القوات الديموقراطية السورية في الرقة.. نائب عن الرقة: هذا مصير الأكراد في سوريا

ست سنوات من الصراع داخل الأراضي السورية، تنازعت خلالها كل القوى الإقليمية والدولية من أجل السيطرة على هذا البلد الاستراتيجي، الجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية والمعارضة السلمية وغير السلمية، وصلت سوريا إلى مرحلة لم تشهدها طوال تاريخها، ولكنها عادت وتماسكت من جديد.

الوضع في الرقة، بعد طرد داعش، وتصريحات قوات “سوريا الديموقراطية”، حول تسليم المدينة لإدارة مدنية وموقف السوريين المهجرين منها ومتى سيعودون لها… تلك بعض الأسئلة، التي طرحناها على عضو مجلس الشعب السوري عن محافظة الرقة، الشيخ فيصل الصيبات، خلال مقابلته مع “سبوتنيك”.

وإلى نص الحوار:

سبوتنيك: بداية ما هى التركيبة السكانية والجغرافية والأهمية الإستراتيجية لمحافظة الرقة السورية؟

“محافظة الرقة”، تقع على ضفاف نهر الفرات، وتتسكنها القبائل العربية، ما يقارب الـ90% ونسبة قليلة جدا من الكرد، وهى مدينة عريقة ولها تاريخ طويل، وبها معظم أنشطة الحياة من صناعة وزراعة وتجارة، كما يوجد بها سد الفرات والذي ينتج جزء كبير من الطاقة الكهربائية.

سبوتنيك: إذا كانت الرقة كلها من العرب، فما الذي دفع قوات سوريا الديموقراطية “قسد”، أن تحارب “داعش” من أجل تحريرها؟

لا توجد حاضنة شعبية بالرقة لقوات سوريا الديموقراطية، ولا لداعش، وما فعلته الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها على الأرض، أنها قامت بتدمير كل ما فيها، من منازل ومنشآت ومصانع، وما يتحدثون عنه الأكراد من حكم ذاتي أو غيره هو مرفوض، ولا يمكن أن يحدث على الإطلاق، فهذا الأمر غير مقبول من جانب الشعب والجيش والرئيس، فالرقة هى جزء من الأرض السورية وهى عائدة، وحالياً جنوب الرقة بالكامل تحت سيطرة الجيش العربي السوري، والعشائر العربية في شمال الرقة، وقوات سوريا الديموقراطية معظمهم من العرب.

وفي حال ما فكر قادة تلك القوات في السطو على الأرض السورية، سيكون العرب أو من يقاتلونهم من داخل تلك القوات.

سبوتنيك: الأنباء الوارده من الرقة تقول “لم يعد بالمدينة حجر ولا شجر”، فمن أين سيأتون بالإدارة المدنية؟

لا نقبل ما تم التصريح به من جانب تلك القوات، فكيف يتحدثون عن إدارة مدنية لمدينة تم تدميرها بالكامل، ومن سيكون هؤلاء الحكام، وإلى أي الجهات ستكون ولاءاتهم، هذه أرض سورية ولن يتم التفريط فيها ولن تقام بها أي إدارة إلا تحت مظلة الدولة وبموافقتها.

من ساند تلك الدعاوي لا يمثلون سوى أنفسهم، وحتى عائلاتهم تبرأت منهم، فقد تركنا هؤلاء المسلحين يدافعون عن مناطقهم، وتحت عين وبصر الدولة وبالتنسيق معها، لكن تغير حالهم بعد دخول الولايات المتحدة على الخط.

وأكد الشيخ فيصل، أن قسم كبير من الكرد وطني ويدع دولته، أما الباقي من فهم ليسوا سوريين، وحتى الأكراد نفسهم ليسوا مع تلك الدعاوي، وقد شاهد العالم انضمام “الكرد” إلى العرب في كركوك العراقية، ولم يسيروا وراء نداءات مسعود بارزاني الداعية للانفصال.

القوات الديموقراطية السورية في الرقة، سوريا 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2017

سبوتنيك: كيف كانت حياة أهالي الرقة خلال الفترة التي سيطر فيها تنظيم داعش على المدينة؟

عاش شعب الرقة كل آلام الحياة و عاصر كل صنوف القهر والظلم من جانب التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ومن جانب تنظيم “داعش”، وهم شعب أعزل لا يملك إلا القليل جدا من السلاح، والذي نفذ به عدد من عمليات الإغتيالات ضد قادة التنظيم في الرقة.

في الوقت الذي كان فيه عناصر التنظيم ، أحدث ما في ترسانات العالم من الأسلحة، ويتلقون كل الدعم من الولايات المتحدة و دول الخليج وعدد آخر من دول المنطقة وإسرائيل.

لذا لم يكن الشعب يملك أي قدرة على مواجهة مباشرة مع هؤلاء، وفي حالة تقدم الجيش السوري، سيجد كل الدعم والتأييد والجميع سيكون تحت مظلة العلم السورى.

