خلافات بين الشيعة والسنة التركمان حول منصب محافظ كركوك

يحاول الاتحاد الوطني الكوردستاني، ان يعقد مجلس محافظة كركوك خلال هذا الاسبوع اجتماعاً، لكي يتسلم منصب محافظ كركوك، وحددوا القيادي في الحزب رزكار علي لكي يتم التصويت عليه خلال هذه الجلسة، إلا ان التركمان ايضا يريدون ان يكون هذا المنصب من نصيبهم، ما ادى الى حصول خلافات بين الشيعة والسنة التركمان على هذا المنصب.

وفي 16 من الشهر الحالي هاجمت القوات العراقية والحشد الشعبي وبالإتفاق مع جناح تابع للاتحاد الوطني الكوردستاني على محافظة كركوك، ما ادى الى نزوح آلاف المواطنين الى المدن القريبة الاخرى، وفي اليوم التالي عين رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي محافظاً جديداً لكركوك بالوكالة وهو راكان الجبوري (المنتمي للمكون العربي السني) وكان يشغل منصب نائب محافظ كركوك.

مع انه هناك اتفاق شبه تام من قبل الاتحاد الوطني الكوردستاني على مرشحهم لهذا المنصب، إلا ان احد مسؤولي الحزب في كركوك قال ” هناك مخاوف لدى الاتحاد الوطني الكوردستاني من عدم اعطاء هذا المنصب للكورد، فهناك مماطلة من قبل العرب في هذا الموضوع ونعتقد بأنهم لا يريدون اعطاء هذا المنصب للكورد، والتركمان رافضين ايضاً اعطاء هذا المنصب”.

ان الاتحاد الوطني الكوردستاني يحاول التفاهم مع العراق بإخراج عناصر الحشد الشعبي من المدينة، لكي يقضي على جميع المخاوف لدى المواطنين في كركوك، فإذا لم تعد العوائل الكوردية الى اماكنها ومنازلها فستزداد سلطة العرب والتركمان في المحافظة، وخصوصا في الانتخابات القادمة، وقد يؤثر الأمر ايضا على الاصوات التي سيتحصل عليها الكورد.

واشار مسؤول اخر في الاتحاد الوطني الكوردستاني، “ان محافظ كركوك الجديد بالوكالة، قد اقدم على اصدار بعض القرارات، مثل تغيير مدير مكتب المحافظ، وتغيير الاقسام في ديوان المحافظة، ويقال بأنه سمح للعرب بان يذهبوا الى تلك الاراضي التي استلموها في زمن نظام البعث وهي بالاصل للتركمان والكورد، والتي لم تحل مشاكلها لحد الآن منذ فترة طويلة تصل لسنوات”.

من جهته قال عضو مجلس محافظة كركوك، مجيد محمود، “ليست لدينا معلومات حول هذه القرارات، وحول ارسال العرب الى هذه الاراضي اعتقد بأنه كان يشغل منصب نائب المحافظ، ولذلك حتما ستكون لديه خلفية عن المشاكل التي كانت حول هذه الاراضي، لكنني لا اعتقد بأنه سيتخذ مثل هذه القرارات الصعبة، وأما بما يخص منصب المحافظ، فهناك خمسة اعضاء من الاتحاد الوطني الكوردستاني والمكونات الاخرى في قائمة التآخي يريدون ارسال رسالة الى ريبوار الطالباني، ويطالبون فيه بعودته الى مجلس محافظة كركوك، وان يعقد اجتماعاً للمجلس لإختيار محافظ جديد للمحافظة، إلا ان ريبوار الطالباني يقول، “بحسب القانون فأن نجم الدين كريم لا يزال محافظاً لكركوك، ويقول بأنه لن يرجع إلى ان يتم رفع علم اقليم كوردستان في المحافظة مرة اخرى”.

واضاف، “يعود تخوف الاتحاد الوطني الكوردستاني للصراعات الدائرة بين التركمان في كركوك ومحاولة حصولهم على هذا المنصب، فالتركمان الشيعة والتركمان السنة يقولون بأن هذا المنصب هو من حقهم، ويعملون عليه في مجلس المحافظة، وسيطالبون بمناصب عديدة، ولكن هناك خلافات بين الشيعة والسنة منهم ولن يتفقوا”.

من جهته افاد مصدر بأن الخلافات موجودة حاليا بين اعضاء الجبهة التركمانية، فالشيعة منهم، ويدعمون فوزي اكرم ترزي لهذا المنصب، وهو كان يشغل منصب عضو في البرلمان العراقي، وهو قريب من المكون الشيعي وكان من ضمن قائمة التيار الصدري، ويشير في لقاءاته بأن كركوك تركمانية ويضيف بأن اربيل ايضا مدينة تركمانية.

حاليا يتواجد عناصر الامن التابعين للاتحاد الوطني الكوردستاني في كركوك بالإضافة الى تسليم منصب مدير شرطة كركوك الى الاتحاد الوطني، ولكن توجد بعض المناصب التي لا تزال فارغة لحد الآن، بسبب ذهاب المسؤولين وتركهم لمناصبهم بسبب الظروف الحالية، فمن جانبه قال مدير مديرية الزراعة في كركوك، مهدي مبارك، الذي هو من الحزب الديمقراطي الكوردستاني، “انا غير مستعد للعودة في الظروف الحالية الى كركوك، وسأعود حينما يستتب الأمن والأمان هناك”.

وحول قرار المحافظ الجديد، بعودة العرب الى اراضيهم التي يتواجد بها المواطنون الكورد والتركمان، قال “لا اعتقد ذلك، فهذه ليست من صلاحياته، هذه الصلاحيات تقع على عاتق البرلمان العراقي ومجلس الوزراء وليس المحافظ، حتى الدكتور نجم الدين لم يكن يصدر مثل هذه القرارات في وقتها”.

وافاد عدد كبير من المواطنين الكورد في طوزخورماتو، بقيام الحشد الشعبي بنهب وإحراق منازلهم ومحلاتهم، أما في كركوك فيحاول الاتحاد الوطني الكوردستاني مع القوات الامنية في كركوك ان يحقق الامن والأمان وحماية المواطنين، لكي لا يتم القاء اللوم عليه اكثر واكثر ولكي يعود المواطنون الى منازلهم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here