مجلس الأمن الدولي وطريقة معالجته لاستعمال الأسلحة الكيماوية في ظل الهيمنة الأميركية وحلفائها!

سالم لطيف العنبكي

ناقش اليوم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قضية استعمال الأسلحة الكيماوية في قرية “خان شيخون” السورية وطالبت الولايات المتحدة الأميركية إدانة الحكومة السورية باعتبارها هي التي استخدمت هذه الأسلحة قبل أن تصدر لجنة الخبراء المكلفة بالتحقيق تقريرها حول هذه القضية التي ترمي أميركا من وراء هذا الاتهام ضد سورية الذي لم يثبت بعد مَنْ الذي استخدم هذه الأسلحة التي راح ضحيتها عدد من الأبرياء لتبرير توسيع تدخلها في سوريا واحتلال مناطق جديدة بعد الحصول على موافقة أعضاء مجلس الأمن وقد حصلت موافقة عشرة أعضاء ورفضها أربعة وامتنع عن التصويت الآخرون! واستعملت روسيا حق النقض وطالبت تأجيل التصويت إلى 7 نوفمبر بانتظار نتائج التحقيق الجاري حول هذه القضية مما أحبط محاولات الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الحصول على تخويل يقضي بالتدخل المعهود والتي تروم أميركا تزعمه كما تزعمت التدخل في احتلال العراق بحجة امتلاكه أسلحة دمار شامل ومنها الكيماوي والذي ظهر فيما بعد أن إدعاء اميركا كان باطلا وكاذبا بشهادة رئيس الأركان الأميركي “كولن باول” في حينه بعد أن كان قد عرض صوراً عن حاويات تحتوي تلك الأسلحة أو المواد الكيماوية؛ واليوم الثلاثاء 24/10/2017 – يوم الأمم المتحدة – ! تعيد أميركا وحلفائها عزف تلك الأسطوانة حول الأسلحة الكيماوية التي تمتلكها سوريا وتنصب نفسها وصية على بلدان العالم وشعوبها بعد أن ساهمت أميركا وتركيا وإسرائيل والسعودية ومرتزقتهم من الدواعش في تدمير سوريا والعراق وليبيا وتشريد شعوبها وقتل أطفالها ومحاولة تقسيم تلك البلدان وتقاسمها وما عملته هذه الدول المجرمة في تلك الشعوب والبلدان يفوق ما تفعله الأسلحة الكيماوية موضوع البحث في مجلس الأمن اليوم!

من جانب آخر هناك شعب يتعرض للإبادة والقتل في اليمن البلد العربي المسلم وتدمير مدنه وقتل أطفاله وموتهم جوعا ومرضا ومنذ أكثر من سنتين وقد فعلوا به ودمروا بناه التحتية ما لم تدمره الأسلحة الكيماوية ذاتها! برعاية ودعم أميركي إسرائيلي والممول مملكة الشر الوهابية وعشرين دولة مرتزقة! ولكن لا أحد يهتم به ولا كأن مجزرة دامية مستمرة منذ أكثر من سنتين ضد شعب فقير يدافع عن أرضه وشعبه؛ فأي مجلس أمن هذا وأي نوع من البشر يتواجد فيه يهتم بموت بضعة أشخاص بعمل مجهول الهوية لغاية اليوم؛ ولا يسمح بسماع نتائج التحقيق الجاري حيث تطالب روسيا بانتظار ما تقدمه هذه اللجنة ثم اتخاذ القرارات المناسبة بعض تشخيص الفاعل بموجب الأدلة ومخلفات الفعل على أرضه مما دعى روسيا الاتحادية استخدام “الفيتو” وتأجيل اتخاذ القرارات المتعلقة بهذه القضية. فأي مجلس أمن هذ الذي تهيمن عليه أميركا ومَنْ يسير في فلكها؟ ولولا وجود “الفيتو” وروسيا والصين لتم احتلال العالم واتخاذ شعوبه عبيداً لأميركا وبريطانيا وإسرائيل وفرنسا.. هذه حكومات ودول لا تعرف العدل ولا الأخلاق ولا لها علاقة بمبدأ اسمه الإنسانية! وعلى الشعوب المضطهدة والبلدان الضعيفة تحديد مواقفها وتقرير مصيرها بين تلك الدول المعروفة بالاستعمار والاحتلال والاستغلال وبين روسيا والصين والدول المتعاطفة معها لتحمي نفسها من قهر وجبروت ومؤامرات أميركا وحلفائها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here