رياضيو ألعاب الصّم.. إنجازات دولية بلا ملاعب محلية!

 بغداد/ رعد العراقي

 استقطاب الموهوبين ذوي الإعاقة السمعية بنسبة 55 %

في الوقت الذي يتألق فيه أبطال البارالمبية في مختلف مشاركاتهم الخارجية عربياً وقارياً ودولياً حاملين بين حدقات عيونهم قصة وطن ينفض عن أعبائه غبار الصعاب والمآسي ليحصدوا ميداليات التفوّق طالما كانت عصيّة على زملائهم من الاصحّاء ويفرضوا حضوراً مؤثراً بين دول العالم، إلا أن ما يعانيه رياضيو ذوي الاحتياجات الخاصة من شحّ الموارد المالية وغياب الدعم المعنوي والمادي من المؤسسات والجهات الحكومية ومتابعة إعلامية خجولة دعتنا لتسليط الضوء على ذلك لأهمية ما يحققونه وما يقدمونه أولئك الابطال.(المدى) قلبت في الأوراق المتميّزة لنشاطات أحد القلوب النابضة للجنة البارالمبية عبر الحوار مع حيدر الشافي رئيس الاتحاد العراقي المركزي لألعاب الصّم من أجل التعرّف عن ماهية ظروف عمل الاتحاد والفعاليات التي تجري تحت إدارته في جلسة مصارحة إرتقت فيها لغة الإنسانية قبل الأهداف الرياضية.

هوية الاتحاد
في البداية عبّر الشافي عن سعادته بالحوار وإهتمام صحيفة المدى بتلك الشريحة المنسية من رياضيي الصّم، وقال إن الاسم الرسمي هو الاتحاد العراقي المركزي لألعاب الصّم وقد كانت فعالية كرة القدم مع رياضات ذوي الاحتياجات الخاصة عام 1982 وترتبط باتحاد المجد سابقاً، واتحادنا يعد من الاتحادات المركزية العشرة التي تأسست مع إنبثاق اللجة البارالمبية العراقية بتاريخ 19تشرين الأول 2003 ، واصبح عضواً في الجمعيتين الآسيوية والدولية للصّم منذ عام 2009 حيث يعتمد على احتضان الرياضيين ذوي الإعاقة السمعية فقط دون النطق حسب التصنيف الطبي الدولي الذي يشترط فقدان ما نسبة 55% فما فوق من سمع الرياضي للسماح له بالاشتراك في الفعاليات الخاصة، أما أدنى من ذلك فلا يسمح له مطلقاً، ويشرف اتحاد الصم حالياً على أربعة ألعاب هي ( كرة القدم وألعاب القوى وتنس الطاولة والسباحة ) .

التمويل المالي
وأوضح الشافي إن الاتحاد يعتمد في تمويل نشاطاته ومشاركاته الخارجية على التخصيصات المقررة من اللجنة البارالمبية دون أن يكون هناك أي تمويل آخر يمكن أن يسهم في دعم تلك الفئة أو فتح آفاق اكثر للتطوّر والاحتكاك الخارجي، وبرغم ذلك فإن الاتحاد يبذل ما في وسعه من أجل النهوض بالعمل وتوفير كل الاحتياجات الضرورية سواء للاعبين أو الإداريين في الاتحاد من مخصصات نقل وغيرها أو حتى لاعبي اللجان الفرعية في المحافظات وحسب الضوابط المعمول بها.
استقطاب المواهب
وأضاف الشافي إن عملية استقطاب المواهب هي من ضمن أولويات عملنا، وتعتمد على التصنيف الذي يعتبر البوابة الرئيسة لاختيارهم ويتم ذلك عبر البطولات التي يقيمها الاتحاد واللجنة البارالمبية حيث تم اعتماد ملاكات تدريبية متخصصة بالتدريب والتحكيم والتصنيف إضافة الى فتح دورات تدريبية وتحكيمية وتصنيفية ولغة الإشارة سنوياً من أجل النهوض بقدرات تلك الملاكات التي يتم اختيارها بعناية ووفق ضوابط محددة تشترط عملها في المجال الرياضي بتأييد من اتحاد كرة القدم للاصحاء، فيما يخص فرق كرة القدم حيث تعمل لدينا اسماء كفوءة مثل لاعب المنتخب الوطني السابق هاشم رويض وحسين الشافي وجمال حمودي.

