معصوم: أمثّل جميع أطراف الشعب ولم أشترك في كتابة بنود إجتماع دوكان

25

رئيس الجمهورية يحذّر من قيام جماعات خارجة عن القانون في مناطق نائية بالشمال

بغداد ــ الزمان

دعا رئيس الجمهورية فؤاد معصوم الى حوار جدي وعاجل بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان لتجنب وقوع اصطدامات بين الطرفين، مشيرا الى ان (اي نوع من التصادم سيكون مؤلماً للجميع،للدولة والمجتمع).وكشف معصوم في حديث خلال استقباله عدداً من الاعلاميين والاكاديميين في إطار وفد من منظمة التنمية الاعلامية في قصر السلام ببغداد امس عن (محاولات لاجراء حوار ينطلق من دعوة المرجع الديني السيد علي السيستاني)،مشترطا (اجراء هذا الحوار بعقلية مفتوحة ومتوازنة بحيث لا يكون طرف مهيمنا على حساب طرف اخر) واضاف ان (التوجه الى الحوار موجود لدى رئيس الوزراء حيدر العبادي والجانب الكردي) لكن الاخير يشترط وجود طرف ثالث كالأمم المتحدة لضمان نجاح الحوار.واكد معصوم انه (متحمس للبدء بالحوار بما يؤدي الى استقرار الوضع في العراق والانتهاء الى معالجة المواد المهملة في الدستور، التي لم يتم الاتفاق على قوانينها حتى الآن وتخضع الى الاجتهاد في التفسير). واعترف معصوم بأن (السياسيين كتبوا الدستور بلغتهم وليس بلغة القانون او اللغة الدستورية) وشدد على القول (آن للشعب ان يرتاح والعراق ان يستقر لمصلحة جميع الاطراف) .وعزا معصوم الصعوبات التي تواجه العملية السياسية الى (بناء الكتل على اساس عرقي او مذهبي او ديني)، مؤكدا (صعوبة تسوية المشاكل في غياب هوية المواطنة العراقية وعدم الانفتاح على الآخرين) . واضاف ان (الحوارات بين بغداد واربيل لم تكن في ما مضى سوى زيارات مجاملة تقوم بها قيادات الطرفين من دون حوار معمق او تحديد مدة زمنية مفتوحة). واشار الى ان (من الضروري العمل الجدي على جميع المستويات لحمل الطرفين على اجراء الحوار من منطلق قناعة وايمان). وحذر معصوم من (عمليات او ردود افعال قد تهدد استقرار البلاد من اطراف او جماعات خارجة عن القانون قد تتخذ مناطق نائية من شمال العراق ملاذات لها لتهديد السلم الاهلي واستنزاف قدرات الجيش). واقترح معصوم ان (تكون اطراف الحوار معروفة وتتسم بالعقلانية) مشيرا الى (ضرورة الكف عن التراشق الاعلامي وتبادل الاتهامات بين طرفي الازمة).

وكشف معصوم عن (وجود شخصيات كردية كثيرة غير مقتنعة بجدوى الاستفتاء)، مؤكدا ان (اطرافاً في كردستان لم تدرك اللغة الدبلوماسية التي تحدثت بها دول بشأن الاستفتاء وفسرت الكلام تفسيرا اخر). وجوابا عن سؤال لـ (الزمان) عن حقيقة ما دار في اجتماع دوكان عشية دخول القوات المشتركة، كركوك وما جرى في اعقابه، قال معصوم (لم اكن احمل رسالة من احد كما لم امثل طرفا. انا بوصفي رئيسا للجمهورية امثل جميع اطراف الشعب وكان لدي حرص شديد على ايجاد حل للمعضلة.

وفي دوكان هم الذين كتبوا المواد الخمس التي اعلن عنها في نهاية الاجتماع). وكان معصوم قد دعا ايضا الى اجتماع لقادة الكتل السياسية لمناقشة ثلاثة محاور تتعلق بالدستور وضرورة اجراء تعديلات على مواده وازمة كردستان وقانون الانتخابات الا ان ما حدث في دوكان دفع بعض هؤلاء القادة الى الاعتذار عن الحضور واقتراح ارجاء الاجتماع. كما كشف معصوم عن (خلافات حادة بين قيادات الاتحاد الوطني الكردستاني ولاسيما بعد مرض زعيمه جلال الطالباني. ورأى ان بعض هؤلاء توجسوا من انفراد السيد مسعود البارزاني بمشروع استقلال الدولة الكردية فاضطروا الى مجاراته لكي لا يفقدوا قواعدهم الشعبية او يكونوا موضع عتب منها.

من جهتهم تمنى الحاضرون على معصوم القيام بمبادرة لرأب الصدع وجمع شمل الاطراف المتنافرة التي تسببت بالازمة الراهنة بوصفه حاميا للدستور ورئيسا لكل العراقيين. ورأى معصوم ان انتشار عناصر حزب العمال الكردستاني التركي في محيط محافظة كركوك كان خطأً واضحاً. وبرّأ معصوم رفيقه في الاتحاد الوطني كوسرت رسول من التورط بالاساءة الى القوات المسلحة العراقية، فيما حمّل مكتب رسول صياغة بيان بهذا الشأن تضمن توصيفات قد يكون رسول لم يقلها.

من جهة اخرى وجد معصوم ان توقيت اصدار مذكرات قبض وملاحقه ضد عدد من رموز الحركة الكردية في هذا الظرف، امر غير مناسب وان القضاء الذي اكد معصوم عدم تدخله في شؤونه كان بحاجة الى تقدير الظروف السياسية المتفاقمة والأخذ بالحسبان ما قد تخلقه اصدار هذه المذكرات من توترات وردود فعل متقابلة.

وكان معصوم  قد سلّط  في مستهل اللقاء الضوء على آخر المستجدات والتطورات السياسية في البلاد، وأشار إلى أهمية الاعلام ودوره في توجيه الرأي العام بشأن القضايا المفصلية والمفيدة في المجتمع كونه يمثل السلطة الرابعة ومن واجباته الإسهام في البناء الديمقراطي في البلاد،فضلا عن أهمية دور الاعلام في ادامة زخم الانتصارات التي تحققها القوات المسلحة وكذلك ممارسة دوره الرقابي وتشخيص الحالات السلبية.

وشدد بحسب بيان تلقته (الزمان) امس على (ضرورة توحيد الصف الوطني وتركيز الاهتمام على مواجهة تنظيم داعش الارهابي الذي بات يلفظ انفاسه الأخيرة والقضاء عليه بشكل نهائي). قبل ان يتناول عدداً من القضايا التي تخص السياسة الداخلية وعلاقات العراق الإقليمية والدولية،حيث أكد أن هذه العلاقات تشهد تطورا كبيرا على المستويين الدولي والإقليمي ليركز حديثه على الازمة الراهنة بين بغداد واربيل مختتماً اللقاء بالقول (انا على مسافة واحدة بين عراقيتي كوطني وقوميتي ككردي واحب واحترم جميع العراقيين).

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here