“آلُ برزان” في ميزان كوردستان.!

ياسر مسعود

يتأرجح قادة الكورد بين خيارات عدة لاختيار الانسب منها، في انقاذ أبناء شعبهم من عاصفة ساحقة كانوا السبب وراء نشوئها .. إنه نهجٌ سلطويٌ لطبقةٍ حاكمةٍ تلاعبت بمقدرات الاقليم تحت يافطة الحلم الكوردي !

اختلف الرجال بحسم القرار، أصوات في البرلمان الكوردستاني تدعوا للاطاحة بحكومة “آل برزان”. حركة التغيير في طريقها نحو بلورة حكومة انتقالية، بعد أن سقطت مصداقية البرزاني بين الكورد بل المجتمع الدولي برمته،. ولعل رغبة “التغيير” هذه بالتغيير، تأتي على مرام “تحالف الديمقراطية والعدالة” بزعامة برهم صالح نائب رئيس الوزراء الاسبق، وهذا ما ينسجم مع رؤية بافل طالباني ايضا، الوريث السياسي لوالده الزعيم “جلال طالباني”.

تحركٌ جادٌ وواسع في أروقة القرار الكوردي نحو انهاء حقبة كوارث مسعود وعائلته، كما باتت تسمى في الوسط الكوردستاني.!

ليس غريبا أن يتجلى كل هذا الكم من الشعور بالاستياء الكوردي، فامام الشعب مستقبل مجهول إذا ما استمر الحال كما هو عليه. شللٌ في الاقتصاد، إغلاقُ للمطارات ومعظم المنافذ الحدودية بالشمع الاحمر، وتصعيدٌ سياسي بغداديٌ اقليمي دولي، وايقاف الاستثمارات الاجنبية بحجة عدم الاستقرار الامني في الاقليم، وفقرٌ وسوءُ خدمات تزيد من غضب الشارع الكوردستاني وشكواه، المطالِبة بحلٍ عاجل للخروج من مأزقه ووضعه المتردي.!

الحرج لم يقف عند حدود أربيل فحسب، فكل الاوراق الكوردية اليوم معقدة وفي خانة واحدة متراكمة شائكة مترابطة، ما وضع الزعامات الكوردية برمتها امام مفترق خطيرٍ خاصة اذا ما أصرّ البرزاني على النهج ذاته، بين عودة المواجهة “الكوردية الكوردية” وصراع داخلي أهلي سيفتح على البيت الكوردي أبواب جهنم على مصراعيها، أو حربٍ “عربية كوردية” تُعيد مشهد شلالات الدم والتهجير والجوع والدمار. خياران أحلاهما مُرّ .. إنها نتيجة نزوة برزانية ليست الا.!

و وسط تضارب الرؤى القائم في كوردستان، فإن الثابت لدى غالب عقلائها هو أن لغة السلاح لم تعد تجدي نفعا مع صاحب الدبلوماسية حيدر العبادي، وطاولة الحوار مع بغداد أضحت الخيار الأمثل بل لا بديل عنها. ويبقى الخلاف في مٓن يُمثّلهم في مرحلة حساسة كهذه ؟

البرزاني بزيٍ جديد، أم وجوه كوردية أخرى.؟!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here