العبادي من أنقرة: حان الوقت لإنهاء النزاعات والحروب

التقى رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمس الأربعاء، بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم.
ووصل العبادي، صباح أمس، الى أنقرة، ضمن جولة إقليمية ستقوده الى طهران لاحقا، بعد أيام من جولة عربية شملت السعودية ومصر والأردن.
وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء إن العبادي التقى الرئيس التركي وعقدا اجتماعاً ثنائياً، بعدها ترأسا جلسة المباحثات المشتركة بحضور أعضاء الوفدين.
وخلال لقائه بأردوغان، قال العبادي “لقد جئنا لتعميق العلاقات وبحث القضايا التي تخص بلدينا، وكذلك التي تخص منطقتنا، وقد حان الوقت لإنهاء النزاعات والحروب التي تسببت بضياع القدرات واستنزاف الموارد ونزوح الملايين، ولولا هذه النزاعات لكانت دولنا بوضع أفضل وصوتنا مسموع في العالم”.
وأضاف رئيس الوزراء إن “ماعانيناه من إرهاب داعش خطير وبشع وبعيد عن الإسلام الذي يدّعونه زوراً وكذباً، وأرادوا تخريب التنوع الذي نعيشه ونفتخر به، ولكننا نجحنا في مواجهة داعش وانتصرنا عليه بتضحيات غالية وعزيزة علينا. وعلينا أن نعمل معاً على غلق الأبواب أمام عودة داعش وكل الإرهابيين”، محذراً من خطورة داعش “لو انه أُعطي فرصة سيعود مرة أخرى ليرتكب ماهو أبشع”.
وبشأن الأزمة التي أثارها استفتاء إقليم كردستان، قال العبادي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التركي، “لقد كان هناك مشروع لتفكيك المنطقة وليس العراق فقط عندما أرادوا إقامة حدود دولة بالدم، ونحن رغم كل ذلك لم نقاتل شعبنا الكردي وأوامرنا مشددة بعدم المواجهة ،وظننا حسن بالبيشمركة ودعوناهم لعدم القتال، والحمد لله أنهم استجابوا، لكن ما يؤسف له هو حملة الكذب والتزييف والادعاءات الباطلة بوجود قوات غير عراقية في كركوك وحولها”.
وأكد العبادي “أننا ماضون ببسط السلطة الاتحادية، ومن واجبي حفظ وحدة العراق وسيادته وحماية ثروته”، مشدداً على أن “الحشد الشعبي اليوم جزء من المؤسسة الأمنية للدولة على وفق قانون أقره البرلمان، ونحن نرفض وجود أية قوة مسلحة خارج إطار الدولة ومن غير القوات العراقية، كما لن نسمح بوجود أية قوة على أرضنا تعمل ضد دول الجوار، وهذا التزام دستوري نتمسك به”.
بدوره قال الرئيس التركي، خلال المؤتمر الصحفي المشترك، “بحثنا عدداً من النقاط السياسية والعسكرية وبحثنا أيضا ما يمكن أن نفعله من أجل تعزيز العلاقات العسكرية والتجارية والثقافية وغير ذلك”.
وأضاف أردوغان إن “إدارة إقليم كردستان قررت إجراء الاستفتاء وكنا متأسفين وقلقين تجاه ذلك، وكان لنا موقف مشترك مع العراق بهذا الشأن”، مشدداً على “ضرورة الحفاظ على وحدة العراق”، مستدركاً بالقول “مازلنا مصرين على ذلك حتى اللحظة ولم تلقَ تحذيراتنا آذنا صاغية التي وجهناها الى الطرف المعني وقد اضطررنا إلى اتخاذ عقوبات وتدابير ضد هذا الامر”، مشيرا الى أنّ “كلاً من تركيا والعراق وإيران قد وصلت لمرحلة إيجابية ضد استفتاء كردستان”.
وتابع الرئيس التركي “بشأن خط الأنبوب الرابط بين البلدين نحن مستعدون لأي تعاون مع العراق، واتصالاتنا مستمرة أيضا بشأن المنافذ”، مضيفاً “مستعدون لتنفيذ قرارات الحكومة العراقية بما يخص الانبوب والمنافذ”، معلناً في الوقت ذاته “استعداد بلاده لإنشاء سد مشترك لمعالجة نقص المياه”.
ودعا أردوغان الى تفعيل مجلس التعاون الستراتيجي بين البلدين وتوسيع العلاقات العراقية التركية ورفع التبادل التجاري. كما أكد دعمه لخطوات الحكومة العراقية في مواجهة تداعيات الاستفتاء وتوحيد البلاد وفرض سلطة الدولة بقواتها وإرادتها الوطنية.
وعبّر الرئيس التركي عن قلقه الشديد من “تواجد منظمة الـ pkk والمنظمات الإرهابية الاخرى في كردستان لكونها تشكل خطرا مشتركا على البلدين الجارين”، داعياً الى “التعاون لمواجهة ذلك الخطر”.
وفي وقت لاحق التقى رئيس الوزراء بنظيره التركي بن علي يلدرم، وبحث معه العلاقات الثنائية وأطر التعاون على المستويات السياسية والاقتصادية والامنية.
وقال يلدريم، في مؤتمر صحفي مشترك مع العبادي، “نحن بجانب العراق في مسألة اتخاذ جميع التدابير بغية منع إدارة إقليم شمال العراق كردستان من جر نفسها والعراق إلى مشاكل جديدة”.
وأضاف رئيس الحكومة التركية “نعتقد أنه من الأهمية استعادة محافظة كركوك وإقامة نظام أمني وإداري فيها يتناسب مع البنية العرقية الموجودة منذ مئات السنين”، مردفا بالقول إن “تركيا ستعزز التعاون الوثيق مع العراق في مجال التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات”.
وعلى صعيد التعاون الاقتصادي، لفت يلدرم الى أن “العراق وتركيا يعملان معاً في موضوع نقل النفط عبر أنبوب آخر”، مشيرا الى أن بلاده “ستقدم الدعم اللازم للحكومة العراقية لكي تتسلم إدارة منفذ إبراهيم الخليل”.
من جهته أكد العبادي، خلال المؤتمر المشترك، أن “الدعم الواضح من الدول المجاورة، والمجتمع الدولي ساهم بحفظ وحدة وسيادة العراق بالوقوف أمام استفتاء إقليم كردستان ومحاولة تقسيم العراق”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here