دور ذوي الرياضيين
وأشاد الشافعي بالدور الكبير الذي يلعبه ذوي الرياضيين من خلال إبداء التعاون وتفهّم المهمة التي يطلع بها أبناؤهم في خدمة العراق، اضافة الى تعذّر السماح بمرافقتهم في المعسكرات والبطولات الخارجية كونها خارج الضوابط حين منحوا الثقة للملاكات التدريبية والطبية في تعويض غيابهم والعمل على تلبية كل احتياجاتهم بدلاً عنهم وهو موقف يجب الإشادة والاعتزاز به.

خبرات..وبروتوكولات
وحول سعي الاتحاد لبناء علاقات تعاون مع اتحادات بلدان العالم بيّن الشافي إنه سعى منذ البداية على عقد بروتوكولات تعاون مع اتحادات عربية وقارية عدة من أجل الاستفادة من تبادل الخبرات وإقامة المعسكرات، ولدينا الآن برتوكولات موقعة مع كوريا الجنوبية وإيران والأردن ومصر والكويت وغيرها، ولا أخفي سرّاً اني استطعت من خلال علاقاتي المتميزة مع تلك البلدان ولكوني أجيد اللغة العربية والآسيوية والدولية للصم وإتقان التعامل مع كل الصم في العالم من توظيف ذلك لتبوئ العراق المكانة المناسبة وآخرها فوزي بعضوية المكتب التنفيذي للصّم في تايوان عام 2015 وأفتخر بتمثيلي بلدي في أكثر من محفل، وأيضاً مساعدة بلدان عربية مثل الأردن في بناء اتحاداتها الوطنية، والمساهمة في رفع الحظر عن الكويت، وحثّ الاتحاد اللبناني والفلسطيني على الالتحاق بالاتحاد الآسيوي والدولي، اضافة الى ما حققه زملائي في الاتحادات الآخرى من مناصب دولية مهمة أسهمت في جعل العراق يعتلي مراتب المسؤولية خارجياً.

إنجازات من ذهب
وأضاف إن العراق يقف الآن بالصدارة بين الدول العربية والآسيوية في رياضة الصّم حيث يحتل المركز الثاني عربياً والثالث آسيوياً والحادي عشر دولياً بعد أن حقق انجازات كبيرة منها المركز الأول في البطولة العربية الأولى بكرة القدم للصّم في الكويت عام 2005 والمركز الثالث في البطولة الثانية بالأردن عام 2010 وحصوله على الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية في بطولات تونس الدولية لألعاب القوى والمركز السادس في بطولة آسيا للصم بكرة القدم في كوريا عام 2011 والمركز الرابع في البطولة الثالثة في إيران والتأهل الى نهائيات كأس العالم في ايطاليا لأول مرة عام 2016 إضافة الى العديد من الميداليات الملونة لأبطال ألعاب القوى.

دعم المؤسسات الحكومية
وأشار الشافي الى أن هناك تنسيقاً مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بموجب بروتوكول تعاون موقع مع اللجنة البارالمبية لإقامة بطولات للفئات العمرية، إلا أن التعاون متوقف حالياً بسبب الضائقة المالية ومع ذلك فان الاتحاد بقي حريصاً على إقامة الدورات والندوات الاجتماعية وغيرها من الفعاليات بجهود ذاتية!

المعوقات مرة اخرى
وأزاح رئيس اتحاد الصّم الستار عن الكثير من المعوّقات التي تواجهها عملية التطوّر حسب ما يطمح لتحقيقه، وقال إننا نفتقد للمنشآت المتخصصة ولا نمتلك حتى الآن أي ملاعب خاصة بكرة القدم مما يضطرنا الى الاستعانة طريق بالعلاقات الشخصية في التدريب على ملاعب بعض الاندية وهنا للابد من الاشادة بروح التعاون الذي يبديه الكابتن بسام رؤوف في مساعدتنا على استخدام ملعب الشعب الثاني لإقامة الوحدات التدريبية إضافة الى افتقادنا الكثير من الأمور الإدارية الاخرى.

رؤية للمستقبل
وأخيرا بيّن حيدر الشافي حدود طموحه في الارتقاء برياضة الصّم نحو افاق ونجاحات اكبر مما تحقق فيما لو توفرت أرضية صحيحة من منشات وملاعب ودعم لتلك الفئة التي تتطلب رعاية وعناية خاصة اضافة الى تنشيط وتشجيع المواهب عبر الحملات الاعلامية والتحفيز المعنوي لهم ولعل مبادرة القناة الرياضية العراقية تستحق الأشادة عندما وجهت الدعوى لنا في تقديم النشرات الرياضية باشارة الصّم منذ سبعة أشهر ولاننسى اهتمام المدى وحرصها على ابراز دور رياضة الصّم في تحقيق الانجازات.
المدى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here