إذا إتحد الأقوياء يشقى الصعفاء!!

منذ العقد الأخير من القرن العشرين وحتى اليوم الدنيا تمضي على إيقاع إتحاد الأقوياء وتشرذم الضعفاء وإمعانهم بالإستضعاف والذل والهوان , حتى تخربت ديارهم وتشرد بشرهم , واشتعلت النيران في مرابعهم , حتى تحولت إلى عصف مأكول وأكثر.
فأول ما حصل أن القوى القوية إتحدت لإفتراس العراق , وأعادة الكَرّة في المرة الثانية , وجرى نفس السلوك في ليبيا وكذلك اليمن وغيرها من الدول المنكوبة أو المفترسة بالقوى المتحدة الصائلة على وجودها والمُستهدفة لمصيرها.
ويبدو أن الإدارة الجديدة في البيت الأقوى قد وعت أن حقيقة القلاقل والإضطرابات العاصفة في الدنيا , سببه هذا الإتجاد الشرس ما بين القوى القوية ضد الآخرين الضعفاء , الموضوعين في صناديق الأوطان ومستنقعات الحرمان والقهر والعدوان.
وربما فيما تقوم به خير للبشرية وخصوصا المنطقة العربية التي إرتضت أن تكون سوحا للويلات والتفاعلات الدامية المفروضة عليها من قبل إتحاد القِوى المفترسة , فالمشكلة التي حلت بالبشرية أن معظم الدول القوية ترقص على أنغام وإيقاعات الدولة الأقوى , فتجدها ملبية ومشاركة بكل ما تدعو إليه من المخاطر والحروب والمواجهات , وتحسب ذلك دورا وتعبيرا عن الصداقة والعلاقة المتينة بينها وبين الدولة الأقوى.
رأينا ذلك من رئيس وزراء بريطانيا الأسبق , ومن مسؤولين عديدين في المنطقة والعالم , كما أن عدد من الدول العربية رقصت على ذات الأنغام ولا تزال في ذروة رقصها.
وقد يتحقق ما لم يكن في الحسبان , إذا تم ردع الدول القوية من قبل الدولة الأقوى , وإيقاظها من غفلتها وهوس إندفاعها خلفها , فلربما سيتحقق بعض الإستقرار في المنطقة العربية , ويؤمن العالم بالعولمة والوحدة الإنسانية والعمل الجاد على رفع المستوى المعيشي للبشر وإحترام قيمة الإنسان وحقوقه.
أو لا يُعرف ماذا سيكون عليه الحال إذا إنفردت القوة الأقوى بقراراتها وخطواتها , لكن إبتعاد القِوى القوية عن بعضها يكون حتما لصالح الضعفاء , لأنهم حتى ولو تلقوا ضربات من الدول القوية فأنها ستكون فردية وليست جماعية , وستترافق مع حملات رفض وشجب من بعضها ضد البعض الآخر.
وإن حصل هذا فأن على الضعفاء أن يتحدوا لكي يكونوا أصحاب قوة وشأن , ويُحسب لهم حساب عندما يُراد الإقدام على ضربهم أو الإعتداء عليهم.
كما أن على الضعفاء أن يشقوا صفوف الأقوياء لكي يعيشوا بسلام وأمان.
فالقوة وحش مفترس , وإذا إجتمعت الوحوش فالويل لأكلة الحشيش!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here