هل أصبحت نظريّة المؤامرة حبل مشنقة المدربين وسبيل المتمردين؟

عبدالرحمن عزالدين الكلّاوي
في سيناريو “ملحمة” اللاعب مع المدرب الذي اعتدنا عليه مؤخراً، وفي ظل إقالة رونالد كومان من تدريب إيفرتون بالأمس، بعد موسم تحضيري مليء بقرارات صارمة ضد لاعبيه، وكارلو أنشيلوتي من بايرن ميونخ قبل شهر، وما تبعها من تصريحات قاسية للاعبيه ضده، يطرح سؤال النتائج السيئة المتعمدة المزعومة نفسه؛ هل اكتشف لاعبو كرة القدم وسيلة لردع هيمنة المدربين على مصيرهم؟ وهل هناك وجود لنظرية المؤامرة في كواليس عالم الكرة المستديرة؟ الإجابة بحوزة من سقطوا ضحايا لها.

وربما يكون تشيلسي الإنجليزي هو مصدر هذه النظرية حسب تصريحات فيليبي سكولاري مدربه السابق المقال في 2009: والتي جاءت في العام الماضي إبّان إعلان النادي اللندني تعيينه للإيطالي أنتونيو كونتي مدرباً جديداً له والتي كانت بداية لهذا الجدل

قال سكولاري لجريدة “ذا صن” الإنجليزية في أبريل 2016: “لم أكن سعيداً لخسارتي لوظيفتي، كان أداؤنا على ما يرام وكنت أريد البقاء لثلاث سنوات قادمة .. كانت بداية مشروع جديد.”

“لكن كان من الواضح أن تشيلسي لم يكن منفتحاً لتغييراتي المطروحة.”

واستطرد: “كان هناك مجموعة من اللاعبين تدير الأمور من داخل الفريق لسنوات وكنت أنا وبعض الأشخاص من طاقمي التدريبي ضد 25 منهم.”

“كان بعضهم معترضاً على قراراتي، وكنت أسمعهم يقولون ‘لا أريد أن ألعب في هذا المركز‘ أو ‘لماذا نطبق هذا”.

ورغم مرور وقت طويل على الموضوع، إلا أنه قد أشيع آنذاك أن أولئك اللاعبين كانوا حارس أرسنال الحالي بيتر تشيك والألماني مايكل بالاك والمهاجم الكبير ولاعب فريق تورنتو الحالي ديديه دروجبا، والذي وجد نفسه حينها في موقف يفرض عليه الدفاع عن نفسه وأصدقاءه حين سألته جريدة ” ذا اوبزيرفر” البريطانية عن رأيه في الموضوع.

فقال دروجبا: “هذا غير صحيح ومن الخطأ أن نُتّهم باللقاء سراً لتحديد مستقبل مدرب .. كان هذا قرار إدارة الفريق، وليس لاعبيه.”

ولكن على صعيدٍ آخر، كان لمدرب سابق آخر لتشيلسي، تعرّف عليه العالم من باب ليستر سيتي وهو كلاوديو رانييري، حديث مؤخر عن إقالته المشبوهة من تدريب فريق صنع معه مجداً يصعب تكراره، إذ نفى الإيطالي في حوار له مع صحيفة ليكيب الفرنسية طليعة هذا الشهر وجود أي علاقة للاعبي الذئاب بإقالته.

وقال رانييري، مقدّم جائزة الفيفا لأفضل مدرب في حفل لندن بالأمس: “إقالتي كانت سببها النتائج، أنا لا أصدق تلك القصة (عن تآمر اللاعبين،) وإن صحّت، لن تكون هذه مشكلتي، ستكون مشكلة اللاعبين.”

وتابع الإيطالي قائلاً: “عندما كنت لاعباً وكانت لدي مشكلة مع مدربي، كنت أناقشه وجهاً لوجه .. وفي ليستر، لم يأت لي أي لاعب بمشكلة قط.”

وكما هو الحال لكل ما يمر على الصحافة العالمية بشتى تخصصاتها، تظل هناك منطقة رمادية يصعب على الصحفي اختراقها وهنا تأتي حكاية كلّاً من أنشيلوتي والبرتغالي جوزيه مورينيو مع تشيلسي اللذين قيل عنهما أنهما كانا ضحايا نتائج سيئة وأداء مترنّح بالعمد حيث تلت إقالتيهما تصريحات غير لائقة من لاعبي البايرن ضد مدربهم وتطور مفاجىء في أداء كلا الفريقين بشكل ملحوظ لتبقى نظرية المؤامرة في عالم كرة القدم قضية لن يحلّها إلا الوقت.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here