بلا قيود,ماذا بشان مساحيق تجميل الفكر!

ألم في مكان ما اجتاحني كأمرأة يعود زمنها لحقبة اليوم وانا اقرأ بأحدى قصاصاتي المتهرئة مقطعاً مؤثراً لحياة روائية فرنسية كانت تقطن مدينة الاسكندرية بمصر يعود زمنها لحقبة السبعينات، كان لتلك الاديبة والمؤرخة العاشقة حد الجنون لصغارها الادبية والزهرية على حد سواء طقس غريب نجح في تميزها من حيث الانوثة بعد ان ميزها من حيث الثقافة قبل ذلك عن بنات جنسها فماأن يحين أوان ذبول ازهارها اللواتي كن يتمايلين حول نوافذ بيتها بأفخر الاصناف حتى تسارع الى تجهيزه ودفنه في مقبرة خاصة اعدتها مسبقاً لذلك الشأن فهي تؤمن بأن الازاهير هي اناث جميلة لايحق لأحد سحقها بقدميه وانما توارى كي ترقد بسلام، الروح الشاعرية والانوثة السادرة من تلك المرأة التي حتماً يستغربها من مرعلى تلك السطور لها التصاق باثنتين الاولى تعود لثقافتها وادبها ورقيها المعرفي اما الثانية فجذورها تمتد لنسغ الانوثة الذي يجري بين عروقها كأمراة اي انها الانثى والمراة المتوجة كذلك بأكاليل الادب والثقافة والمعرفة التي اصبحت اليوم تشكو الهجران والقطيعة والكره من اغلب نسائنا ولعل في تلك النقطة مكمن ألمي فهل خُلقنا كنساء فقط لتقليب صفحات المكياج وما وصلت اليه تكنولوجيا نفخ الشفاه والازياء فما أن تقع جريدة او مجلة بين ايدينا حتى نسارع الى تصفحها واهمال باقي الصفحات بأعتبارها شاناً ذكورياً فهل اخترنا لأنفسنا هذا المصير العقيم واذا كنا كذلك فبماذا سنختلف عن قطع الديكور المكملة لأثاث المنزل وكيف يصح هذا ونحن ننتسب لأرض حملت بين طياتها مفكرة كبنت الهدى وكانت يوما ما حضناً دافئاً لنازك الملائكة عاشقة الليل وصمتهُ المتمرد ولعل الروائية العراقية امل بورتر ستتفق معي في تزيين الانوثة بملامح الثقافة فهي الباحثة عن ملامح عشقها البديل في رواية (نوار) في زمن لم يسمح حتى لدموعها بالنزول حينما خاطبها زوجها وهو يناولها كتاب لوليم فوكنر في احد مقاطع تلك الرواية الرائعة قائلاً:
كتابك الذي يزيل كآبتك هل تريدينهُ؟
فهل سنحظى ولو وهماً بأنثى تفتش عن مساحيق تجميل شخصيتها بالفكر وبالمعرفة!
آمنة عبد النبي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here