون في القرى والمدن

والجبال والسهول_

يفهمون بأن الأرض جسم _

وروح

يتعلمون بأن الشهادة كبرياء

وحب الأرض شئ ألهي

×

حوصرت يا وطن_

حصارك أكتشاف لوجهك_

من جديد

كبرت قامتك في العيون

تلونت أرجاءك بأولادك

الى قمم جبال سفين وزاكروس _

تسلق الفتيان

وعلى الرايات الشمس

وضحكة كاوا

كشفوا الصدور

خرجت الجموع الهادرة

كتبوا التاريخ من جديد

بأصابع تلونت بالحبر الأزرق

فأرتعب السسراق

×

أبناء الأرض لفوا _

أذرعهم حولها

أطلقوا المفاجئة

لم تسر الأعداء الأنانيون

جاءوا بالمعول المحموم

أطلقوا سموم الحقد

الى فضاء التحرير

أعادوا العهد القرمزي

الى العيون البيضاء

وأطلقوا في القلوب الحراب

ودنسوا الأرض من جديد

تعثرت الخطى بين محب وصديق

لهفة الأنتظار لعرسها

بات بين قضبان الحديد

أعتلت وجوه عشاقها غضون الحزن_

الكئيب

قد كان الحلم يرقص بين الرايات_

وكان قريب

الغاصبون والسارقون تربصوا_

وخططوا لعصر العبيد

ليخضبوا الأرض بدماء الشهيد

وينعم السفهاء بالعيش الرغيد

الحاكمون يهدرون دماء الضحايا_

كلما أطبق الحلم على جدران الشعوب

بأفقه السعيد

ينزفون الياقوت القرمزي

في سلسلة ملحمية

لتكتمل قلادة حبيبتهم الأزلية؟

يلبسون جلدآ من جراحات

الأجيال الذين_

ولدوا من جرح فوق جرح

ومن إحساس العبادة والتقديس

ويفتحون الأذرع للحبيبة

بكل غالي ونفيس

الشعوب لاتموت ولاتنسى أرض الجدود

أي شئ في الدنيا له حدود

ومقياس الحرارة نزول وصعود

15/10/201

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here