النفاق التطوعي ،،،

النفاق التطوعي ،،،
الاحداث والمتابعة اليومية لها تجعلنا نستكشف حقائق هي ليست وليدة الساعة بل موجودة منذ القدم ويرى اصحابها انها من ضروريات الحياة ويمكن ان تكون مقبولة من وجهة نظرهم من خلال عكس وتشويه الاحداث بل واضافة ما هو ليس موجوداً والكذب والخيانة مرافقاً لما يريدون ان يوصلوه للاخرين .
النفاق ، هذا المرض المستشري كثيراً في جميع الاوساط وعلى جميع المستويات وبدرجات متفاوتة تزداد حدتها وتنقص تبعاً لما يحدث وتأثيره على المنافقين انفسهم وما يريدون ان يصلوا اليه من غايات واهداف .
نرى ذلك عند البعض من المثقفين ممن لم يستطيعوا ان يتجردوا من ما يحملوه من افكار ومعتقدات وايديولوجيات يتصورنها هي الصحيحة في المطلق ولا يمكن للاخرين ان يقولوا عكس ما هم يعتقدونه ، ويصبحون هم ( المثقفين ) في النهاية جزءاً من هذا النفاق .
المثقف الذي يبدي رأيه احياناً على احداث يرى فيها نقطة مشتركة قد تتوافق مع مذهبه او قوميته او الايديولوجية التي يحملها ويعتقد بها وتلتقي مع من لايتوافق معهم اصلاً في الفكر ولكن تتوافق مع ما يحمله من العنصرية المقيتة ويصبح جنباً الى جنب معهم ضد الاخرين وتطغي النعرة القومية وتصبح سيد الموقف .
هنا يظهر المنافق على حقيقته لموقفه هذا ويكون في حالة من التخبط والنسيان ومتناسيا مواقفه المغايرة تماماً لما قام به ويرى مدى تسرعه وغباءه ورعونته تجاه الاخرين ويبدأ بتبرير تسرعه في ابداء رأيه .
وحتى تبريره الغير منطقي تجعله في خانة المنافقين لانه غلف نفاقه بما قد يسميه بالمجاملة او الدبلوماسية والمرونة ويصبح في خاتمة الامر منافقاً من الدرجة الاولى .
اما الاخرين نراهم يعانون من نفس حالة المثقف ( النخبة )
بل قد تزيد كثيراً لما يحملوه من الرغبة في المبالغة والكذب بلا حدود من خلال ابداء ارائهم بشكل اوسع على سبيل المثال في التواصل الاجتماعي وينشغلون ليلاً ونهاراً بسب وشتم وتلفيق الاخبار وفرحين بما يقومون به .
وفي النهاية وبعد ان تهدأ الاحداث وتعود المياه الى مجاريها نراهم جميعاً قد رجعوا الى ما كانوا عليه من الهدوء ورفع الشعارات الرنانة ، الديمقراطية ، الحرية ، المساواة ، العدل وحق الشعوب بالعيش في رفاهية وراحة البال .
هؤلاء هم منافقون متطوعين يظهرون بين الفترة والاخرى ، وشعارهم هو النفاق التطوعي .

بقلم
جلال باقر
‎2017-‎10-‎25

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here