المرأة العراقية ذهول بين الحقيقة والوهم

عبدالحمزة سلمان

الأسرة وحدة البناء الأساسية للمجتمعات, التي أساسها المرأة, التي تميز دورها في العصور القديمة والحديثة في كافة المجالات, و تبدأ من بناء الأجيال وتربيتها والإهتمام بها, ووصفت أنها مدرسة, ولعبت دور الشاعرة والملكة, ومن تلك المهام التي تمارسها لا يستهان بها, والتقليل من شأنها .

خلال العصور الحديثة إزداد الإهتمام بالمرأة, وساهمت في صنع القرار, وأصبح لها فعالية في كافة المجالات, الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والثقافية, والقيام بأنماط مختلفة, حيث أصبحن قائدات, وشاركن بالعملية الديمقراطية, ومتساوية مع الرجل, وإرتقاء المناصب, إضافة لدورهن الهام في التربية والزراعة والإقتصاد, إشتركت المرأة في القوة العسكرية والدفاع, وساهمت في بعض الجيوش, في البلدان المنفتحة.

يشكل ضغط العمل تكيفا للسلوك, بما يتوافق مع الأداء الوظيفي, وتقبل آراء الغير, التي قد تتعارض مع الرأي, والإنصياع للإجراءات والقوانين, وغيرها من المشاكل, مما يسبب إنحرافا نفسيا أو سلوكيا, كالتوتر العصبي, والإنفعال والقلق وغيرها, وتتأثر المشاركة في النشاط بنوع العمل أو الوظيفة.

طراز الحياة, وشخصية الفرد, سواء كان رجل أو إمرأة, ومستواه التعليمي, تفرز ضغوطا تشعره بالتعب والإرهاق والقلق والتوتر والإنفعال, وتؤثر نفسيا وجسميا .

العراق يعاني من الحروب, وظروف صعبة جدا, في الزمن السابق, ولا زال الواقع المرير مستمر, من جراء حرب العصابات,التي كانت بعض النساء ضحيتها, وحوادث الإرهاب, التي يدفع أبناء البلد ثمنها أرواحهم, ذلك يؤثر على الحالة النفسية والإجتماعية للفرد العراقي والعائلة, ودور المرأة في الأسرة .

نقلت هذه التأثيرات الضاغطة للمجتمع, التي تعم البلد بالكامل, لذا من السهل تمرير كل القرارات والأعمال, التي تزيد واقعنا مرارة .

عاش العراقيون حالة الذهول بين الحقيقة والوهم, الذي أدى لإتساع الفجوة بين الشعب والحكومة المنتخبة, وأصبح فاقد ثقته بها, تمر الأيام سريعا بنا, والسفينة تعوم, لا نعلم كيف سيكون مرساها؟

أمر الإسلام بحسن معاملة المرأة, والرفق بها, وإعطاء حقوقها في الكثير من الأمور, التي منعتها عنها الجاهلية, ومنها إعطاءها حقها في ما يناسب مع أنوثتها, وحرص على تعليمها وتثقيفها, لتصبح مؤهلة لخدمة المجتمعات, كي تشعر بقيمتها, واعية وقوية ومنفتحة على واقعها, وعارفة لحدودها المجتمعية, ودورها السياسي، فكانت تواجه الطغاة وتحاججهم, وحولت الأسر والعنف الذي مورس ضدها إلـــى قضية رأي عــام, لمناهضة العنف ضدها, أنها قدوتنا في الحياة, والتي تجلت بأبهى صورها بالنموذج الزينبي المتألق.

حري بالمرأة العراقية, يكون الأول من شهر صفر يوما إسلاميا؛ لمناهضتها ضد العنف .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here