سبونج بوب وباربي وسبايدرمان اصدقاء طفلي المفضلين

زهراء عبد

لاتصرخي اذا رأيت ولدك المدلل يتسلق مدرجات سلم البيت كسبايدرمان، ولاتستغربين اذا سمعت ابنتكِ العنيدة تطلب من لعبتها ألا تتبول على فراشها اثناء النوم، لانّ التعلق المجنون بألعاب يعشقونها وعالقة بذهنيتهم لدرجة الهوس هو جزء من عالمهم العجيب والملّغز،

 ولكنهُ يُثير الريبة في نفوس الآباء والأمهات الذين لايعلمون شيئاً عن سر ذلك الشغف سوى مجاراته بالقلق، علماً انّ هناك علاقة علمية بين جنس طفل في عمر الثلاث سنوات أو أكثر وبين إنجذابه للأشياء، فالأولاد مثلاً يميلون إلى السيارات الكبيرة والآليات والأبطال الخارقين، بينما تميل الفتيات إلى تقليد لعبة باربي بالملابس والتسريحات، نسبة إلى الإختلاف البيولوجي بين الذكور والإناث.
فضول فكري
الباحث الانثروبولوجي (شهيد حسين) يعتبر انّ تشجيع بعض الأهل لأطفالهم على إختيار الألعاب التي تتناسب وجنسهم منذ الطفولة والتعلق بالشيء ليس أمراً مبتذلاً أو تافهاً ويمكن ان يكون محبّباً، إذ من الممتع أن يطور الطفل تركيزه على موضوع معيّن ويحاول الغوص داخله بعمق، الأمر الذي قد يتسبب في نفاد صبر الأهل من هوس الطفل ومع ذلك يصر التربويون على أن يتعلم الأهل التعايش مع هواية أطفالهم وذلك لسبب واحد وهو أن ولع الطفل بهواية والتشبت بها أمر يسعده فضلا عن أنّ الإهتمام الزائد بشيء ما يمكن أن يغذي فضول الطفل الفكري وإنّ هوس الطفل يمكن أن يساعده أيضاً على إقامة علاقات إجتماعية وقد يقرب شغف الطفل أفراد العائلة الواحدة من بعضهم، فقد يتعلم الأهل المزيد عن موضوع ما أثناء دعمهم لشغف طفلهم بهذا الموضوع فتنتقل عدوى الشغف إليهما، وقد يعطي شغف الطفل بشيء ما فكرة واضحة عن مهاراته التي لا تزال في طور النشوء مثلاً، وإذا كان الطفل يحب الألعاب التي لها علاقة بالألغاز فقد يصبح شخصاً بارعاً في علم الحساب عندما يكبر، أما الأطفال الذين يميلون إلى الرسم فيتمتعون بهامش كبير من الحرِّية ولا يبالون برأي الآخرين بأعمالهم، أمّا الأطفال الذين يحبون حفظ الوقائع والحقائق مثل حفظ عدد الأهداف التي سجلها لاعبهم المفضل فيميلون أكثر إلى التنقيب بعمق في الموضوعات التي تثير إهتمامهم وإلى تطوير مهاراتهم الذهنية في جميع الأحوال.
مهارات وذكاء
السينارست والاعلامية (فاتن السعود) اعتبرت انّ التفسيرات النفسية كثيرة بهذا الخصوص، ومنها مايتعلق بالعمر وخصوصيته، حيث ان الأطفال في أعمار معينة يعشقون لعبا معينة كالمكعبات الخشبية فهي قريبة الى نفسيتهم والبعض الآخر من الألعاب مرتبط بجنس الطفل فالفتاة تجديها مثلاً تتعلق بالدمية وسيما التي فيها فنيات ومهارات النطق أو التلاعب في العيون وفتحها فهي تتخيلها صديقتها واختها اذا كانت وحيدة بين اخوتها أو لاتملك أخا أو اختاً، والملاحظ في تعاملها هنا انها تحادثها وتلعب معها وتطعمها كما هو الحال مع معاملة الأم لطفلتها الوحيدة وذلك جزء من عالمها الخيالي البريء، أما الأسباب الاخرى فقد تكون متناقلة مابين الأطفال انفسهم فحينما يعمد ابن الجيران أو الاقارب الى المباهاة وشراء لعبة معينة لها مهارات مثيرة تجدين كل الأطفال من حوله يظهرون نفس الشغف والتعلق وهو أمر محبب ولاداعي ان يقلق من ناحيته الأهل.
فطرّة وخيال
معلمة التربية الفنية (بلقيس حسين) كان لها رأي فني حول تعلق وهوس الأطفال في المدرسة برسومات معروفة ومن خلال درس الفنية المتعلق برغبات الأطفال وترجمتها كلوحة معبرة عما يحب أو يتعلق حيث قالت: هنالك هوس وتعلق شديد عند الطلاب سيما في المراحل الأولى بشخصيات كارتونية قريبة ومحببة الى نفوسهم كشخصية سبايدرمان الخارقة أو شخصية سبونج بوب الذكية فكلما قلت لهم اثناء الدرس ماذا تحبون ان نرسم اليوم أجد هنا اجماعا مثلا على شخصية سبونج بوب أو شخصية الرجل العنكبوت لدرجة اتخيل ان الجميع هنا يتصور نفسه هو الرجل العنكبوت فيتسلق العمارات ويتنقل عبر الهواء بطريقة صاروخية وينقذ الأبرياء من الأشرار، ولعل ذلك التعلق من وجهة نظري هو ميل الأطفال وحبهم الفطري للخير والبراءة وكرههم بالمقابل للشر والأذى..
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here