سبوتنيك: ما هى الطرق والجهات، التي كانت تمد تنظيم داعش بالسلاح في الرقة؟

كانت الشاحنات المحملة بكل أنواع السلاح تدخل عن طريق تركيا والأردن، حيث كانت الحدود مفتوحة، وقد تم ضبط كميات من الأسلحة كانت في طريقها للتنظيم مطبوع عليها الجهة التي قدمت منها، واليوم وبعد اندحار داعش، أهالي الرقة ينتظرون تسليمها للدولة، من أجل إعادة المرافق والحياة إليها من جديد بعد أن تم تدميرها.

سبوتنيك: يدور الحديث الآن عن الرقة وشعبها، من هم المتواجدون بالرقة في الوقت الراهن؟

يوجد عدد سكان كبير في ريف الرقة، أما بالمدينة فقد تم تدميرها بالكامل، وفق سياسة الأرض المحروقة، من جانب التحالف وداعش، ولحق الدمار الريف أيضا.

لكن النسبة الكارثية كانت في المدينة نفسها، حيث تم تدميرها بكل تاريخها القديم والحديث، ومازال المئات من شعب الرقة تحت الأنقاض، لم يجدوا من يخرج جثثهم أو إسعاف الأحياء منهم.

تحرير الرقة
سبوتنيك: كيف سيتم التعامل مع الأهالي، الذين تم إجبارهم على العمل أو حمل السلاح مع داعش؟

الدولة رفعت شعار المصالحة الوطنية، والكثير منهم سلموا انفسهم وتم تسوية أوضاعهم، وبعضم انضم إلى الجيش العربي السوري، فليس كل من كان مع داعش مؤيد له، وساعد الحليف الروسي في تسوية أوضاع كثيرة مشابهة في مناطق خفض التصعيد والتوتر، وهو الأمر الذي سينطبق بالقطع على أهالي الرقة.

سبوتنيك: كيف ينظر أهالي الرقة إلى الدور الروسي في سوريا ونجاحه في خفض التصعيد والتوتر من أجل حقن دماء المواطنين؟

لعب الجيش الروسي دورا كبيرا في مساندة الدولة السورية كحليف وصديق عاقل، وليس كمحتل غاشم، وكان للأسلحة الروسية منذ بداية العمليات العسكرية دور كبير في إحداث التوازن على الأرض.

في ظل دعم لا محدود للتنظيمات الإرهابية من جانب الولايات المتحدة ودول الخليج، وكان لعمليات تبادل المعلومات مع الجيش السوري دور كبير في القضاء على أوكار الإرهاب، وهو ما أكد مجددا أن الروس لا يتخلون عن حلفائهم في يوم من الأيام، فسياسة روسيا المتوازنة، جعلت الشعوب العربية وبصفة خاصة تكن لها كل التقدير والاحترام والحب، ولا يمكن أن ينكر أحد الدور الروسي في المنطقة.

سبوتنيك: ما الدور الذي لعبته العشائر في الأزمة السورية؟

كل أبناء العشائر في الجيش العربي السوري، والآن يقودون المقاومة، وهم رديف للجيش العربي السوري، وستكون عشائر الرقة يدا واحدة مع الجيش، وسنقاتل كل من يتحدث عن تقسيم البلاد وتمزيقها.

سبوتنيك: متى سيعود أهالي الرقة إلى ديارهم؟

من يسيطرون اليوم على الرقة بعد رحيل داعش، يدلون بتصريحات بأن الرقة جزء من سوريا ونتمنى أن تعبر تصريحاتهم تلك عن ما في أنفسهم، فأي شيء غير هذا، سيدفعون ثمنه، فالرقة “عائدة عائدة”، لكننا نتمنى عودتها دون سفك المزيد من الدماء.

سبوتنيك: وجهت لكم عده ضربات من جانب الطيران الإسرائيلي… ولم نسمع عن رد سوري…لماذا؟

إسرائيل هى المستفيد الأول من تلك المجموعات الإرهابية وهى أحد مموليهم، وعندما بدأت تتساقط تلك المجموعات فهى تقوم بتلك العمليات من أجل رفع معنوياتهم، فعلى إسرائيل أن تعلم أن هذا المشروع قد هزم كليا ولم ولن يكن له بقاء على الإطلاق، وقد رد الجيش السوري أكثر من مرة وستكون هناك ردود بعد انتهاء العمليات العسكرية في كل الجبهات.

نحذر إسرائيل من التمادي أكثر من ذلك، فستكون هى الخاسرة في النهاية.

سبوتنيك: ما هى صورة سوريا، التي تتوقعونها بعد انتهاء الحرب؟

ستكون سوريا أقوى وأفضل مما كانت من قبل ولن يكون هناك مجال للعبث بأمن الوطن، وسيكون الدستور الذي اختاره الشعب هو الحكم فيما بيننا.

أجرى الحوار| أحمد عبد الوهاب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here